الصين والفلبين تعززان العلاقات في العام الجديد

الوقت:2023-01-05 10:08:28المصدر: شينخوا

بكين 4 يناير 2023 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الفلبيني فرديناند روموالديز ماركوس جونيور، في بكين اليوم (الأربعاء).

وماركوس هو أول زعيم أجنبي تستضيفه الصين في عام 2023. وهذه هي الزيارة الأولى له للصين بصفته رئيسا، وأول زيارة رسمية له إلى دولة خارج رابطة دول جنوب شرق آسيا.

وقال شي لماركوس "كل هذا يوضح تماما العلاقات الوثيقة بين الصين والفلبين، والمكانة المهمة التي يحتلها كل من البلدين في السياسة الخارجية للآخر".

رحلة لاقتفاء أثر التاريخ والتخطيط للمستقبل

قال شي إن الصين والفلبين جارتان قريبتان تقابلان بعضهما البعض عبر البحر. وفي تبادلاتهما طيلة ألف عام، ظلت النوايا الحسنة والمساعدة المتبادلة السمة المميزة للعلاقات الثنائية وإرثا ثمينا يعتز به الشعبان.

وأضاف شي أنه قبل ثمانية وأربعين عاما، أدرك والد الرئيس ماركوس جونيور والقادة الصينيون من الجيل الأقدم جيدا الوضع المتغير في ذلك الوقت. ولذلك، فقد اتبعوا اتجاه العصر واتخذوا القرار التاريخي بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وأضاف أنه على مدى نصف القرن الماضي منذ إقامة العلاقات، على الرغم من التغييرات في المشهد الدولي والسياسة الداخلية للفلبين، ظل الرئيس ماركوس جونيور وعائلته ملتزمين، كعهدهم دائما، بتعزيز الصداقة بين الصين والفلبين، وهو التزام لا يقدر بثمن.

وأعرب شي عن أمله في أن تكون هذه الزيارة رحلة لاقتفاء أثر التاريخ، والأهم من ذلك، أن تكون رحلة للتخطيط للمستقبل.

وقال شي إن الصين تعتبر الفلبين أولوية في دبلوماسية الجوار الصينية، وتتناول علاقاتها مع الفلبين من منظور استراتيجي وشامل. وأعرب شي عن استعداده للبقاء على اتصال استراتيجي منتظم مع الرئيس ماركوس جونيور، ووضع خطط شاملة لتنمية العلاقات الثنائية حتى يظل البلدان جارين جيدين يساعدان بعضهما البعض، وقريبين طيبين يتشاركان الألفة، وشريكين جيدين يسعيان إلى تعاون مربح للجانبين، ما يعود بالفائدة على الشعبين ويساهم بمزيد من الطاقة الإيجابية في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وأعرب ماركوس عن سعادته بالقيام بزيارة لطالما تطلع إليها، وهي أيضا أول زيارة دولة يقوم بها إلى دولة خارج الآسيان. وأعرب عن أمله في أن يثبت للعالم من خلال هذه الزيارة أن العلاقات الفلبينية-الصينية في حالة طيبة للغاية ومهمة للغاية أيضا، وأن الجانبين يوليان أهمية كبيرة لهذه العلاقات ويلتزمان بالارتقاء بها إلى مستوى جديد.

وقال ماركوس إنه على الرغم من مرور 48 عاما فقط منذ أقامت الفلبين والصين العلاقات الدبلوماسية، إلا أن الصداقة بين الشعبين مستمرة منذ أكثر من ألف عام. وشدد على فخره بكونه جزءا من تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية، وأشار إلى المسؤوليات المهمة التي يتحملها للمضي قدما في الصداقة طويلة الأمد بين البلدين.

إمكانات هائلة للتعاون الثنائي

أكد شي أنه على الرغم من اختلاف الظروف الوطنية والنظم في كل من الصين والفلبين، فإن للبلدين أهدافا ومسارات تنموية متشابهة، وتتمتعان بإمكانات هائلة للتعاون.

وقال إن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الهيئات الحكومية، وبين المجلسين التشريعيين، وبين الأحزاب، لتشكيل قدر أكبر من التضافر بين استراتيجياتهما التنموية، والسعي إلى مزيد من التكامل في مسيرة التحديث لدى كل منهما، وخدمة التنمية والازدهار بشكل أفضل في كلا البلدين.

وقال شي إن الجانبين قد حددا الزراعة والبنية التحتية والطاقة والتبادلات الشعبية كأربعة مجالات ذات أولوية للتعاون. وأضاف أن تلك المجالات تمثل الركائز الأساسية لعلاقة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين والفلبين، ويجب بذل المزيد من الجهود لإنشاء جوانب ومعالم نمو جديدة في هذه المجالات.

وقال شي إنه بينما تحقق الصين تقدما في النهوض بالريف على نحو شامل، وتتحرك بشكل أسرع لبناء قوة البلاد في الزراعة، فهي على استعداد لمساعدة الفلبين في التنمية الزراعية والريفية، من خلال وسائل مثل تحويل المركز الفلبيني-الصيني للتكنولوجيا الزراعية إلى مشروع مميز، وتنفيذ التعاون في السلسلة الصناعية الكاملة، ما يشمل الاستنبات الزراعي وإنتاج المحاصيل الزراعية ومعالجتها وتخزينها، وتسريع التعاون في تكنولوجيا جيونتساو.

