تحقيق إخباري: فائزون فيتناميون بمنح دراسية صينية: "بفضلكم..صار لأحلامنا أجنحة"

الوقت:2019-08-15 10:42:59المصدر: شبكة شينخوا

"بعد أن أكمل دورة الماجستير الدراسية في بكين، سأعود إلى هنا للعمل كمحاضرة جامعية، لكي أنقل ما تعلمته في الصين إلى الطلبة الفيتناميين"، هكذا قالت نغوين خونغ هونغ نغوك خريجة إحدى جامعات هانوي.

نغوك هي إحدى الفائزين الـ79 بالمنح الدراسية المقدمة من الحكومة الصينية لعام 2019 والذين وجهت لهم جميعا الدعوة لحضور حفل أقامته السفارة الصينية في فيتنام يوم الخميس لاستلام إشعار القبول وتبادل توقعاتهم بالنسبة للدراسة في الصين مع نظرائهم الفائزين الآخرين بمنح دراسية.

قبل الحفل، كانت نغوك تحدق بعينيها في شاشة هاتف ذكي تعرض كلمات صينية وإنجليزية ورمز لمكبر الصوت. لقد درست اللغة الصينية لمدة شهر واحد فقط، ولكنها عقدت العزم بالفعل على الحصول على درجة الماجستير وحتى درجة الدكتوراه في تخصص الفلسفة بالصين.

وقالت نغوك، التي تخرجت في قسم الفلسفة بجامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية بهانوي عام 2018، "سوف أتابع درجة الماجستير في بكين، مع تركيز دراساتي المكثفة على الفلسفات الصينية القديمة العظيمة مثل الكونفوشيوسية والطاوية".

ومن أجل الحصول على هذه الدرجة في الصين، ستدرس نغوك باللغتين الإنجليزية والصينية، ولتجعل دراساتها الأخرى حول الفلسفة الشرقية أكثر كفاءة واستكشافها للثقافة الصينية في بكين وغيرها من المواقع الصينية أكثر إمتاعا، قررت مجاراة التيار من خلال دراسة اللغة الصينية.

"لقد قمت بتنزيل تطبيقات على هاتفي الذكي لدراسة اللغة الصينية لمدة 15 دقيقة على الأقل يوميا"، هكذا ذكرت نغوك، مؤكدة بقولها إن "إتقان اللغة الصينية سيساعدني على استكشاف أماكن صينية مثل بكين وشانغهاي، والاستمتاع تماما بجوانب أخرى من الثقافة الصينية المبهرة مثل أوبرا بكين والأفلام السينمائية والهندسة المعمارية".

وقالت مبتسمة إن "الرؤية مدعاة يقين"، مضيفة أنها فرصة لخوض تجربة مباشرة للتعرف على الصين عن قرب.

وشأنها شأن العديد من الشباب الفيتنامي، نما حب نغوك للصين بشكل طبيعي منذ نعومة أظافرها عندما دخلت في تواصل غير مباشر مع الثقافة الصينية من خلال المسلسلات التليفزيونية، والروايات والقصص التي كان يرويها لها أبناء وطنها الذين زاروا الصين من قبل.

وقالت الفتاة وهي ترتدي حلة أنيقة وعصرية تجمع بين اللونين الأسود والأبيض وترتسم على وجهها ابتسامة دافئة "من بين العوامل الثقافية الصينية، أحب الهندسة المعمارية والفنون الجميلة وأوبرا بكين لأن قيمتها الجمالية مرتفعة للغاية. كما إنني أعشق فن الطهو الصيني خاصة طبق كورو (طبق لحم الخنزير المطهو على البخار بالبهارات).

والآن، وبفضل منحة دراسية صينية تسمح لها بمواصلة دراسة الفلسفة في الصين، قررت نغوك التعمق في دراسة الفلسفة الصينية القديمة وتأثيرها على المجتمعات الحديثة وكذا إسهاماتها فيها. وانطلاقا من إيمانها بأن الفلسفات الصينية القديمة لها قيم عريقة مازالت تلعب أدوارها في مختلف المجالات بالمجتمعات الحديثة، اختارت نغوك تأثير الكونفوشيوسية والطاوية وإسهاماتهما في فيتنام والصين المعاصرة كموضوع لأطروحة الماجستير.

