مقالة خاصة: الصين وأوروبا على طريق توسيع تعاون الحزام والطريق

الوقت:2019-03-21 12:31:33المصدر: شبكة شينخوا

كانت أناستاسيا سيزيكوفا، فتاة تعيش في مدينة دوسلدورف غربي ألمانيا، لا تتخيل منذ أعوام قليلة أن مهنتها وحياتها ستكون مرتبطة بالصين بشكل وثيق.

وتعمل سيزوكوفا، التي تتحدث ثلاث لغات، منها الإنجليزية والروسية، الآن مديرة لتطوير الخدمات اللوجستية والأعمال في شركة (DBO Bahnoperator)، وهي شركة أسست على خلفية مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، للتعامل مع شحن الحاويات من الاتحاد الأوروبي إلى الصين باستخدام قطارات.

وقالت لوكالة أنباء (شينخوا) "أنا سعيدة لأني أحب شغلي بالفعل واستمتع به. من خلال نموذج مثل شركة (تشاينا ريال اكسبرس)، نستطيع أن نرى كيف ينمو التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي سريعا، نفتخر بأن نكون جزءا من هذه العملية."

وباتباع مبدأ التشاور والتعاون من أجل منفعة متبادلة، أصبحت دول أوروبا وشعوبها، التي انتفعت بالفعل من فرص التنمية التي تقدمها مبادرة الحزام والطريق، تتبنى المبادرة بشكل متزايد.

وفي الوقت نفسه، فإن تعاون الحزام والطريق يلعب دورا أكثر أهمية في تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي التي مرت بطريق طويلة منذ إقامتها في 2003.

ترابط الأسواق

جلبت مبادرة الحزام والطريق منافع كبيرة لأوروبا والصين منذ أن اقترحت في 2013.

ونظمت الشركة الصينية، التي تتحول بشكل تدريجي إلى علامة تجارية شهيرة في أوروبا، وتربط 59 مدينة صينية بـ49 مدينة أوروبية في 15 دولة، 6363 رحلة في 2018، بارتفاع 73 بالمئة مقارنة بعام 2017، بحسب ما قالت الشركة.

وقد سارت قطارات الشحن هذه في الطرق حاملة ملابس وقطع غيار سيارات ومواد كيميائية وبضائع صينية أخرى للمستهلكين في أوروبا، بينما تعود بأغذية وآلات ومعداد وأخشاب من أوروبا.

بالنسبة إلى اسبانيا، تعمل الشركة ليس فقط على ربط مدريد بمدينة ييوو شرقي الصين، ولكنها تقدم أيضا فرصة أفضل للبلدين لدخول واستكشاف أسواق بعضهما البعض.

وقال فرانسيسكو اراندا، نائب رئيس اتحاد أعمال مدريد والمتحدث باسمه، لوكالة أنباء (شينخوا) "ييوو سوق عالمية عظيمة وبالنسبة للشركات الموجودة في مجتمع مدريد، فإنها أيضا تمثل بابا كبيرا لدخول السوق الصينية الضخمة."

وأعلنت مؤسسة التبادلات بين ييوو وأسبانيا، منظمة غير ربحية تأسست في 2016، مؤخرا أنها ستدعو نحو 70 مدير أعمال أسباني لعرض منتجاتهم في معرض ييوو للسلع المستوردة في أواخر مايو هذا العام، حيث ستكون أسبانيا ضيفه الشرف.

وبالنسبة لبولندا، واحدة من أكبر الدول الزراعية في أوروبا، فإن الشركة بديلة جيدة للنقل البحري، حيث تساعد الشركات البولندية في جلب المزيد من المنتجات التنافسية إلى السوق الصينية.

وقالت مالجورزادا سيبيلينسكا، مديرة التجارة في شركة (مليكبول) البولندية الرائدة في منتجات الألبان، "ستكون فرصة عظيمة للبدء بمنتجات طازجة ومدة صلاحيتها قصيرة، حيث لا يمكن نقلها الآن إلى الزبائن الصينيين. وتستطيع أيضا تحسين عمليات التسليم المتكررة وكفاءتها."

ومع النمو القوي في السوق الصينية في 2018، أصبحت مليكبول الآن من الأطراف الرائدة في قطاع الألبان المستوردة إلى الصين.

وأشارت سيبيلينسكا إلى أن شركتها تفكر في توسيع الأعمال التجارية وتنوع المنتجات في السوق الصينية.

وقال يانغ جيه تشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في الدورة الـ55 لمؤتمر ميونخ للأمن في فبراير "خدمة قطارات الشحن بين الصين وأوروبا مثال قوي على كيفية تحقيق تعاون الحزام والطريق التنمية والرخاء بشكل مشترك للصين وأوروبا بارتباطية أفضل."

