مبادرة الحزام والطريق تضع إطارا جديدا للتعاون بين المملكة المتحدة والصين

الوقت:2019-03-22 13:49:22المصدر: بوابة الحزام والطريق

قدمت مبادرة الحزام والطريق، منذ طرحها عام 2013، إطارا مهما للتعاون بين المملكة المتحدة والصين في عدد من المجالات مثل النقل والبنية التحتية والمالية والخدمات المهنية، هكذا ذكر مارك هيدلي المدير الإقليمي للندن الكبرى بمجلس الأعمال الصيني البريطاني.

تعد بريطانيا أول دولة غربية تصدر سندات سيادية بالرنمينبي وأول دولة غربية كبرى تتقدم بطلب للحصول على عضوية كاملة في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وفي مطلع عام 2018، سلطت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الضوء على أهمية مبادرة الحزام والطريق ومكانة بريطانيا كـ"شريك طبيعي" للمبادرة خلال زيارتها للصين.

ومن جانبه، ذكر يانغ آي مين رئيس مؤسسة تشاينا كونستركشن بنك (لندن) المحدودة إن "لندن، باعتبارها مركزا ماليا دوليا، تعتبر تداول العملات الأجنبية أحد ميزاتها الرائعة حيث يمثل حجم التداول لديها 40 في المائة من الإجمالي العالمي".

وقال لـ((شينخوا)) إن "حجم تداول الرنمينبي بلندن حاليا يعادل حجم التداول اليومي لمركز تداول العملات الأجنبية الصيني".

وهناك مشروع رئيسي آخر للتعاون وهو الربط بين بورصتي لندن وشانغهاي والذي من المتوقع أن يتم إطلاقه لتوفير قناة مباشرة لتداول الأسهم بين البلدين.

في هذا الصدد، أشارت كاثرين ماك جينيس رئيسة لجنة السياسات والموارد في مؤسسة ((سيتي أوف لندن كوربوراشن)) إلى أن "ربط أحد أكبر أسواق رأس المال في العالم بأحد أهم المراكز المالية الدولية في العالم خبر سار لبريطانيا والصين والاقتصاد العالمي الأوسع. وسيسمح للمستثمرين العالميين بالاستفادة من نمو الصين، فيما ستكون الشركات المدرجة في البورصة ببريطانيا قادرة على الوصول إلى المستثمرين الصينيين بشكل مباشر".

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، فقد تمثل المعلم الرئيسي الآخر في الرحلة الأولى التي قام بها قطار ييوو-باركينج عام 2017، وهو أول خط سكك حديدية مباشر ومخصص للشحن يربط بين الصين وبريطانيا. وهو يتيح خيار شحن أكثر توفيرا للتكاليف بالنسبة للمصدرين الصينيين والبريطانيين.

وقالت ماك جينيس خلال مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "عزم الصين الخروج إلى العالم، وتدويل عملتها، وفتح قطاعها للخدمات المالية يعني أنها تواصل إعطاء الأولوية للندن كشريك".

وذكرت أن مبادرة الحزام والطريق مشروع مئوي ويمكن أن تضخ حوالي 1.8 مليار جنيه إسترليني (2.4 مليار دولار أمريكي) في الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا إذا ما انضمت إليه بلادها بالكامل.

ولدى حديثه عن الفرص المستقبلية أمام الشركات البريطانية، قال هيدلي إن بريطانيا لديها خبرة في مجموعة واسعة من المجالات المتعلقة بمشروعات مبادرة الحزام والطريق بما في ذلك تمويل المشروعات، وإدارة المشروعات، والهندسة، والتصميم، والمعايير، والخدمات القانونية وما إلى ذلك.

ويعد مجلس الأعمال الصيني البريطاني منظمة بريطانية تساعد شركاتها الأعضاء على تطوير روابط تجارية مع نظيراتها الصينية.

وذكر هيدلى أن "شبكتنا، كمنظمة قائمة على العضوية، تضم مجموعة واسعة من الشركات البريطانية التي تقدم منتجات وخدمات مختلفة مطلوبة بشدة من جانب المستثمرين والمقاولين في إطار مبادرة الحزام والطريق".

وقال إن مجلس الأعمال الصيني البريطاني سبق لها نشر عدد من التقارير التي تسلط الضوء على الفرص على طول الحزام والطريق أمام الشركات البريطانية وتنظيم فعاليات للترويج للفرص الناشئة عن مبادرة الحزام والطريق.

وأوضح هيدلي أن التمويل الخاص تتزايد أهمية إلى جانب رأس المال الحكومي لتمويل مشروعات مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن بنوكا مثل ((ستاندرد تشارترد)) و((أتش أس بي سي)) توفر بشكل متزايد الأدوات المالية اللازمة لتمويل المشروعات الجديدة.

وذكر أن الشركات البريطانية لديها خبرة كبيرة في إدارة المخاطر بما في ذلك تقديم العناية الواجبة قبل تنفيذ المشروع، وتأمين المشروع، وتحقيق إعادة الهيكلة ما بعد المشروع للمساعدة في تخفيف بعض المخاطر التي تنطوى عليها مشروعات مبادرة الحزام والطريق.

وإلى جانب ذلك، تمتلك بريطانيا بعضا من أفضل شركات الهندسة والبناء والتصميم في العالم مثل ((أروب)) و((أتكينز)) و((موت ماكدونالد)) و((جون وود غروب)) التي تشارك بنشاط في مجموعة واسعة من مشروعات مبادرة الحزام والطريق والتي تغطى مجالات مثل البنية التحتية والطاقة وموارد المياه وتخطيط المدن الجديدة ومناطق التنمية.

وتشمل المجالات الأخرى التي تتفوق فيها بريطانيا الخدمات القانونية، والمعايير الدولية، والتعليم والتدريب، والتسويق، والعلاقات العامة.

وسوف تستضيف الصين المنتدى الثاني لمبادرة الحزام والطريق في بكين في أواخر إبريل.

وأضاف "نأمل أن يوفر منتدى الحزام والطريق هذا العام منصة لمواصلة تعميق التعاون الدولي في إطار الحزام والطريق".

تحرير: تشي هونغ