بينغتان وفوجيان في تطوير الطريق السريع وإغلاق حدود التجارة في الجزيرة دخول

الوقت:2018-12-14 17:34:51 المصدر: بوابة الحزام والطريق

في مساء العاشر من نوفمبر وقبل عشر دقائق تحديدا من نقطة الصفر, اختفت جميع الأنوار في البلدة القديمة من مدينة بيتغتان في مقاطعة فوجيان تدريجيا, ولكن المخازن المستخدمة لمراكز بينغتان اكسبرس عبر المضيق التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن المنطقة الحضرية مضاءة بشكل مشرق.

ستصبح الساعة 12 , سريعا أتممت وجبتي وذهبت للحاق بالعمل. كان صوت صريخ مدير المستودع يدب

بين رفوف المكان. سرعان ما أنهى وي مي يو  موظف التغليف الذي يبلغ من العمر 53 عاماً من تناول وجبة المعكرونة البحرية ليجلس أمام طاولة التعبئة في انتظار ان يتم تغليف اول قطعة ليتم تسليمها.

في تمام ال 1:14 , كانت بانتظار أول محموعة من السلع المعبأة. 63 علبة كرتونية مرسلة دولياً. قبل 3 أيام , تم نقل هذه البضائع من الخارج الى ميناء جينجينغ في بينغتان , وتم تخزينها في مستودع بينغتان الاحتياطي.

في ال  11 من الشهر,  تم تغليف جميع السلع التي تم تصويرها في المستودع بواسطة وي مي يو , وثم إرسالها الى المركبات اللوجستية المتوقفة خارج المستودع ليتم ارسالها الى جميع أنحاء العالم.

يمكن القول بأنه قبل 40 عاماً, لا يمكن تصور مثل هذا المشهد بتاتاُ.

في ذلك الوقت كانت بيتغتان لا تزال مجرد جزيرة تزدحم بالمرور. وعلى الرغم من أنها أقرب جزيرة الى تايوان الا انه لا يوجد طريق مباشر بينهما ولا يوجد ميناء كبير للبضائع بينهما. تقع الضفة الغربية على بعد 5 كيلومتر من بينغتان ولكن على الرغم من ذلك لا يوجد سوى معبر واحد بينهما مما يجعل بينغتان جزيرة منعزلة اذا تم تعليق عمل العبّارة.

ظهر تطور بينغتان في دور التنمية في عام 2009. فبعد إنشاء المنطقة التجريبية المتكاملة ل فوتشو (بينغتان) , دخلت بينغتان في المسار السريع للتنمية التجارية.

التداول التجاري الصعب

“ عندما كنت صغيرا , كان الشباب في القرية يحبون ارتداء ساعة يد بماركة  (الأسدين المزدوجين) .

كان هذا هو العنصر التايواني الأقدم في إنطباع وي مي يو حيث نشأت في قرية تشونغجيا في بينغتان , وتقع القرية في الجزء الشرقي من جزيرة بينغتان الرئيسية. التي تقع في واجهة تايوان عبر المضيق. في الثمانينات كان الصيادون في بينغتان غالبا يقودون السفينة الى المنطقة الأمامية جهة البحر فاجتمعوا حينها مع السفن القادمة من تايوان. كان التايوانيين يحبون الحبّار فكان الصيادون من القرية يستخرجون الحبّار ليبادلوه بساعات اليد.

كان على الناس في بينغتان أن يكونوا انموذجاً للتجارة عبر المضيق, في اواخر التسعينات كانت العلاقات عبر المضيق متوترة بعض الشئ , وكان هناك عدد قليل من التايوانيين على ساحل القرية حيث عاش وي مي يو.

بعد ان تم إغلاق التبادلات عبر المضيق , كان على وي مي يو ان يذهب مثل العديد من شعب بينغتان الى البر الرئيسي لايجاد فرص العمل. في ذلك الوقت, كان رصيف القصر البحري هو السبيل الوحيد للخروج من تايوان.

