مقالة خاصة: التصنيع الصيني حاضر بقوة بمونديال قطر في تجسيد لروح "الحزام والطريق"

الوقت:2022-12-06 11:14:07المصدر: شينخوا

في الصورة الملتقطة يوم  17 ديسمبر 2021، حافلة كهربائية أنتجتها شركة يوتونغ خلال حفل مغادرة الحافلات الكهربائية إلى قطر في مدينة تشنغتشو، حاضرة مقاطعة خنان بوسط الصين. (شينخوا)

الدوحة 5 ديسمبر 2022 (شينخوا) كما أن الإثارة هي العنوان الأبرز واللافت لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، فإن علامة "صنع في الصين" تظهر جلية هي الأخرى وتستوقف الأنظار مع ظهور عناصر صينية كثيرة في هذا المونديال العربي العالمي.

هناك بصمة صينية في معظم ما له علاقة بالمونديال تقريبا، ويمكن رؤية التصنيع الصيني في كل مكان، من مشاركة الشركات الصينية في بناء ميناء الدوحة الجديد ومطار حمد الدولي اللذين يستقبلان جماهير كأس العالم، ومشاركتها في بناء منشآت إمداد الدوحة بالمياه ومحطات الطاقة الكهروضوئية وملاعب البطولة إلى مشاريع البنية التحتية المهمة الأخرى المتعلقة بالمونديال.

وقال تانغ تشاو تشيون مدير التسويق بشركة ((هايجر)) للحافلات المحدودة في قطر إن الشركة مهتمة منذ فترة طويلة بسوق الحافلات في الدول العربية، ولقد نمت بشكل مطرد في قطر منذ 16 عاما ولديها شبكة قوية من العملاء والمشترين.

وأضاف تانغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه بهذا النمو دخلت أنواع مختلفة من الحافلات التي تشمل حافلات الطاقة الجديدة إلى الدوحة واحدة تلو الأخرى وبلغ عددها حاليا ما يزيد على 6600 حافلة في السوق القطري، لتصبح العلامة التجارية للحافلات التي تتمتع بأعلى حصة في السوق المحلي.

ولفت إلى أن حافلات الشركة الصينية بالإضافة لكونها تلبي احتياجات النقل لجماهير بطولة كأس العالم في قطر، فهي أيضا الوسيلة المفضلة للنقل لدى المدارس والشركات والمصانع المحلية وغيرها.

من جانبه، أشاد الباكستاني مسعود شاه، وهو سائق حافلة من شركة ((مواصلات))، مزود حلول النقل في دولة قطر، بحافلات الطاقة الجديدة التي أنتجتها الشركة الصينية، وقال لـ((شينخوا)) إن حافلات ((هايجر)) تمتاز بالقوة وبتصميمها المتطور وبنظام قيادة مستقر مع نظام مكابح آمن وموثوق ودوران مرن بزوايا صغيرة وقدرة كبيرة على عكس أشعة الشمس ومنع الرمال مع إحساس رائع أثناء القيادة.

وأضاف شاه، الذي يعمل في قيادة الحافلات منذ 15 عاما، أنه يقود حافلات ((هايجر)) الصينية يوميا ذهابا وإيابا من الدوحة إلى الحدود بين قطر والسعودية، وبالنسبة له تعتبر هذه الحافلات ممتازة بلا منازع، ونظرا لخبرته الطويلة مع جميع أنواع الحافلات فهو واثق جدا من حكمه هذا.

وبحسب تانغ تشاو تشيون، كانت ((هايجر)) قد صدرت 500 حافلة لخدمة دورة الألعاب الآسيوية في قطر عام 2006 بموجب عقد بينها وبين شركة ((مواصلات))، وكانت هذه المرة الأولى التي تتوجه فيها حافلات صينية الصنع إلى دول أخرى ومثلت حينها أكبر دفعة من طلبيات الحافلات الصينية المصدرة إلى قطر.

في الصورة الملتقطة يوم 21 نوفمبر 2022، مشجعون يزورون كشكا في مهرجان الفيفا للمشجعين في العاصمة القطرية، الدوحة. (شينخوا)

ومع الاعتراف المستمر بحافلات ((هايجر)) في قطر، ازداد الطلب عليها بشكل كبير، لتوقع الشركة الصينية في عام 2020 عقدا لتوريد 1815 حافلة إلى الدوحة لخدمة مونديال 2022، فيما اعتبر أكبر طلبية في تاريخ صادرات الصين من الحافلات الكبيرة والمتوسطة الحجم إلى قطر، وأكبر دفعة من صادرات الحافلات الصينية الكبيرة والمتوسطة الحجم منذ عام 2020.

