تقرير سنوي: بالحيوية والنشاط ، علاقات الصين والآسيان تتقدم نحو الرخاء المشترك

الوقت:2017-12-29 14:21:06المصدر: شبكة شينخوا

إنه لإجماع مشترك في شرقي آسيا بأن العلاقات بين الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) قد تطورت إلى أكثر العلاقات حيوية وواقعية وفائدة بين الآسيان وشركائها في الحوار، الأمر الذي يحقق منافع جمة للتنمية الإقليمية ، ويضع مثالا نموذجيا للتعاون الإقليمي .

بعد 26 سنة من بدء الصين ورابطة الآسيان حوارهما، وبعد 14 عاما من إقامتهما للشراكة الاستراتيجية ، يشهد الجانبان حاليا تعاونا استراتيجيا شاملا في كافة المجالات الرئيسية الثلاثة وهي السياسية- الأمنية ، والاقتصادية ، والاجتماعية -الثقافية، وتتحقق ثمار واسعة، لاسيما في المجال الاقتصادي ، حسبما يرى كل من السكرتير العام للآسيان لي ليونغ مينه، والسفير الصيني لدى الآسيان شو بو.

وبالنظر إلى المستقبل، يتطلع الجانبان حاليا إلى الارتقاء بالتعاون من خلال وضع رؤية الشراكة الاستراتيجية الموجهة لعام 2030، على أمل إضافة "المزيد من المضمون العالمي" لعلاقاتهما و"بناء نموذج جديد لتعاون الجنوب-الجنوب".

ثمار واسعة في كافة مجالات التعاون

خلال السنوات الماضية، شهد الحوار السياسي بين الصين والآسيان تعززا كبيرا ومستمرا، ويتواصل قادة الجانبين بشكل مستمر وتتكرر الزيارات بينهم. وقام زعماء جميع الدول العشر برابطة آسيان بزيارة الصين خلال العام المنصرم 2017. وتم وضع وتطوير وإنضاج أكثر من 10 آليات اجتماع على المستوى الوزاري، وأكثر من 20 آلية تعاون أخرى لمسئولين رفيعي المستوى من كلا الجانبين، في كافة المجالات.

وخلال القمة الـ20 بين آسيان - الصين، والتي عقدت في مانيلا في نوفمبر الماضي، أعلن الجانبان بدء التفاوض حول نص مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي، مظهرين إرادتهم الإيجابية للعمل معا لضمان السلام والاستقرار في هذا البحر.

وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين تطورا سريعا. وأنشأت الصين وآسيان أكبر اتفاقية منطقة تجارة حرة(FTA) بالعالم، للدول النامية، وأكملتا المفاوضات حول تطوير وتحديث هذه الاتفاقية. وبلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 452.2 مليار دولار أمريكي عام 2016.

وظلت الصين أكبر شريك تجاري للآسيان على مدى 8 سنوات متتالية، بينما الآسيان هي ثالث أكبر شريك تجاري للصين على مدى 6 سنوات متتالية. وشهدت الاستثمارات المتبادلة بينهما زيادة سريعة أيضا.

وتوثقت التبادلات الشعبية بين الجانبين أكثر فأكثر. خلال السنوات الـ5 الماضية، نظمت الصين والآسيان عام التعاون في العلوم والتكنولوجيا، وسنة التبادل الثقافي، وسنة التعاون البحري، وعام التبادل التعليمي. وخُصصت سنة 2017 كعام للتعاون السياحي بين الصين وآسيان، وشهدت المزيد من التعمق المتواصل للتبادلات الشعبية بين الجانبين.

مشاريع مبادرة الحزام والطريق تفيد رفع مستوى حياة مواطني الآسيان

الصين تعتبر دول الآسيان أولوية ومشاركة رئيسية في دفع مبادرة الحزام والطريق، في وقت تسعى فيه الآسيان أيضا إلى دفع تحقيق الترابط وبناء رابطة آسيان بلا عوائق ومترابطة بشكل شامل، وفقا لهدف رؤية مجتمع الآسيان لعام 2025. إن هاتين الخطتين التنمويتين متكاملتان بشكل فريد مع بعضهما البعض، ويمكن أن تندمجان وتسيران معا.

لقد حققت مبادرة الحزام والطريق الصينية (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير العريق، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21)، تقدما ملموسا في بعض دول الآسيان . ويمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر إلى أن تطوير ترابط البنية التحتية قد تسارع مع تنفيذ مشاريع رائدة وكبيرة وبدء العمل فيها، مثل القطار العالي السرعة بين مدينتي جاكرتا وباندونغ في إندونيسيا، وخط السكك الحديدية بين الصين ولاوس ، وخط السكك الحديدية بين الصين وتايلاند .

وقد أكملت بنجاح العديد من مشاريع الطرق ضمن مبادرة الحزام والطريق. وحقق آلاف السكان ممن يعيشون على طول هذه الطرق، فوائد مبكرة جمة، وشهدوا تطورا وارتقاء لمستوى حياتهم وبيئتهم، وتزايدت فرص العمل ومعها فرص التعليم.

