تعليق ((شينخوا)): لا يمكن تحمل أي تأجيل بشأن العمل المناخي العالمي

الوقت:2022-03-26 12:01:54المصدر: شينخوا

بكين 26 مارس 2022 (شينخوا) يحتفل أنصار القرية العالمية بساعة الأرض السنوية مساء اليوم (السبت) بقطع رمزي طوعي موحد للتيار الكهربائي في نهاية أسبوع بيئي.

وبمجرد إحيائهم اليوم الدولي للغابات الاثنين واليوم العالمي للمياه الثلاثاء واليوم العالمي للأرصاد الجوية الأربعاء، حتى أصبحت هذه إحدى أكبر الحركات الشعبية العالمية الخاصة باتجاه البيئة على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه الأحداث التي تروج للبيئة، إلى جانب عدد قليل من الأحداث الأخرى من هذا القبيل على مدار العام، كانت تذكر الناس بحقيقة غير مريحة مشوبة بكوارث طبيعية متكررة، وليس أقلها الظروف الجوية القاسية، وبالتالي الحاجة إلى استجابة مشتركة عاجلة.

في وقت سابق من هذا الشهر، التهمت حرائق غابات اشتعلت في مناطق متفرقة من ولاية فلوريدا في أقصى جنوب شرق الولايات المتحدة أكثر من عشرات الآلاف من الآكرات، وأجبرت على إجلاء أكثر من ألف أسرة، بحسب السلطات، التي عزت استعار الحرائق إلى مساحات شاسعة من الأشجار الميتة التي خلفها إعصار مايكل في عام 2018.

وسجلت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي 20 كارثة مناخية في عموم البلاد في عام 2021 أسفرت كل منها عن خسائر لا تقل عن مليار دولار أمريكي.

وفي أوروبا، لا يزال لدى الكثير من الناس ذكريات ماثلة عن صيف مدمر في عام 2021 جراء التأثير المزدوج للفيضانات وحرائق الغابات، مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وموجات الحر في اليونان، ومساحات واسعة من الغابات والمراعي وأشجار الفاكهة المحروقة في ألبانيا والأمطار الغزيرة والفيضانات الكارثية في ألمانيا لدرجة أن المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل قالت إن "اللغة الألمانية بالكاد تحتوي كلمات تصف الدمار الذي حدث".

وقد عرضت هذه الفوضى المتداخلة العالم الضعيف بشكل متزايد لواقع مناخي قاس مع إمكانية حدوث ظروف مناخية أكثر تطرفا في المستقبل ما لم تقف القرية العالمية بأكملها في تضامن وتتخلى عن التشدق بالكلام الأجوف وتقوم بإجراءات ملموسة.

ولكن من المؤسف أن بعض البلدان الغنية، التي بنت ثرواتها عن طريق حرق الوقود الأحفوري ومن ثم كانت مسؤولة بشكل كبير عن أزمة المناخ، فشلت باستمرار في الوفاء بالتزامها بالقيادة فضلا عن قصورها في توفير المساعدة التقنية والمالية.

كما توقف تقدم العالم في الانتقال إلى الطاقة المستدامة وسط استجابة فاشلة ومجزأة لكوفيد-19، وتخبطات محيرة في السياسات، ورحلة وعرة نحو التعافي، وعدم يقين بشأن الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، وكلاهما موردان رئيسيان لمعادن حيوية مستخدمة في تقنيات التصنيع الخضراء مثل ألواح الخلايا الشمسية والتوربينات الريحية وبطاريات السيارات الكهربائية.

كما تعزز المخاوف بشأن أمن الطاقة واردات الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام ودعوات داخل أستراليا لتأخير جهود خفض الانبعاثات.

وقالت ريبيكا شو، كبيرة العلماء في الصندوق العالمي للحياة البرية، إن "العلماء على يقين من أن الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري قد تسببت في أضرار خطيرة ودائمة للكوكب. ولا تزال فرصتنا لخفض الانبعاثات والحد من درجات الحرارة إلى مستوى 1.5 درجة مئوية ممكنة الحدوث، لكنها آخذة في التضاؤل بسرعة".

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "يجب أن نتصرف بشكل حاسم لحماية كوكبنا من كل من فيروس كورونا الجديد والتهديد الوجودي المتمثل في اضطراب المناخ".

من خلال الوفاء بتعهدها بالوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، تعمل الصين، كدولة نامية مسؤولة، على دفع التحول الأخضر لاقتصادها وتطوير الحضارة البيئية على نطاق قوي مع عدد كبير من الإجراءات العملية والمتمحورة حول الشعب.

من ممارسة المفهوم الجديد للتنمية الخضراء في الداخل إلى تعزيز تحول الطاقة منخفضة الكربون في الخارج والابتكار التكنولوجي بين شركائها في مبادرة الحزام والطريق، ومن تبادل التكنولوجيا إلى إدارة المشاريع المشتركة، دأبت الصين على الوفاء بالتزاماتها في تعزيز التنمية المشتركة وإدارة المناخ العالمي.

فالوقت يمضي بسرعة إلى أن يقوم العالم الذي يقبع تحت حصار تغير المناخ بعمل متضافر حقيقي. وفي حين تبحر البلدان في مياه الشكوك المتقلبة، يجب على المجتمع العالمي ألا يسمح لعمله المناخي المشترك بأن يترنح تحت وطأة التأجيل، كما لا يمكنه تحمل رؤية تحول الأحداث والإعلانات الخضراء البارزة إلى مجرد أعمال رمزية.

تحرير: تشن لو يي