الاستثمارات والوظائف

من خلال توجيه الشركات الأوروبية للقيام بأعمال في الصين، تتوجه مبادرة الحزام والطريق بشكل مباشر نحو استثمارات وفرص عمل جديدة في أوروبا.

ويعد ميناء بيرايوس، حيث تستثمر شركة (كوسكو) الصينية للشحن، نموذجا مثاليا لعلاقات الشراكة متبادلة الربح بين اليونان والصين في إطار المبادرة.

وبدأ الميناء يتخذ شكلا جديدا ويحقق نتائج رائعة بعد أعوام قليلة من استثمار الصين هناك، في أعقاب أزمة الديون التي أثرت على اليونان بشدة، بحسب ما قال فاسيليس كوركيديس، رئيس غرفة بيرايوس للتجارة والصناعة، لوكالة أنباء (شينخوا).

وقال "هذا استثمار بأكثر من 3.5 مليار يورو (4 مليارات دولار أمريكي). هناك أنشطة كثيرة حول الميناء أصبحت نشطة بفضل تنمية الميناء. هذا يعني توفير فرص عمل جديدة وأجور أفضل أكثر من باقي أجور العمال في اليونان."

ويعد جسر بيليساك، واحد من أكبر مشروعات البنية التحتية في تاريخ كرواتيا، مثالا آخر للتعاون متبادل النفع في إطار المبادرة. وقال رئيس وزراء كرواتيا أندريه بلينكوفيتش إن مشاركة شركة الطرق والجسور الصينية الفعالة في إقامة المشروعات "إسهام اقتصادي ملموس".

وأشاد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أيضا بوجود الشركات الصينية في البلاد، قائلا إنها أسهمت في التوظيف الكامل والنمو الاقتصادي طويل الأجل للمجر.

استجابة إيجابية

كسلعة عامة عالمية مهمة من الصين، تواصل مبادرة الحزام والطريق الحصول على ردود فعل إيجابية أكثر وأكثر في أوروبا.

وقال مايكل كيمبينيرس، مدير إدارة عمليات التصدير والاستثمار الخارجية في وكالة (Wallonia) للتصدير والاستثمار، لوكالة أنباء (شينخوا) إن بلجيكا منفتحة جدا على الشركاء الصينيين في تعاون الحزام والطريق.

وأضاف "نستطيع تحقيق شراكة متبادلة الربح والتحدث مع رفاقنا الصينيين بنفس لغة الانفتاح"، مضيفا أن بلجيكا ليست نقطة نهاية للمبادرة، ولكنها نقطة بداية جديدة لباقي أوروبا، و"نرحب بقطارات الشحن من الصين بالكثير من السعادة."

يتابع ثيلو كيتيرر، مراجع عام وشريك في شركة الخدمات المهنية الألمانية (Roedl & Partner)، مبادرة الحزام والطريق من البداية في 2013 وشارك في منتدى الحزام والطريق الأول للتعاون الدولي في 2017.

وقال إن المبادرة، التي تضم الجميع، "رائعة حقا". وأعرب عن إعجابه الشديد وتفاؤله بشأن حقيقة أن المبادرة تحولت من مجرد رؤية إلى واقع.

في الحقيقة، تعاون الحزام والطريق مقبول بشكل كبير كجزء أساسي من العلاقات الثنائية بين الصين ودول أوروبا.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن إسبانيا ستشارك بشكل فعال في بناء الحزام والطريق ذات الأهمية التاريخية، حيث توصلت الصين وإسبانيا إلى توافق في نوفمبر الماضي للدفع المشترك لبناء الحزام والطريق من أجل تعزيز الارتباطية بين آسيا وأوروبا وتعزيز التجارة العالمية.

وبالاضافة إلى هذا، قال وزير الخارجية اليوناني جورج كاتروجالوس إن اليونان ستشارك بشكل فعال في مبادرة الحزام والطريق وستقوم بدور بناء في دعم العلاقات الثنائية والتعاون بين أوروبا والصين.

ومن منظور الاتحاد الأوروبي ككل، هناك تضافر متزايد بين مبادرة الحزام والطريق وخطة يونكر، وهي خطة استثمار بتكلفة 315 مليار يورو (357 مليار دولار) أيدها رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر في 2014 لتدعيم الاستثمار الخاص في مشروعات البنية التحتية الأوروبية.

وقالت سيزيكوفا، المديرة بشركة (DBO Bahnoperator)، "أريد أن أرى المزيد من القصص الناجحة لمبادرة الحزام والطريق وأن أرى المزيد من الدول تشارك فيها وأن أرى تنمية جديدة في البنية التحتية على طول الطريق، وأن أرى المزيد من التعاون بين الصين وأوروبا." 

تحرير: تشي هونغ