ودعا البلدين إلى تعزيز التعاون في البنية التحتية والارتباطية، ما يشمل التنفيذ الجيد لمشروعات التعاون الرئيسية في البنية التحتية "الصلبة"، وتوسيع نطاق التعاون في البنية التحتية "الناعمة" من بينها الاتصالات والبيانات الضخمة، والتجارة الإلكترونية، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الفلبين.

وقال شي إن لدى الصين والفلبين الكثير مما يمكن تقديمه لبعضهما البعض في ما يتعلق بالتعاون في كل من الوقود الأحفوري والطاقة النظيفة. وأوضح أن الصين ستعمل مع الفلبين على مواصلة التعامل الصحيح مع القضايا البحرية من خلال المشاورات الودية، واستئناف المفاوضات حول التنقيب عن النفط والغاز، وتعزيز التعاون في استكشاف النفط والغاز في المناطق غير المتنازع عليها، وإجراء تعاون في مجال الطاقة الخضراء، ما يشمل الخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح ومركبات الطاقة الجديدة.

وقال الرئيس الصيني إن الصين ستواصل استيراد المزيد من المنتجات الزراعية والسمكية عالية الجودة من الفلبين، وستدعم الاستثمار والتعاون الصينيين في مجال الأعمال التجارية في الفلبين. وأوضح أن الجانبين بحاجة إلى تعميق التبادلات الشعبية على نحو شامل، وتوسيع نطاق التعاون في التعليم الأساسي والمهني، واستكشاف التعاون الابتكاري في مجالات مثل الأرصاد الجوية والفضاء.

وقال شي إن الصين ستواصل العمل مع الفلبين بشأن البحث والتطوير في مجال اللقاحات، وإنشاء نمط جديد من المساعدة المتبادلة والتعاون بين المقاطعات والمدن والمناطق والمحافظات في البلدين في ضوء نقاط القوة الصناعية المحلية. وأوضح أن الصين تتخذ خطوات استباقية لتكييف استجابتها لكوفيد-19 وتنسيقها بشكل أفضل مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بطريقة علمية، مضيفا أنه يمكن للشعبين الصيني والفلبيني استئناف التبادلات الوثيقة قريبا كما كانت الحال قبل الجائحة.

وقال ماركوس إن الفلبين مستعدة للعمل مع الصين على إطلاق العنان لإمكاناتهما، وزيادة إثراء العلاقات الثنائية، وتعميق التعاون في الزراعة، والبنية التحتية، والطاقة، والتبادلات الشعبية، والتجارة، والاستثمار، والعلوم والتكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي، من بين مجالات أخرى.

وقال ماركوس إن الصين هي أقوى شريكة للفلبين ولا شيء يمكنه أن يعيق استمرار وتنمية الصداقة الفلبينية الصينية. وأكد أن الفلبين تلتزم بسياسة صين واحدة، وعلى استعداد لمواصلة التعامل بشكل صحيح مع القضايا البحرية من خلال المشاورات الودية، واستئناف المفاوضات بشأن التنقيب عن النفط والغاز.

وشكر ماركوس الصين على تقديمها دعما قيما لبلاده في مكافحتها كوفيد-19. وأعرب عن أمله في توجُه المزيد من السياح والطلاب الصينيين إلى الفلبين وإجراء المزيد من التبادلات الشعبية عند انتهاء الجائحة، لإرساء أساس أكثر صلابة للتنمية طويلة الأجل للعلاقات الثنائية. وأعرب عن ثقته الكاملة في آفاق العلاقات الثنائية.

الصين والآسيان تركزان على التعاون والتنمية

شدد شي على أن التنمية في الصين والفلبين، وهما دولتان ناميتان في آسيا، تنبع من الجوار الودي ومن العلاقة بين البلدين في إطار الأسرة الآسيوية الكبيرة، التي تتميز بتعاون مربح للجميع.

وقال إن الصين ستعمل مع الفلبين ودول الآسيان الأخرى على التركيز على التعاون والتنمية، ودعم مركزية الآسيان في التعاون الإقليمي، ودفع المقترحات الخمسة بشأن بناء وطن مشترك معا، لضمان بقاء المنطقة بعيدا عن ظل الحرب الباردة وعن المواجهة بين التكتلات، وبقائها نموذجا رائعا للتنمية والازدهار.

وأوضح شي أن الصين تقدر دعم الفلبين لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، مؤكدا أن الصين ستعمل مع الفلبين على تقديم دعم أكبر لبعضهما البعض، ودعم المصالح المشتركة للبلدين والدول النامية الأخرى، والدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والمساهمة في تحسين الحوكمة الإقليمية والعالمية.

وقد أعرب ماركوس عن استعداده للتواصل الوثيق مع الرئيس شي، وإقامة تعاون أوثق على جميع الجبهات لفتح فصل جديد في علاقة التعاون الاستراتيجي الشامل الفلبينية-الصينية، وكذا استعداده لتسوية التحديات والقضايا المشتركة التي تواجه البلدين بطريقة أفضل، وتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين، وتقديم مساهمة جديدة في إعادة ترسيخ مكانة المنطقة كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي.

وعقب المحادثات، شهد الرئيسان معا توقيع وثائق تعاون بشأن تعاون الحزام والطريق، والزراعة، وصيد الأسماك، والبنية التحتية، والتمويل، والجمارك، والتجارة الإلكترونية، والسياحة. 

تحرير: تشن لو يي