ولكن للأسف أغلب الطقس في بينغتان يعاني من الرياح القوية فمن يوليو الى سبتمبر كل عام, تتأثر المنطقة بشكل متكرر من الأعاصير وتدخل في فترة الرياح الموسمية الشتوية وتتكرر حينها الرياح الشمالية والجنوبية الغربية.

ومواكبة لطقس الاعصار فإنه لا يمكن سوى تعليق العمل في العبارة.

نظراً لمحدودية قدرة العبارة, كان تدفق البضائع في بينغتان أيضا يعاني من المحدودية. وقد أثر عدم القدرة على الوصول الى تايوان ومحدودية الحركة المرورية على التنمية الاقتصادية في بيتغتان.

استمرت الحال حتى عام 2004, حيث اقترحت حينها الدورة الثانية للمجلس الوطني العاشر لنواب الشعب في مقاطعة فوجيان استراتيجية لبناء المنطقة الاقتصادية على الساحل الغربي للمضيق. حيث تم إعادة التأكيد على التبادلات مع تايوان , وأصبحت العلاقة بين بينغتان وتايوان هي محور الاهتمام في المقاطعة. والنتيجة المباشرة الأكثر أهمية هي أن جسر بينغتان الذي استمر التخطيط له لمدة 16 عاما قد بدأ البناء به في عام 2008. ومع القدرة على نقل حركة المرور على الطريق بين بينغتان والجزيرة قد تحسنت تنمية بينغتان كليا.

إنشاء منطقة تجريبية

من أجل تسريع بناء المنطقة الإقتصادية على الجانب الغربي من المضيق , أصدر مجلس الدولة في مايو 2009 وثيقة تقترح العديد من الآراء حول تسريع بناء هذه المنطقة الإقتصادية, التي اقترحت تعزيز بناء مناطق مراقبة الجمارك الخاصة في مقاطعة فوجيان.

في هذا العام, بدأت مقاطعة فوجيان في البحث عن جزر مشروطة وإنشاء منطقة مراقبة جمركية خاصة للتعاون عبر المضيق كمنطقة تجريبية  لغايات التجارة والتعاون مع تايوان. وقد تم انتخاب بينغتان في النهاية بسبب قربها  من تايوان , وأصبحت بينغتان رسمياً المنطقة التجريبية الشاملة لفوتشو (بينغتان) والمنطقة التجريبية الشاملة الوحيدة مع تايوان.

في 25 ديسيمبر من عام 2010, تم افتتاح جسر بينغتان الذي استمر بناؤه لمدة 3 سنوات وتقديمه بشكل رسمي امام حركة المرور. حيث كانت المسافة في العبّارة من بينغتان الى الجانب الاخر من فوتشين في حال عدم وجود رياح أو عوائق تستغرق 15 دقيقة بأسرع وقت ممكن , ألا انه بعد فتح الجسر أصبحت المسافة تقطع ببضع دقائق.

وفي عام 2012, تم فتح مضيق تايوان-تايجوانغ بشكل مباشر بينهما لتختصر المسافة بينهما ل 3 ساعات فقط.

في يونيو من عام 2014, تم افتتاح رسميا سوق بينغتان-تايوان للأسواق الحرة, والذي يقع على بعد حوالي كيلومتر واحد من مجطة الركاب في ماكاو. حيث أصبح ثاني سوق معفى من الضرائب للسلع الصغيرة في بينغتان وشيامن. عرض لين تشياو بينغ مزادين على المحلات في السوق المعفى من الضرائب حينها.

في شهر يوليو تم تأسيس  جمارك بينغتان رسميا , وأصبح السوق المعفى من الرسوم الجمركية في الجزيرة منطقة خاصة للإشراف الجمركي, حيث يتمتع رجال الأعمال التايوانين بإمتياز تأجير “إعفاء لمدة عامين” وهناك إعانة بقيمة 300 يواناً لكل طن من البضائع المشحونة من تايوان. والحصول ايضا على دعم السكن ل 8000 يوان.

