تقرير إخباري: خطاب الرئيس الصيني في افتتاح الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي يحظى بإشادة المسؤولين والصحفيين العرب
مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي في العاصمة الصينية بكين، 30 مايو 2024. (شينخوا)
بكين 31 مايو 2024 (شينخوا) أشاد المسؤولون والصحفيون العرب الذين حضروا أمس (الخميس) مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي بالخطاب الرئيسي الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الحدث، معربين عن تطلعهم إلى أن يتم الارتقاء بالتعاون الصيني العربي إلى مستوى أعلى جديد.
-- الخطاب حدد معالم التعاون الصيني العربي
قال الإعلامي الإماراتي محمد عبدالكريم في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن خطاب الرئيس الصيني عكس مدى العلاقات المتقدمة التي تجمع ما بين الدول العربية والصين، مضيفا أن تعزيز هذه العلاقات لا بد أن يكون بشكل فعال أكبر للانتقال إلى مرحلة متقدمة من هذه العلاقات لمصلحة الشعوب العربية وكذلك الشعب الصيني الصديق، مشيرا إلى ضرورة تعزيز ذلك من خلال الاتفاقيات المتعلقة بمجالات التجارة والصناعة والذكاء الاصطناعي وكذلك الزراعة الحديثة.
لقد ذكر الرئيس شي في خطابه أن الصين ستقيم 10 مختبرات مع الجانب العربي في مجالات مثل الحياة والصحة، والذكاء الاصطناعي، والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، والزراعة الحديثة، وتكنولوجيا الفضاء والمعلومات.
وعلق عبدالكريم على ذلك بقوله إن "ما لفت أيضا انتباهي هو الحديث عن إنشاء 10 مختبرات خاصة بتطوير هذه المجالات ما بين الدول العربية والصين وكل ذلك أعتقد أنه يحمل مستقبلا مشرقا للبلدان العربية والصين ولهذه العلاقات المتينة".
من جانبه، قال السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، لـ((شينخوا)) إن خطاب الرئيس الصيني خطاب هام جدا حدد معالم التعاون العربي الصيني في المرحلة القادمة وأكد على أهمية هذا التعاون في كل المجالات، وفي دعم القضايا المشتركة، قضايا الصين وأيضا القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين العادلة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
لقد ذكر الرئيس شي في خطابه أن الجانب الصيني يدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويدعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر.
وبدوره أعرب السفير مهند العكلوك عن تقديره لدعم الجانب الصيني للقضية الفلسطينية، قائلا "نقدر هذا الدور الصيني"، ووصفه بأنه دور قوي وفعال ومؤثر.
ومن ناحية أخرى، أكد عبدالغني اعويفية، مدير قطب آسيا الشرقية بوكالة المغرب العربي للأنباء، لـ((شينخوا)) أن خطاب الرئيس الصيني خطاب تاريخي حدد خارطة طريق لمستقبل التعاون بين الصين والدول العربية.
ولفت إلى أن الصين تلعب حاليا دورا مهما للغاية على المستويين الاقتصادي والإستراتيجي في العالم، لذلك تتطلع أي منطقة أو أي دولة في العالم إلى توطيد التعاون مع الصين.
-- تعاون يذخر بإمكانات واعدة ومستقبل مشرق
كما أشار عبدالغني إلى أن كلا الطرفين العربي والصيني لديهما من الإمكانات ما يمكنهما من الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى عالٍ جدا في جميع الميادين الاقتصادية على وجه الخصوص، وأيضا فيما يتعلق بالتبادلات الثقافية والإنسانية بينهما.
وتطرق في حديثه إلى التعاون بين الصين والمملكة المغربية، قائلا إن الصين والمغرب تجمعهما شراكة إستراتيجية بفضل دفع زعيمي الدولتين وإن هذه الشراكة الإستراتيجية فتحت مجالات واسعة لدفع تطوير التعاون الثنائي الاقتصادي والسياسي والثقافي، مؤكدا أن البلدين شريكان في العديد من القطاعات الاقتصادية عالية القيمة مثل البطاريات ومركبات الطاقة الجديدة وغير ذلك من القطاعات ذات الأهمية.
وأعرب عن ثقته بأن المستقبل سيكون مشرقا بين الجانبين في ضوء ما تمتلكه الصين والدول العربية من إمكانات هائلة لتطوير تعاونهما الاقتصادي في الميادين التقليدية، وأيضا في الميادين الاقتصادية الجديدة كالاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها من القطاعات التي تعد واعدة للغاية بالنسبة للشعب الصيني وشعوب العالم العربي على حد سواء.
لقد أعلن الرئيس شي أن الجانب الصيني سيستضيف القمة الصينية-العربية الثانية في الصين عام 2026. وكانت القمة الأولى قد عُقدت في الرياض بالسعودية في ديسمبر عام 2022 بنجاح.
وفي هذا الصدد، ذكر السفير مهند العكلوك أنه تابع باهتمام حديث الرئيس شي في خطابه عن القمة الصينية-العربية الثانية، مشيرا إلى أن ذلك يدل على أن مستوى التعاون يرتفع باستمرار إلى مستوى القمة.
وأشاد بمشاركة أربعة من القادة العرب في افتتاح الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي، معربا عن التطلع إلى التقدم في العلاقة بين الجانبين العربي والصيني نحو مزيد من التأثير.
كما قال السفير "نحن نتطلع إلى عالم متعدد الأقطاب، هذا العالم بالتأكيد سيصبح أكثر توازنا وأكثر التزاما بالقانون الدولي وستستفيد منه القضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل أكبر".