كيف تقود التنمية الصينية "النمو العولمي"

الوقت:2022-01-18 09:09:06المصدر: شينخوا

بكين 17 يناير 2022 (شينخوا) مع سير القطارات على مسارات جديدة، تم فتح الدولة الحبيسة الوحيدة في جنوب شرق آسيا، وهي تستعد لتحويل نفسها إلى مركز يربط المنطقة سريعة النمو بالأسواق البعيدة في أوروبا.

منذ افتتاحه يوم 3 ديسمبر، بات خط السكة الحديد بين الصين ولاوس أكثر اكتظاظا. ينتظر المسافرون من لاوس في طوابير طويلة لشراء تذاكر السفر الأكثر رواجا في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، وتم نقل بضائع تزيد قيمتها على 100 مليون دولار أمريكي عبر الحدود من خلال مدينة كونمينغ جنوب غربي الصين في غضون شهر واحد.

إن الارتباطية مهمة للتنمية، لا سيما في عصر العولمة. إنها الحاجة الأكثر إلحاحا للعديد من البلدان النامية، وأولوية لما يعرف على نطاق واسع باسم "شيكونوميكس"، فلسفة الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية والعالمية.

مسترشدة بـ"شيكونوميكس"، تبذل الصين قصارى جهدها للمساعدة على النهوض بالارتباطية العالمية وتعزيز النمو المشترك طيلة الأعوام الأخيرة، ورفع مستوى العولمة بشكل فعال إلى ما يمكن الإشارة إليه باسم "النمو-العولمي" (النمو زائد العولمة).

والآن على خلفية جائحة محتدمة، فهذا يحدث فرقا.

على القضبان

قال رئيس لاوس ثونجلون سيسوليث إنه بفضل مبادرة الحزام والطريق، تم الانتهاء من خط سكة حديد لاوس-الصين وتشغيله، وأخيرا حقق شعب لاوس حلمه بشأن السكك الحديد.

لا يمكن المبالغة في التأكيد على أهمية النقل. إنه شريان الأمة والعالم في ظل العولمة. كما يقول المثل الصيني الشعبي، "الطرق تؤدي إلى الثروات".

وقد توقع البنك الدولي أن خط السكة الحديد الصين-لاوس يمكن أن يخفض بشكل كبير أسعار النقل البري بنسبة 40 إلى 50 بالمئة بين فينتيان وكونمينغ، وبنسبة 32 بالمئة بين كونمينغ وميناء لايم تشابانغ في تايلاند. ونظرا لأن خط السكة الحديد يربط لاوس بشبكة مبادرة الحزام والطريق الواسعة، التي تتضمن خط السكة الحديد السريع بين الصين وأوروبا، يمكن زيادة الدخل الإجمالي في البلاد بنسبة تصل إلى 21 بالمئة على المدى الطويل.

وعبر أوراسيا، نقل خط السكة الحديد السريع بين الصين وأوروبا حتى الآن بضائع تزيد قيمتها على 200 مليار دولار، ما ساهم بشكل كبير في استقرار سلاسل الإمداد الدولية.

وخلال العقود الماضية، استفادت الصين من العولمة وأسهمت في تنميتها أيضا. وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 8.1 بالمئة على أساس سنوي في عام 2021، مما أدى إلى تعافي العالم من جائحة كوفيد-19 التي تحدث مرة واحدة في القرن.

أكد شي في كلمة تاريخية اليوم (الإثنين) في الجلسة الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي 2022، أن العولمة الاقتصادية هي اتجاه العصر، داعيا إلى بذل جهود مشتركة لتطوير "العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ونفعا للجميع"، وإطلاق العنان لـ"ديناميكية الاقتصاد العالمي" بشكل كامل.

وقال "نحن بحاجة إلى نبذ عقلية الحرب الباردة وتحقيق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك"، مشيرا إلى أن "المواجهة ليست مفيدة، وبالعكس، ستجلب عواقب كارثية".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يشرح فيها الرئيس الصيني رؤيته للعولمة. فقد أعرب شي قبل خمسة أعوام عن استعداد الصين لمشاركة إنجازاتها التنموية مع العالم.

وقال شي في كلمة رئيسية خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2017 إن "تنمية الصين فرصة للعالم. سنفتح أيدينا لشعوب الدول الأخرى وسنرحب بهم على متن القطار السريع لتنمية الصين".