بعد افتتاح السوق الحرة رسميا, زاد إقبال رجال الأعمال التايوانيين الى بينغتان للقيام بالأعمال التجارية المتنوعة.

تعزيز نموذج الاستيراد

في 15 يوليو 2014, بدأت الجمارك رسميا العمل في بينغتان. يحيط البحر بجميع أرجاء بينغتان وهناك جسر واحد فقط يقود الى البر الرئيسي. في بداية تأسيسها , قامت جمارك بيتغتان بتصميم طريقة إشراف مبتكرة: يتم تضمين بينغتان بأكملها في منطقة المراقبة المغلقة للجمارك, حيث لا يمكن دفع جميع البضائع التي تدخل من بيتغتان مؤقتاُ عند إيداعها في مناطق محددة بالجزيرة. وقد جعل هذا الشرط جزيرة بينغتان تصبح منطقة استيراد منفردة.

وفي نفس العام, اقترحت الحكومة المركزية تعزيز تجربة منطقة التجارة الحرة في شانغهاي, حيث أعلنت مقاطعة فوجيان عن خطط لإعلان شيامن وجزيرة بينغتان وميناء فوتشو جيانينغ ومنطقة تشياونتشو في منطقة التجارة الحرة. في ابريل عام 2015 , تم تأسيس منطقة التجارة الحرة الصينية (فوجيين) رسمياً, وشكلت بينغتان بالتعاون مع فوجو وشيامن منطقة التجارة الحرة في فوجيين. بعد أن أصبحت منطقة تجارة حرة , وسعت بينغتان تدريجيا دعمها التجاري من تايوان الى التجارة عبر الحدود.

أصبحت تجارة الالكترونيات عبر الحدود واحدة من الصناعات الرئيسية في منطقة التجارة الحرة في ذلك الوقت. وقال السيد تشانغ شو فو من إدارة الخدمات اللوجستية في مكتب التنيمة الإقتصادية لمنطقة بينغتان التجريبية الشاملة, انه في عام 2014 , أصدرت بينغتان أخبار التجارة الالكترونية عبر الحدود. ومن أجل تنمية شركات التجارة الالكترونية عبر الحدود في المنطقة المحلية , في مارس عام 2015 قادت بينغتان المنطقة التجريبية الشاملة إنشاء شركة خدمات عامة للتجارة الالكترونية عبر الحدود -- شركة فوجيان عبر الحدود للتجارة الالكترونية المساهمة المحدودة--  المسؤولة عن التجارة الالكترونية عبر الانترنت لرسو السفن. وقد أقامت في بينغتان منصات التجارة الالكترونية واللوجستيات والتخزين وغيرها من شركات السلسلة الصناعية.

بعد نصف عام من إنشاء منطقة التجارة الحرة وتحديدا في نهاية ديسيمبر من عام 2015, تجاوزت بينغتان الفحص والموافقة لتصبح رسميا واحدة من المدن التجريبية الثانية للاستيراد عبر الهاتف المحمول عبر الحدود في الصين.

في مايو 2017, تم استخدام مركز البريد السريع عبر المضيق الذي تبلغ مساحته 11 الف متر مربع والمخطط له من قبل حكومة بينغتان. يضم المركز كلا من المستودعات الجمركية ومنظمات الخدمات اللوجستية عبر المضيق.

هذه العام هو عام النمو السريع للتجارة الالكترونية عبر الحدود في بينغتان, حيث فقط من يناير حتى اكتوبر من العام 2018, بلغت قيمة الواردات من التجارة الالكترونية عبر الحدود الى 513 مليون يوان , بزيادة سنوية قدرها 304% . حيث يعد العام 2018 هو نقطة تحول في تطوير التجارة الالكترونية عبر الحدود في بينغتان. وقال السيد تشانغ شو فو “ في عام 2019, من المخطط ان يكون مقدار الدعم مليار يوان”.

تحرير:曹家宁