ومن أجل تلبية الطلب على الحافلات في دول الخليج، تعمل الشركة على تسريع توطين خطط الإنتاج في هذه الدول، حيث بدأ المصنع المشترك لحافلات ((سوتشو كينغ لونغ هايجر)) في سلطنة عمان بالإنتاج في أكتوبر عام 2021، وتم تسليم الدفعة الأولى وعددها 100 حافلة مخصصة لبطولة كأس العالم إلى قطر.

كما عززت الشركة الصينية تعاونها مع الدول العربية، ليس فقط لتلبية احتياجات العملاء من الحافلات الخفيفة والحافلات الصغيرة والكبيرة، ولكن أيضا لمساعدة السكان المحليين على تحسين أنظمة النقل العام الخاصة بهم وإفادة الاقتصاد المحلي.

ويعتقد هشام الشيدي، المدير بالإنابة لاستثمارات التنويع الاقتصادي والمدير الأول لإدارة الأصول في هيئة الاستثمار العمانية، أن مشروع التعاون في مجال الحافلات لا يدعم استراتيجية التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان فحسب، بل يساعد السلطنة أيضا على تحقيق رؤيتها في أن تصبح مركزا صناعيا بالمنطقة.

ولا يعد التصنيع الصيني هو الأمر الوحيد المعروف في قطر، فالثقافة الصينية وجدت أيضا طريقها إلى قلوب السكان المحليين.

واختارت مجموعة ((منغنيو)) الصينية 11 شابا من ناشئي كرة القدم من أنحاء العالم للقدوم إلى قطر لمشاهدة مباريات كأس العالم، ولعب هذا الفريق مباراة ودية مع فريق الشباب المحلي لكرة القدم وارتدى الجميع أزياء "تسوجيوي" الصينية التقليدية، وهي الأزياء التي كان يرتديها قدماء الصينيين أثناء لعب كرة القدم في العصور الماضية.

كما حظي اللاعبون بفرصة تجربة ثقافة "تسوجيوي" وخصائصها الفريدة لتفسير المسار التاريخي لكرة القدم إلى العالم.

وتأثر الشاب القطري عبد الله خليفة بشدة لدى مشاهدته للمباراة، وقال لـ ((شينخوا)) "رأيت من خلال هذه اللعبة جانبا من الثقافة الصينية الواسعة، وتعرفت على أصل كرة القدم الحديثة وتطورها، واستفدت كثيرا".

وأعرب خليفة عن أمله في أن تعزز الصين وقطر التعاون فيما بينهما وأن يتمكن شعبا البلدين من فهم الجذور التاريخية والثقافية لكل منهما وأن تحافظ الدولتان على علاقات ودية قوية وطويلة الأمد.

وقال سون جيون المدير العالم للتسويق الرياضي لمجموعة ((منغنيو)) لـ((شينخوا)) "أصبحت المجموعة الراعي الرسمي لبطولة كأس العالم في روسيا في وقت مبكر من عام 2018، وهي الآن الراعي الرسمي لكأس العالم في قطر".

واعتبر سون جيون أن ذلك لا يعد فقط اعترافا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمنتجات الألبان الصينية، ولكنه أيضا اعتراف بعلامة ((منغنيو)) التجارية الصينية وجودة منتجاتها.

ومن خلال بطولة كأس العالم، أضخم حدث كروي عالمي، ستبرز المجموعة الصينية منتجاتها للعالم، وسيعزز تكامل العلامات التجارية الصينية واندماجها مع روح الحدث ومع ثقافة المنطقة المحلية ما يساعد في دفع التعاون بين الجانبين الصيني والعربي.

وتتمتع الصين والدول العربية بالتعاون العملي والمفعم بالحيوية، ويتجسد ذلك في أربعة مجالات بما فيها المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، والمجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، والطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة والحديثة، بحسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية الصينية مؤخرا.

وقال التقرير الذي يتناول التعاون الصيني العربي في العصر الجديد إن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح مبادرة "الحزام والطريق" عام 2013، التي تتمسك بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وتهدف إلى دفع تناسق السياسات وترابط المنشآت وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب، وحظيت بدعم واسع النطاق ومشاركة نشطة من قبل المجتمع الدولي بما فيه الدول العربية.

وذكرت الوثيقة أن الدول العربية التي تقع في منطقة التلاقي لـ"الحزام والطريق"، تعد مشاركا مهما في حضارة طريق الحرير في التاريخ وشريكا طبيعيا لبناء "الحزام والطريق". وتستكمل معادلة التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" بشكل مستمر، وحقق هذا التعاون نتائج عديدة.

وقد وقعت الصين وثائق التعاون بشأن التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع 20 دولة عربية وجامعة الدول العربية.

وينفذ الجانبان الصيني والعربي أكثر من 200 مشروع تعاون ضخم في مختلف المجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، وتعود نتائج التعاون بالنفع على شعوب الجانبين البالغ عددهم ما يقارب ملياري نسمة.

تحرير: تشن لو يي