وضمن هذه المبادرة، يسعى كلا الجانبين أيضا إلى العمل الوثيق معا لرفع مستوى تعاون قدرة الإنتاج ، على أساس المواقع الصناعية ، والتعزيز المستمر والسريع لتسهيل التجارة والاستثمار بين الجانبين.

وتحت إطار هذه المبادرة أيضا، حظي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، بمشاركة ودعم كافة دول الآسيان ، الأمر الذي يوفر ضمانة ثابتة للتكامل المالي.

وساعدت هذه المبادرة كذلك، على دفع وتعزيز التبادلات الثقافية والسياحية، بحيث قادت إلى المزيد من الاتصالات الفعالة غير الحكومية بين الجانبين، وأرست أساسا اجتماعيا لتعزيز الروابط بين شعبي الجانبين.

رؤية الشراكة الاستراتيجية الموجهة لعام 2030

إن علاقات الصين-آسيان لا تخلو من التحديات، ومن بين هذه التحديات نقص الثقة المتبادلة الاستراتيجية ، ودخول التعاون إلى عنق زجاجة، وبقاء التبادلات بين الشعبين على مستوى منخفض. ولكن العلاقات تقف حاليا عند نقطة تحول رئيسية، تستدعي التطوير، وفقا لما قاله السفير الصيني لدى آسيان، شيو بو.

وفي الدورة الـ20 لمؤتمر زعماء الصين وآسيان، الذي عقد في مانيلا في نوفمبر الماضي، طرح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، صياغة رؤية إقامة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين موجهة لعام 2030 ، لرفع إطار التعاون من "2زائد 7" إلى "3 زائد X".

وتشير "2 زائد 7" إلى إطار تعاون طرحه لي في عام 2013 في مؤتمر مع قادة آسيان، عقد في بروناي، ويؤكد على توافق سياسي مكون من نقطتين لرفع الثقة الاستراتيجية ودفع التعاون الاقتصادي ، فضلا عن سبعة مجالات من التعاون متمثلة في تسهيل التجارة، وتعزيز التواصل، ودفع تبادلات المعلومات المعنية بالأمن .

بينما يعني إطار "3 زائد X"، الذي يستخدم حرف " "X كما في الرياضيات، لتمثيل عناصر غير محددة، يعني أن الصين وآسيان يمكنهما تناول مجالات أخرى عديدة، في وقت يتم التركيز فيه على ثلاثة أعمدة أو مجالات رئيسية، هي السياسية-الأمنية ، والاقتصادية والتجارية، والتبادلات بين الشعبين.

ويهدف الاقتراح إلى إضافة "المزيد من مضمون العالمية" لعلاقات الصين-آسيان و"تقديم نموذج جديد لتعاون الجنوب-الجنوب،" كما قال لي.

وخلال المؤتمر، أعلن الجانبان أيضا إطلاق التشاورات حول نص مدونة السلوك في بحر الصين الجنوبي. وشدد لي مجددا على موقف الصين المتمثل في الحماية الحازمة للعلاقة مع آسيان، على أساس حسن الجوار والصداقة، والتعامل المناسب مع القضايا الحساسة، عبر الحوار والتشاور، من أجل حماية العلاقات الثنائية وإبقائها في المسار الصحيح.

واستجاب قادة دول آسيان بشكل إيجابي لاقتراح لي، وتعهدوا بالعمل مع الصين لدفع التعاون العملي في جميع المجالات ، ورفعه إلى مستوى جديد، وتوطيد الزخم الإيجابي في بحر الصين الجنوبي.

ووسط تصاعد سياسة الحمائية وغيرها من التحديات، مثل الإرهاب وتغير المناخ، في العالم، أظهرت الصين وآسيان أيضا تعهداتها المشتركة لتجارة منفتحة وخطوات تعاونية منتظمة. أما دعوة لي إلى بذل الجهود لتطوير المجتمع الاقتصادي لشرقي آسيا، وهي مجموعة تجارية هادفة إلى تكامل مختلف الاقتصادات في دول شرق وجنوب شرق آسيا، لتكون سوقا موحدة، فحظيت بترحيب القادة الآخرين خلال طرحها في المؤتمر.

وأكد لي أنه بسبب التيار المتصاعد المناهض للعولمة والحمائية المتزايدة، لا بد للدول الإقليمية من المزيد من التعاون لدفع تجارة حرة وعادلة.

وفي مقابلة أجراها مع وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) قبل قمة آسيان في مانيلا ، أشاد لي لونغ مينه، السكرتير العام لآسيان ، بمستقبل علاقات الصين-آسيا ، معربا عن تفاؤله إزاءها.

وقال "نأمل أن تعهداتنا المشتركة لتحقيق إقليمية منفتحة، ولتعزيز التعددية، ستسهم في المزيد من رفع مستوى التعاون والتنسيق بيننا".

تحرير: تشي هونغ