الصين والسعودية تتفقان على تعزيز التعاون

الوقت:2019-02-25 16:39:00المصدر: شبكة شينخوا

التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعودليوم الجمعة الماضي في قاعة الشعب الكبرى في بكين.

وطلب شي من الأمير محمد نقل تحياته الودية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وقال شي إن "الصين تعد السعودية صديقة وشريكة جيدة، ومستعدة للعمل المشترك معها للبناء على الانجازات السابقة لفتح آفاق جديد للصداقة الثنائية والعلاقة الاستراتيجية"، مشيرا إلى أنه بتوجيهات كبار قادة الجانبين تشكل نمط جديد للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في الأعوام الأخيرة، حيث جرى دفع العلاقات بين البلدين بشكل شامل وعلى أصعدة متعددة وفي مجموعة واسعة من المجالات.

وأضاف أنه يتعين على الصين والسعودية مواصلة زيادة الدعم المتبادل للقضايا التي تخص المصالح الرئيسية والشواغل الأساسية لبعضهما البعض وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة.

وذكر شي أن الصين تدعم بقوة الجهود السعودية في تدعيم التنوع الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي وحماية سيادتها الوطنية وأمنها واستقرارها، قائلا إن الصين تعارض أية تحركات من شأنها التدخل في الشئون الداخلية السعودية.

ودعا الرئيس الصيني الجانبين إلى تعزيز التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بالبلدين وتقوية الدمج بين مصالحهما.

وقال إنه "يتعين على البلدين تسريع التوقيع على خطة التنفيذ الخاصة بربط مبادرة الحزام والطريق مع الرؤية السعودية 2030"، متوقعا المزيد من التقدم في التعاون البراجماتي في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار، والصناعات عالية القيمة المضافة.

ويتعين على البلدين المُضي قدما بشكل مشترك من أجل إنشاء منطقة تجارة حرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.

وقال شي إن الصين تدعم مساعي السلام في الشرق الأوسط، وتدعم جهود دول المنطقة من أجل الاصلاح والتحول وتقدر دور السعودية الفعال في الحفاظ على السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي.

وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع السعودية من أجل الاستكشاف المشترك لمسار حوكمة في الشرق الأوسط يتسم بتحركات تهدف إلى "تعزيز السلام من خلال التنمية" والعمل من أجل وضع أساس قوي للسلام والاستقرار في المنطقة من خلال البناء المشترك للحزام والطريق وتعزيز التعاون التنموي الإقليمي.

وذكر أنه يتعين على الجانبين تشجيع ودعم جميع الأطراف لحل القضايا الساخنة عن طريق القنوات السياسية من خلال الحوار والتشاور.

وقال شي إنه "يتعين على الجانبين تعزيز التعاون بشأن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة التطرف ومنع انتشاره وتسلله."

ونقل محمد التحيات الودية وأطيب التمنيات من الملك إلى شي.

وقال محمد إن السعودية والصين تتمتعان بتاريخ طويل من التبادلات الودية وعلاقة ودية وتنمية سريعة في التعاون الاقتصادي والتجاري في الوقت الحاضر، ولا يوجد تباعد في الرؤى بين الجانبين.

وذكر أن "السعودية لديها ثقة كاملة في المستقبل المشرق للتنمية الصينية تحت قيادة الرئيس شي"، مضيفا "نعد الصين شريكة استراتيجية قوية وتقدر الدعم الصيني في الاصلاحات والتنمية الداخلية في السعودية."

وفي إشارة إلى أن شبه الجزيرة العربية جزء من طريق الحرير القديم، قال محمد إن السعودية تدعم مبادرة الحزام والطريق وتأمل في مواءمة رؤية السعودية 2030 معها لتعميق التعاون العملي الثنائي في المجالات المختلفة.

وأضاف أن "السعودية تتمسك بقوة بسياسة صين-واحدة. ونحترم حقوق الصين وندعمها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب والتطرف من أجل حماية الأمن القومي. ونحن مستعدون لتعزيز التعاون مع الصين."

وأوضح محمد أن السعودية تولي أهمية كبيرة بالدور الإيجابي الذي تلعبه الصين في الشئون الدولية والإقليمية، وتأمل في زيادة تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين.

التقى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ يوم الجمعة الماضي مع ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان آل سعود، حيث ترأس المسؤولان اجتماع لجنة توجيهية رفيعة المستوى.


وأشاد هان، الذي يشغل أيضا منصب عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بالتطور السريع للعلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، قائلا إن الصين والسعودية حافظتا على اتصالات وتنسيق على نحو وثيق منذ الاجتماع الثاني لهذه اللجنة.

وتم تأسيس اللجنة المشتركة بين الصين والسعودية في 2016، ويوافق العام الجاري اجتماعها الثالث.

وقال هان إن اللجنة التوجيهية، هي منصة شاملة ومؤسسية ورفيعة المستوى بين الحكومتين ،وقد قامت بدور تنسيقي مهم، مضيفا أن البناء المؤسسي قد شهد تحسُّنا، وأن الإنجازات الكبيرة نتجت عن التعاون المتقدم في مختلف المجالات منذ الاجتماع السابق.

كما طرح نائب رئيس مجلس الدولة عدة اقتراحات بشأن مجالات التعاون الرئيسية والمشروعات ذات الأولوية بين البلدين.

ودعا الصين والسعودية إلى ضرورة تعميق الثقة السياسية المتبادلة، ودعم المصالح الجوهرية لكل منهما، وتعزيز الاتصال والتنسيق في الشؤون متعددة الأطراف.

ولفت هان إلى أنه يتعين على الجانبين تعزيز التضافر بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية السعودية 2030، وتعزيز التعاون البراجماتي في مجالات الطاقة وبناء البنية التحتية والمالية والتكنولوجيا المتقدمة.

ودعا البلدين إلى المضي قدما بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وإنفاذ القانون والتعاون الأمني، إلى جانب تعزيز تبادل الخبرات بشأن مكافحة التطرف.

وأعرب هان عن ترحيب الصين بالمزيد من المؤسسات الثقافية من السعودية للمشاركة في آلية التعاون الثقافي الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق، داعيا البلدين إلى تبادلات شعبية متكررة.

ومن جانبه، قال ولي العهد السعودي إن بلاده تعلق أهمية كبيرة على الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين، وتلتزم بكل صرامة بسياسة صين واحدة، وتدعم بشدة جهود الصين لحماية سيادتها وأمنها واستقرارها، وتعارض القوى الخارجية التي تتدخل في الشؤون الداخلية للصين.

وأعرب محمد بن سلمان عن استعداد السعودية لتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون متعددة الأطراف مع الصين بغية الحفاظ على المصالح المشتركة بشكل أفضل.

كما أعرب عن استعداد المملكة العربية السعودية للعمل مع الصين من أجل تعزيز تضافر إستراتيجيات التنمية، وتعميق التعاون بخصوص تطوير الحزام والطريق بشكل مشترك، وجلب منافع للدولتين والشعبين.

وعقب الاجتماع، شهد الجانبان توقيع سلسلة من الاتفاقيات التعاونية التي تشمل السياسة والشحن والقدرة الإنتاجية والطاقة والمالية. 

تحرير: تشي هونغ