تعليق: سلاح التنمية يوحد جهود الصين ومصر لمجابهة تحديات أفريقيا

الوقت:2019-02-12 15:43:01المصدر: شبكة شينخوا

ترتبط الصين وأفريقيا بصداقة تقليدية شاملة ضربت رغم البعد الجغرافي أمثلة رائعة في الصمود والتطور في وجه التحديات منذ دعم بعضهما البعض في السعي إلى التحرر والاستقلال الوطني.

ومع تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، حققت الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين قفزات هائلة في مختلف المجالات. تجاريا، باتت الصين الشريك التجاري الأول لأفريقيا للعام التاسع على التوالي بحجم تجارة وصل إلى حوالى ١٧٠ مليار دولار في عام ٢٠١٧. وفي نهاية ذلك العام بلغ إجمالي الاستثمار الصيني بجميع أنواعه في أفريقيا 100 مليار دولار.

وتجلت قوة العلاقات بين الجانبين في تأييد الدول الأفريقية للمصالح الجوهرية الصينية والتمسك بمبدأ "صين واحدة" وفي دعم الصين لأفريقيا في الأطر الدولية متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وغيرهما.

وفي قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) الأخيرة في سبتمبر الماضي ببكين، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تمويل بقيمة ٦٠ مليار دولار لدول القارة في شكل مساعدات حكومية واستثمارات وتمويلات من خلال مؤسسات مالية وشركات. كما أعلن عن إعفاء دول إفريقية فقيرة ومثقلة من الديون.

ووسط مشهد عالمي متغير وتصاعد في الحمائية التجارية والإنعزالية، تدافع الصين بحزم عن اقتصاد عالمي مفتوح ونظام تجاري متعدد الأطراف. وتسعى أيضا إلى تعزيز الاصلاح والانفتاح بينما تهدف الى إقامة مجتمع صيني-أفريقي مشترك يقوم على التعاون المربح وتقاسم المنافع لتحقيق الرخاء المشترك.

وفي الوقت الراهن، يغطي التعاون الثنائي طيفا واسعا من المجالات في البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتعليم والصحة والأمن. وإلى جانب خلق الوظائف والتخفيف من الفقر وتحسين حياة المحليين، ساهمت المشاريع البنيوية والانتاجية التي أقامتها الصين من مصانع وطرق وسكك حديدية وموانئ ومطارات في زيادة الترابط بين دول القارة ودعم مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس شي عام ٢٠١٣.

ومع قدوم عام صيني جديد مفعم بالأمل، تبدو التوقعات مبشرة للتعاون الصيني-الأفريقي بأن يحظى بدفعة قوية في العام الجديد بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي يوم الأحد الماضي في ضوء التفاهم بين قيادتي البلدين وحرص الجانبين الصيني والمصري على التنسيق في القضايا محل الاهتمام المشترك في ظل الآليات القائمة.

وفي قمة فوكاك الأخيرة ببكين، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنشاط. ومنذ توليه السلطة في مصر عام ٢٠١٤، حرص الرئيس السيسي على تعزيز علاقة القاهرة مع دول القارة وزار الصين أيضا خمس مرات. وفي الوقت نفسه، تولي الصين أهمية كبيرة لأفريقيا وقد زارها الرئيس شي أربع مرات منذ توليه الرئاسة وتسع مرات بشكل عام.

كما حرص عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي على زيارة أفريقيا أيضا في مستهل كل عام جديد كأول وجهة خارجية له، في تقليد يعكس الأهمية التي توليها الصين للتنمية والرخاء المشترك.

وتلتقي أهداف الصين في القارة تقريبا مع جدول أعمال مصر للاتحاد الأفريقي من حيث التركيز على التنمية وتعزيز حرية التجارة والسلام والأمن والاستقرار في القارة.

وقال الرئيس السيسي في كلمته أمام فوكاك إن "تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية وتطوير البنية التحتية القارية وتعزيز حرية التجارة وتعزيز المنظومة الصناعية، هي عناصر رئيسية ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في 2019".

ومن جانبه، طرح الرئيس شي في نفس القمة 8 حملات كبرى ضمن خارطة تعاون للسنوات المقبلة تدور في جلها حول التنمية. وتشمل دفع التصنيع وتعزيز التعاون في البنية التحتية وتيسير التجارة ودفع التنمية الخضراء وتربية الأكفاء وتكثيف التعاون في الصحة والتبادل الإنساني والسلام والأمن.

وتهدف الصين إلى مواءمة مبادرة الحزام والطريق باستراتيجية الاتحاد الأفريقي للعام ٢٠٦٣ وأجندة ٢٠٣٠ للأمم المتحدة للتنمية المستدامة واستراتيجيات التنمية على المستوى الوطني للبلدان الافريقية وصولا إلى مجتمع ذي مستقبل مشترك .

إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تعكس التطور الإيجابي في مكانتها قاريا بعد انتخابها لعضوية مجلس السلم والأمن الافريقي ونيلها العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن القارة في ٢٠١٦ و٢٠١٧. وقد استضافت مصر في ٢٠١٨ "منتدى أفريقيا" في شرم الشيخ والمعرض التجاري الأفريقي الأول في القاهرة.

وفي ضوء تعهدات بمزيد من الانفتاح للاقتصاد الصيني وتحسن ملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري تبدو الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين المصري والصيني في ظروف أكثر قدرة على العمل للتغلب المشترك على العقبات التي تحد من التنمية والحفاظ على المصالح المشروعة للصين وأفريقيا فضلا عن مصالح الدول النامية الأخرى.

وكما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ مؤخرا في مؤتمر صحفي إن الصين تدعم التنمية في أفريقيا وتؤيد مصر في لعب دور أكثر نشاطا في الشؤون الأفريقية خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي ومستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون معها لدعم السلام والتنمية والاستقرار في القارة.

فلا سبيل سوى البناء والتنمية كأقوى سلاح لمجابهة التحديات المعاصرة بمختلف أنواعها بما في ذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية، حسبما تتفق القيادة في الصين ومصر.

تحرير: تشي هونغ