وفي جميع أنحاء العالم، غيرت تنمية الصين وتعاونها مع الدول الأخرى مسار حياة العديد من الشعوب. ففي إفريقيا، ساعدت الصين كينيا في بناء أول خط سكة حديد في البلاد منذ استقلالها، والذي يربط بين أكبر مدينتين فيها - نيروبي ومومباسا - ويسمح للأفراد بالعمل في المدن والبلدات التابعة والعودة إلى عائلاتهم في غضون ساعات.

اتخذ الشاب الباكستاني محمد نعمان قرارا مهنيا قبل سبعة أعوام عندما قررت الصين وباكستان بناء أول نظام مترو في باكستان. لقد أصبح تقنيا في شركة المترو. وفي عام 2020، تم فتح الخط أمام حركة المرور.

وقال نعمان "لقد كان من المدهش جدا بالنسبة لي أن تأتي هذه الارتباطية برمتها إلى بلدي".

التنمية للجميع

نعمان هو مجرد واحد من بين آخرين حظوا بفرص وظيفية من المبادرات التي اقترحتها الصين والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الخاصة بها لتعزيز التنمية المشتركة في العالم.

وقال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة كون، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "مبادرة الحزام والطريق تعالج جوهر مشكلة البلدان النامية: البنية التحتية الفعالة، من السكك الحديد والموانئ إلى الطاقة والاتصالات".

وأضاف "تتمتع الصين، إلى حد كبير، بأكبر قدر من الخبرة في تصميم وبناء البنية التحتية في العقود الأخيرة، والتزامها بالعمل مع العالم النامي هو خطوة رئيسية في معالجة الاختلالات العالمية العميقة".

من خلال مساعدة البلدان على استقلال "قطارها السريع"، تسعى الصين إلى تحقيق نتائج مربحة للجميع. وهي الآن بمثابة مؤيد لعولمة النمو قادر على زيادة تعزيز العولمة الاقتصادية من أجل الرخاء المشترك.

وبخلاف ما فعلته الدول الغربية في القرن الماضي، تستند حملة النمو العولمي الصينية إلى انفتاحها واستعدادها المستدام لمشاركة فرص التنمية مع بقية العالم. وحتى الآن، أصبحت مبادرة الحزام والطريق أكبر منصة في العالم للتعاون الدولي وأوسعها نطاقا.

وقال كون إن الصين تحترم وحدة الدول وسلامة أراضيها، وتلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، و"تحترم المساواة بين جميع الدول، صغيرة كانت أم كبيرة، نامية أم متقدمة".

وتتماشى الدعوة إلى دفع التنمية للجميع مع مساعي الصين المحلية لتحقيق الرخاء المشترك، والتي نجحت في انتشال أكثر من 770 مليون شخص من براثن الفقر، وهو إنجاز إعجازي في تاريخ البشرية.

يكمن وراء هذه القضية مبدأ متمركز حول الشعب في البلاد، حيث وضعت الحكومة الصينية الشعب على رأس أولوياتها، وحددت بدقة أسباب الفقر وحشدت موارد هائلة لمعالجتها.

والآن، مع تزايد عدم المساواة العالمية وكشف الجائحة عن التمزقات الاجتماعية، تُمنح الأولوية لنفس المبدأ بشكل متزايد في حملة النمو العولمي الصينية.

وقال شي في خطابه اليوم (الإثنين) "مهما كانت الصعوبات، ينبغي علينا التمسك بمفهوم التنمية الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات، ووضع هدف تعزيز التنمية وضمان معيشة الشعب في مكانة بارزة للسياسات الكلية العالمية".

ومن تنفيذ المبادرات الرئيسية في التعاون الصيني-الإفريقي إلى دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي في منطقة آسيا-الباسيفيك، حققت الإجراءات الصينية الواقعية فوائد ملموسة لجميع الشعوب المعنية.

وقال جان جاك دي دارديل، سفير سويسرا السابق لدى الصين، "أعتقد أنه يوجد فهم مشترك بأن الصين قوة حقيقية من أجل الخير. إنها تعني ما تقول. وتقول لنفسها ما يتعين عليها فعله وتطبقه أيضا. أعتقد أن الصين تقوم بعمل رائع".

وتماما كما قال الرئيس الصيني "فقط عندما تتطور البلدان معا يمكن أن تكون هناك تنمية حقيقية، وفقط عندما تزدهر البلدان معا يمكن أن يكون هناك رخاء حقيقي".

تحرير: وانغ مو هان