مقالة خاصة: اللغة الصينية تكتسب شعبية بين رواد الفضاء الأوروبيين

الوقت:2022-11-26 10:10:54المصدر: شينخوا

الصورة الملتقطة من على شاشة داخل مركز التحكم الفضائي في بكين يوم 17 نوفمبر 2022، تظهر رائد الفضاء الصيني في مهمة "شنتشو-14" تشن دونغ يخرج من وحدة مختبر المحطة الفضائية ونتيان. (شينخوا)

بكين 25 نوفمبر 2022 (شينخوا) مع تسارع عمليات الصين لاستكشاف الفضاء، تتوقع أوروبا توسيع التعاون مع البلد الآسيوي في هذا المجال.

وبغية حصولهم على مستقبل مهني أفضل، بدأ العديد من رواد الفضاء الأوروبيين في تعلم اللغة الصينية، وأبدوا اهتماما كبيرا بالثقافة الصينية.

--أبيات صينية في الفضاء

"أنظر لأعلى، أرى ضخامة الكون؛ أحني رأسي، أنظر إلى ضخامة العالم. النظرة تطير، القلب يتسع، بهجة الحواس يمكن أن تصل إلى ذروتها، حقا، هذه هي السعادة الحقيقية"، كتبت هذه الأبيات رائدة الفضاء الإيطالية سامانثا كريستوفوريتي في منتصف أكتوبر أثناء إقامتها في محطة الفضاء الدولية نقلا عن لانتينغجي شو، الأدب الصيني الكلاسيكي في القرن الرابع، لوصف مشاعرها في الفضاء.

تتحدث كريستوفوريتي، عضو مجموعة عمل وكالة الفضاء الأوروبية، اللغة الصينية جيدا وهي مسؤولة عن الاتصال بنظيرتها الصينية.

وقد قامت بكتابة هذه الأبيات باللغة الصينية مصحوبة بترجمة باللغتين الإيطالية والإنجليزية، بالإضافة إلى ثلاث صور التقطت في فضاء خليج بوهاي الصيني ومنظر العاصمة الصينية بكين. وسرعان ما انتشر منشورها على نطاق واسع.

في واقع الأمر، علاقة رائدة الفضاء الإيطالية مع الصين تتجاوز الفضاء. ففي عام 2019، جاءت كريستوفوريتي إلى الصين وألقت محاضرة في معهد بكين للتكنولوجيا. وبصفتها أول رائدة فضاء إيطالية، كان ينظر إليها على أنها نموذج يحتذى به من قبل الطلاب، وخاصة الإناث من مهندسات المستقبل.

وقد شجعتهن على ذلك قائلة "إنكن تبنين مركزا قويا لمستقبل هندسة الطيران".

--عاشق للتنين الصيني

توماس بيسكيت، هو رائد فضاء آخر تابع لوكالة الفضاء الأوروبية ويرتبط بالصين أيضا. إنه أحد أشهر رواد الفضاء الأوروبيين كما أنه مؤثر كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.

يتحدث رائد الفضاء الفرنسي ست لغات من بينها اللغة الصينية. عشية عام 2021، شارك معرفته بثقافة العام الصيني الجديد على موقع (تويتر)، حيث كتب "تبدأ السنة الصينية الجديدة في 12 فبراير (في عام 2021 وفقا للتقويم الصيني التقليدي) ويتم الاحتفال بها مع" التنين "(مشاركا الرمز التعبيري)، المخلوق الأسطوري المفضل لدي الآن".

صورة ملتقطة يوم 18 يوليو 2018 تظهر رائد الفضاء الألماني ماتياس مورير في المركز الأوروبي لرواد الفضاء في مدينة كولونيا، ألمانيا. (شينخوا)

ووصل بيسكيت في نوفمبر 2021 مع وثلاثة رواد فضاء آخرين على متن المركبة كرو دراغون لشركة سبيس أكس إلى محطة الفضاء الدولية.

وأُرسل بيسكيت لأول مرة إلى محطة الفضاء الدولية في نوفمبر عام 2016 في مهمة بروكسيما. وفي اليوم التالي بعد إقلاعه، هبطت مهمة الفضاء الصينية المأهولة شنتشو-11. وتقاطع طريق رائد الفضاء الفرنسي مع رائدي الفضاء الصينيين، جينغ هاي بنغ وتشين دونغ، اللذين قاما بعد ذلك بعمل فيديو قصير لوكالة الفضاء الأوروبية وخاصة لبيسكيت، لتهنئته بمغادرته إلى محطة الفضاء الدولية.

وعندما انضم ثلاثة رواد فضاء صينيين من مهمة شنتشو- 12 إلى محطة الفضاء الصينية في منتصف يونيو عام 2021، نشر بيسكيت رسالة تهنئة على موقع استضافة الصور فليكر قائلا: "لقد زاد عدد السكان في الفضاء بنسبة 43 في المائة... كل رحلات الفضاء البشرية إنجاز مثير للإعجاب، تهانينا!" مرفقا رسالته بصور للصين مأخوذة من الفضاء.

--"الحصان السماوي" يطير في الفضاء

رائد الفضاء الألماني ماتياس مورير هو أيضا مشارك نشط من وكالة الفضاء الأوروبية في التعاون الصيني-الأوروبي. قال لوكالة ((شينخوا)) في عام 2018 إنه يتعلم اللغة الصينية منذ سنوات بهدف العمل بشكل أفضل مع نظرائه الصينيين في المحطة الصينية.

اختار مورير اسمه الصيني ما تيان بنفسه ويعني "الحصان السماوي" وفقا لمعلمه الصيني.

وقد شارك هو وكريستوفوريتي في تدريب للبقاء على قيد الحياة في البحر نظمه مركز رواد الفضاء في الصين في عام 2017. وكان هذا أول تدريب مشترك يحضره رواد فضاء صينيون وأجانب معا في الصين.

قال مورير إن الصين تتمتع بالكثير من المزايا مثل الصواريخ والكبسولات ومحطة الفضاء الخاصة بها. وأضاف "أريد المشاركة في كل من التجارب الأوروبية وغير الأوروبية هناك. وكذلك (لبناء) اتصال مباشر عبر الفيديو حتى يتمكن الجمهور الأوروبي من التحدث مع رواد الفضاء الأوروبيين في محطة الفضاء الصينية ورؤية ما بداخلها".

وتدرب مورير وعاش مع 16 رائد فضاء صينيا آخر وشعر بأنه "جزء من عائلة".

وقال "أتوقع القيام بأي نوع من العمل وتحمل نفس المسؤولية مثل أي رائد فضاء صيني في محطة الفضاء الصينية"، مشيرا إلى أن التعاون "مربح للجانبين".

ويؤمن مورير بقوة التعاون من أجل مستقبل الأنشطة الفضائية. وقال ذات مرة "بمجرد أن ننظر إلى ما وراء مدار الأرض إلى القمر أو المريخ، نحتاج إلى جميع الشركاء الذين يمكن أن نجدهم على هذا الكوكب ... وكلما زاد عدد أفراد العائلة، كلما أصبحنا أفضل".

تحرير: تشن لو يي