سفير دولة الكويت لدى الصين: التعاون الثنائي بين الصين والكويت يشهد تنمية سريعة بناء على قواعد صلبة

الوقت:2019-03-01 11:26:21المصدر: شبكة شينخوا

ذكر سميح جوهر حيات ، سفير دولة الكويت لدى الصين، أن التعاون الثنائي بين الصين والكويت شهد تطورا سريعا جدا في السنتين الماضيتين ، بناء على القواعد الصلبة القائمة ، وبلورة الرؤى المشتركة ما بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية و"رؤية 2035 " الكويتية.

وكشف السفير حيات في مقابلة خاصة مع مراسل ((شينخوا)) أُجريت يوم الأربعاء في بكين ، أحدث الإنجازات الثنائية المُحققة في مجالات التعاون الاستثماري والتجاري والتبادلات السياسية وغيرها، مضيفا أن العلاقات الثنائية بين الصين والكويت تمر حاليا بأزهى مراحلها ، خاصة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الدولة التي قام بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للصين، وإعلان البلدين الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية في يوليو 2018.

وأشار السفير حيات إلى أن تلك المحطة تمثل حقبة جديدة من العلاقات الإستراتيجية القائمة بين الجانبين منذ عقود، معربا عن تطلعه إلى توثيق العلاقات في هذه المرحلة، والاستعانة بالخبرات الصينية الغزيرة في مجال البنية التحتية وخاصة لمشروع "مدينة الحرير والجزر الخمس في شمال البلاد ".

وفي معرض حديثه عن سير عمليات المشروع المذكور، قال السفير حيات إن الأمور الفنية والمخططات والدراسات والأطر القانونية للمشروع هو مجال صلب جدا في التعاون ، وهو لا يقتصر فقط على الصُعد السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والثقافية والاجتماعية والبنى التحتية فقط ، بل في الشؤون الأمنية أيضا، حيث لمسنا الكثير من التعاون والتواصل بين الحكومتين نظراً لأهمية التعاون على المستوى الدولي.

أما بخصوص المشروع المذكور ، قال السفير حيات إننا حالياً في مرحلة السعي الحقيقي والجدي لتحديد الرؤى الأساسية ومن ثم الشروع بتنفيذ مثل هذه المشاريع الجوهرية العملاقة المطلوبة لأنها مشاريع كبيرة جدا وتاريخية، ونتطلع لبصمة صينية واضحة المعالم فيها .

وأشار السفير حيات إلى أن تاريخ الشركات الحكومية الصينية العاملة في الكويت حافل وجلي منذ فترة طويلة، مع وجود أكثر من 80 شركة صينية اخرى تعمل في الكويت حالياً في مختلف المجالات. لافتاً إلى أن أفضل مبنى في الكويت هو مقر بنك الكويت المركزي وهو مبنى أنشأته شركة صينية ويعتبر معلماً من معالم دولة الكويت الحديثة ويفتخر الكويتيون به .

وأعرب السفير حيات عن تطلع الكويت للتعاون والتنسيق والتشاور مع الحكومة الصينية بشكل أكبر لتحظي المزيد من الشركات الصينية العملاقة بفرص مهمة في بناء شمال الكويت وغيرها من المناطق النموذجية ، لافتاً إلى أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول منذ اكثر من عامين ماضين للكويت وما زالت فيما تقوم الكويت بتصدير النفط ومشتقاته إلى الصين ، ما احتلت نسبة كبيرة في حجم التبادل التجاري بين الجانبين .

وتابع السفير حيات قائلاً:" لقد بدأنا العمل على صعيد إستراتيجي ما يشير إلى دلالات كثيرة ، ومنها الاستثمار من خلال توسيع اعمال صندوقنا السيادي في الصين، حيث نقلنا مكتبنا من بكين مؤخرا وافتتحنا مكتبا جديدا للاستثمار الكويتي في مدينة شانغهاي المركز الاقتصادي بالصين ، لنستثمر أكثر أيضا من خلال هذا الصندوق السيادي في الصين ، والاستفادة من العلاقات الثنائية الاستراتيجية الخاصة القائمة على أسس صلبة.

وكشف السفير حيات أن الكويت ستفتح في وقت قريب جدا قنصلية عامة في مدينة شانغهاي، كثالث قنصلية للكويت في الصين بعد القنصليتين الحاليتين في مدينة قوانغتشو ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ، لتصبح للكويت سفارة و3 قنصليات عامة في الصين.

وضمن مساعي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية والشعبية ، أكد السفير حيات بأن الكويت ستتخذ قرارا في وقت قريب جدا لتسهيل الحصول على التأشيرة السياحية للكويت أمام الصينيين، ولا سيما بعد انتهاء الدراسات الخاصة بهذا الشأن من الجهات المختصة بالبلاد حيث سيتم إعلانه بالتشاور مع الحكومة الصينية.

وأعرب السفير حيات عن إعجابه بالتطورات التي حققتها الصين على مختلف المجالات ، لافتاً إلى متابعته لفعاليات "الدورتين السنويتين" التي تعقد في مارس من كل سنة في الصين. حيث قال:" أتابع كل دورة تقام في العاصمة بكين ، وأرى شيئا جديدا لمصالح الشعب الصيني والنمو والتنمية في المجتمع المحلي، دائما هناك أمور يبحثها الصينيون حول قضايا التعليم والصحة والسكن والأمور المعيشية وتنمية الريف، والتدابير المرتبطة للقضاء على الفقر وغير ذلك، إنها جهود كبيرة وجبارة تبذلها الحكومة الصينية لتخرج الكثيرين من خط الفقر".

وأشار السفير حيات إلى أهمية وضع السياسات الحقيقية القابلة للتنفيذ خلال الدورتين، مؤكداً أن تنفيذها يبقى الأمر الأهم لما فيه مصلحة البلاد والشعب الصيني العريق. منوهاً بالنظرة الاستراتيجية التي يتمتع بها القادة الصينيون لقيادة الدولة، وكيفية صياغة السياسات القابلة للتطبيق، وكيفية الخروج بنتائج إيجابية للشعب الصيني.

وقال السفير حيات إن تطور الصين والتنمية الكبيرة التي تحققت في فترات سريعة ، إلى جانب التقدم الحضاري الحاصل في العالم ، يعتبر أمراً يستحق الافتخار به.

تحرير: تشي هونغ