وأخذت نغوك تسبر أغوار أعمال المعلم والفيلسوف الصيني كونفوشيوس وكذا كتاب "تاو ته تشينغ"، وهو الكتاب النصي العالمي للطاوية الذي كتبه الفيلسوف الصيني لاوتسي قبل ألفي عام كمادة تعليمية رئيسية.

وقالت نغوك لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أعتقد أن الكونفوشيوسية تبرز وتبجل دراسة وتنمية الذات لنصبح أشخاصا محترمين، وتركز على (الرن) أي (الرحمة) لتحقيق التناغم بين الـ(وو تشانغ) أي (الفضائل الخمس الثابتة) المتمثلة في الرحمة والاستقامة والتقوى والحكمة والإخلاص".

وشأنهم شأن نغوك، قال العديد من الفائزين الفيتناميين الآخرين بمنح دراسية صينية، إنهم، انطلاقا من انبهارهم بثقافة الصين الثرية والقيمة، لن يدخروا أيضا أي جهد لإثراء معرفتهم بالصين ثم نشرها في فيتنام.

"بفضلكم..صار لأحلامنا أجنحة"، هكذا ذكرت الخريجة الفيتنامية تران ثين تو في كلمة ألقتها باللغة الصينية خلال الحفل، مضيفة أن "الأكاديمية الصينية المركزية للدراما هي مهد العديد من الفنانين الصينيين المشهورين كما أنها مدرسة أحلامي، والآن (بفضل هذه المنحة)، سوف أبدأ هناك اعتبارا من سبتمبر المقبل في تعلم كيف أصبح مخرجة محترفة".

وقالت تو لـ((شينخوا)) إنها تعمقت في إجراء بحوث عن حياة وأعمال الكتاب المسرحين الفيتناميين المشهورين أمثال لوه كوانغ فو، والآن بفضل المنحة الصينية، ستتاح لها فرص رائعة لكي تواصل وبشكل مباشر بحوثها المتعلقة بالدراما الصينية التي تعد الأكثر شهرة في شرق آسيا في العديد من الجوانب، بدءا من إعداد النص وصولا إلى تنظيم وبناء المسرحيات، وإعطاء التعليمات المتعلقة بالتمثيل والأزياء والديكور.

وقالت الفتاة "لقد شاهدت مسرحيات صينية شهيرة، من بينها (العاصفة الرعدية) و(شروق الشمس) لتساو يوي و(فتى عربة الريكشاو) للاو شه. وعند العودة إلى فيتنام بعد ثلاث سنوات من الدراسة في الصين، أريد إخراج مسرحيات جيدة وتعليم الإخراج المسرحي في بلادي".

وخلال الحفل، أعرب السفير الصيني شيونغ بو عن تطلعه إلى أن يغتنم الفائزون الفيتناميون بالمنح الدراسية المقدمة من الحكومة الصينية لعام 2019 جميع الفرص لتحقيق نتائج أكاديمية، والحصول على فهم أفضل للعلاقات بين الصين وفيتنام، فضلا عن تنمية مختلف المجالات في الصين، وتقديم إسهامات للصداقة والتعاون بين البلدين.

ومن ناحية أخرى قال نغوين ثي ثو ها، كبير المتخصصين المسؤولين عن الشؤون التعليمية مع الصين في إدارة التعاون الدولي بوزارة التعليم والتدريب الفيتنامية، إنه "بتعليمها المتقدم وسماتها البارزة في الثقافة وفن الطهو والجعرافيا وأسلوب الحياة، صارت الصين الآن وجهة مفضلة للكثير من الطلاب الفيتناميين".

ووفقا للإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم الصينية، ففي العام الماضي، درس قرابة 11300 طالب فيتنامي في الصين، حصل 18 في المائة منهم على أنواع مختلفة من المنح الدراسية من الجانب الصيني.

تحرير: تشي هونغ