مقالة خاصة: تعاون لانتسانغ - ميكونغ...مسعى لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك

الوقت:2018-01-09 15:00:49المصدر: شبكة شينخوا

من المقرر أن يبدأ الاجتماع الثاني لقادة منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ في بنوم بنه بكمبوديا يوم الأربعاء بهدف بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك يعمه السلام والرخاء.

وسوف يشارك رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في الاجتماع الذي سيعقد تحت عنوان "نهر سلام من التنمية المستدامة". ويشيرهذا النهر إلى نهر لانتسانغ - ميكونغ.

ينحدر هذا النهر من هضبة تشينغهاي- التبت في جنوب شرق الصين، ويطلق عليه اسم نهر لانتسانغ في الصين ونهر ميكونغ حيث يتدفق عبر ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام قبل أن يصب في البحر.

ويعيش أكثر من 326 مليون شخص على امتداد هذا المجرى المائي الذي يصل طوله إلى 4880 كلم ويتدفق عبر مساحة تصل إلى أكثر من 795 ألف كلم مربع.

وعلى غرار نهر لانتسانغ - ميكونغ، أقامت المهام والمثل المشتركة التي تربط الدول الست معا أقامت مصيرا مشتركا لهم.

--توافق حول بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك

قال هو تشنغ يويه نائب رئيس جمعية الدبلوماسية العامة الصينية ومساعد وزير الشؤون الخارجية الصيني سابقا إن "إعلان سانيا حدد الهدف المتمثل في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك يعمه السلام والرخاء، والذي تم التأكيد عليه في البيان الصحفي المشترك الصادر عن الاجتماع الثالث لوزراء خارجية منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ في ديسمبر الماضي".

فقد صدر إعلان سانيا عقب الاجتماع الأول لقادة منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ الذي عقد في مدينة سانيا بمقاطعة هاينان جنوبي الصين في مارس 2016.

وقال روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذي للمعهد الصيني للدراسات الدولية خلال مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الصين اقترحت بناء مجتمع ذي مستقبل مشتركة للبشرية وإن آلية تعاون لانتسانغ - ميكونغ يمكن أن تكون "نقطة انطلاق جيدة" و"منطقة تجريبية" لتنفيذ هذا المفهوم.

وأشار روان إلى أن الدول الست - الصين وميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام - مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها البعض لأنها تتغذي بنفس النهر، مضيفا أن لها مفاهيم تنمية متشابهة جدا وبينها الكثير من القواسم المشتركة في الربط البيني والموارد المائية والزراعة والتكنولوجيا.

ومن جانبه ذكر هوانغ شي ليان نائب المدير العام لإدارة الشؤون الآسيوية التابعة لوزارة الخارجية الصينية أن الدول الست تتمتع بصداقة تقليدية عميقة جدا ذات مزايا وأساس متين ورغبة قوية وإمكانات كبيرة للتعاون، ولديها هدف مشترك يتمثل في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك يعمه السلام والرخاء.

وأضاف هوانغ "ولهذا السبب نالت آلية تعاون لانتسانغ - ميكونغ منذ البداية اهتماما كبيرا ودعما واسعا من حكومات وشعوب الدول الست".

تعاون لانتسانغ - ميكونغ يتسم بالكفاءة ويتمتع بآفاق مشرقة

لقد حقق تعاون لانتسانغ - ميكونغ نتائج مثمرة منذ تأسيسه عام 2016، ومضى بخطى سريعة وأظهر كفاءة.

وحول بناء الآلية، فقد شكل منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ آليات حوار على مختلف المستويات. وعقد حتى الآن اجتماعا للقادة وثلاثة اجتماعات لوزراء الخارجية وخمسة اجتماعات لكبار المسؤولين، هكذا ذكر مساعد وزير الخارجية الصيني كونغ شيوان يو في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا.

وفيما يتعلق بمشروعات التعاون الإقليمي، فإن معظم مشروعات الحصاد المبكر الـ45 التي تم تحديدها في الاجتماع الأول لقادة منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ والمبادرات الـ13 التي طرحتها الصين خلال الاجتماع الثاني لوزراء خارجية منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ قد اكتملت أو حققت تقدما جوهريا، حسبما ذكر البيان الصحفي المشترك للاجتماع الثالث لوزراء خارجية منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ الذي عقد في مدينة دالي بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين يوم 15 ديسمبر.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن "سبب إحراز آلية تعاون لانتسانغ - ميكونغ لتطور سريع يكمن في أن هذه الآلية تتفق مع الرغبة المشتركة لدى الدول الست في تعزيز التعاون المربح للجميع واتجاه التكامل الاقتصادي الإقليمي"، مضيفا "لقد أظهرت حيوية قوية منذ أن ولدت".

وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2017، بلغ حجم التجارة بين الصين والدول الخمس الأخرى في منطقة لانتسانغ - ميكونغ 17.76 مليار دولار أمريكي، بزيادة 15.6 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق له ومن المتوقع أن يتجاوز 20 مليار دولار في عام 2017 بأكمله، حسبما كشفت أحدث الإحصاءات الرسمية الصينية.

وفي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2017، بلغت استثمارات الصين في الدول الخمس 2.68 مليار دولار، بزيادة 22.3 في المائة مقارنة بالعام السابق له.

وأعرب قوه يان جيون مدير معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية عن تفاؤله إزاء آفاق منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ، قائلا إن "مبادرات ومشروعات التعاون تعكس بالفعل احتياجات الدول الست وعليها مواصلة تعزيز هذا التعاون البراغماتي مستقبلا ".

بيد أن قوه أشار إلى أن آلية التعاون لا ينبغي دفعها للأمام بسرعة أكبر من اللازم لأن هناك تفاوتا في التنمية بين دولها.

ومن المتوقع أن يعتمد الاجتماع الثاني لقادة منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ عدة وثائق حول التنمية المستقبلية للتعاون دون الإقليمي.

وقد ذكر سفير الصين لدى كمبوديا شيونغ بو في مقال ممهور بقلمه نشر مؤخرا "نتوقع أن يحقق الاجتماع المرتقب لقادة منتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ نتائج مثمرة، ويرسم مسار التنمية المستقبلية للآلية ، ويضخ قوة دفع لصالح شعوب المنطقة".

العلاقات الصينية - الكمبودية هامة لتعاون لانتسانغ - ميكونغ

في يوم الخميس، سيقوم رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ بزيارة لكمبوديا. وستكون هذه أول زيارة خارجية له في عام 2018.

وذكر هو تشيان ون سفير الصين السابق لدى كمبوديا لـ((شينخوا)) أن "اختيار رئيس مجلس الدولة لي لكمبوديا كوجهة لأول زيارته خارجية له في عام 2018 يدل على أن الصين تولى اهتماما كبيرا بالعلاقات الصينية - الكمبودية".

وخلال مكوثه في كمبوديا، سيلتقى لي الملك الكمبودي نورودوم سيهاموني، وسيجرى محادثات مع نظيره هون سين. وسوف يتبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من أجل التخطيط للتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية - الكمبودية.

ومن المتوقع أن يتوصل الجانبان إلى توافق ويوقعان وثائق تعاونية في مجالات البنية التحتية والعلوم والزراعة والسياحة وغيرها من المجالات.

ويصادف هذا العام الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكمبوديا. "لقد تطورت العلاقات الصينية- الكمبودية على نحو مطرد وسريع جدا وتغدو أفضل وأفضل في ظل الثقة الإستراتيجية المتبادلة والقوية جدا بين البلدين"، هكذا ذكر روان.

وأضاف أن "التعاون بين الصين وكمبوديا يعد مثالا للتعاون الدولي الذي يتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة بين دولة كبرى ودولة صغيرة نسبيا".

وذكر روان أن كمبوديا مهتمة جدا بمبادرة الحزام والطريق،التي اقترحتها الصين لبناء شبكة من التجارة والبني التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا على أساس مسارات التجارة البرية والبحرية القديمة.

وقال إن "كمبوديا ترى أن التعاون مع الصين هو مفتاح التنمية المستقبلية لكمبوديا، حيث يمكن أن يساعد في تحسين اقتصادها وتعزيز دورها في رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وشبه الجزيرة الهندية - الصينية"، مضيفا أن "العلاقات الصينية - الكمبودية هي في جوهرها مجتمع ذي مستقبل مشترك".

وأشار هو تشنغ ياو إلى أن العلاقات بين الصين وكمبوديا لها خصوصيتها لأنها أيضا علاقات بين الصين وعضو بالآسيان، مضيفا أن "التنمية السليمة للعلاقات الصينية - الكمبودية تصب في صالح التعاون بين الصين والآسيان ومنتدى تعاون لانتسانغ - ميكونغ".

وقال قوه إنه "من المتوقع أن تقوم الصين وكمبوديا بتعزيز التنسيق والتعاون داخل إطار الآسيان مع وجود أساس متين جدا للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية".

تحرير: تشي هونغ