مقالة خاصة: أصداء إيجابية واسعة لزيارة أمير قطر للصين

الوقت:2019-02-03 09:39:05المصدر: شبكة شينخوا

عاد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الدوحة بعد اختتام زيارته للصين التي استمرت بين يومي 30 و31 يناير الماضي، وهي الزيارة التي لاقت أصداء إيجابية واسعة في أوساط المحللين ورجال الأعمال تقديرا لنتائجها.

وقال المحلل السياسي نبيل المرير لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "زيارة الأمير للصين فتحت آفاقا واعدة للتعاون بين البلدين وحققت حصادا مثمرا ونتائج باهرة".

وأضاف المرير، أن الزيارة أثمرت عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بينها "مذكرة التفاهم بشأن إقامة آلية حوار استراتيجي" بين حكومتي قطر والصين واتفاقية تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية بين البلدين، ومذكرة التفاهم للتعاون في مجال تدريب الدبلوماسيين، ومذكرة تفاهم بشأن صياغة خطة التنفيذ المشتركة القطرية - الصينية لمبادرة الحزام والطريق وغيرها.

وأكد أنه بتوقيع هذه المذكرات والاتفاقيات رسمت الزيارة خارطة طريق لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لا سيما في مجالات السياسة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والتعاون الأمني وغيرها من المجالات التي شملتها.

وذكر أن زيارة الأمير لم تستهدف توطيد العلاقات الودية بين البلدين فحسب، بل سعت كذلك إلى توسيع قنوات التعاون بينهما في مختلف المجالات.

ولفت في هذا الصدد إلى أن قطر والصين تتفوقان في جوانب مختلفة، ويستفيد تطور اقتصادي البلدين من تعزيز التعاون بين الجانبين كما يفيد ذلك أيضا الاقتصاد العالمي.

وأفاد أن قطر من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في حين أن الصين من أهم الدول المستوردة للطاقة في العالم، وتوسيع التعاون في مجال انتاج واستهلاك الطاقة بين البلدين سيحقق منافع مشتركة لكليهما دون شك.

ومضى يقول إن قطر توصلت مع الصين إلى اتفاقية في عام 2018 تمتد حتى العام 2040، تقوم شركة (قطر غاز) بموجبها بتزويد الصين بـ 3.4 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يعزز أمن الطاقة في الصين.

ويرى المرير أن الصين قوة دافعة رئيسية لنمو الاقتصاد العالمي، وكلما حققت الصين تحسنا في اقتصادها يستفيد الاقتصاد العالمي بالتبعية.

ونوه المرير في ختام حديثه لـ (شينخوا) بالعلاقات الوثيقة بين البلدين، مشيرا إلى تشابه مواقفهما في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، ومن ضمنها الأزمة الخليجية مع دعوة كل منهما إلى حل الأزمة بالحوار والطرق الدبلوماسية.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي حسن العلي لـ (شينخوا) إن "زيارة الأمير للصين مهمة جدا في خضم الحصار الذي تتعرض له قطر"، في إشارة إلى المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية التي تتعرض لها قطر من أربع دول عربية منذ يونيو العام 2017 في إطار الأزمة الخليجية.

وأوضح العلي أن الدوحة تحتاج إلى تعزيز التعاون وتوسيع التبادل الاقتصادي مع كافة الدول لتحويل تنميتها الاقتصادية من نمط الاعتماد المطلق على تصدير النفط والغاز إلى نمط تنويع الاقتصاد كتطوير الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها.

ولفت إلى أن الصين دولة تصنيع وتمتاز بقدرات عالية في الإدارة والإنتاج، وقطر تحتاج إلى التقنيات والتجارب الصينية، مؤكدا أن نتائج الزيارة ستدفع دون شك التنمية الاقتصادية في قطر بصورة سريعة.

أما رجل الأعمال عادل اليافعي فتحدث عن الزيارة من منظور مبادرة " الحزام والطريق"، وقال لـ (شينخوا) إن "مذكرة التفاهم لصياغة مبادرة الحزام والطريق التي وقعها البلدان خلال الزيارة تشجع رجال الأعمال القطريين على الانخراط في التعاون الاقتصادي والتجاري".

وكانت قطر والصين قد وقعتا مذكرة تفاهم لدفع التعاون في بناء "الحزام والطريق" عام 2014 ، كما أصبحت قطر بين الدفعة الأولى لمؤسسي البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

ويرى اليافعي أن زيارة الشيخ تميم تتيح الفرصة لرجال الاعمال من الجانبين لتطبيق مبادرة "الحزام والطريق" وهو ما سيعود بالربح والنفع المتبادل لرجال أعمال البلدين الصديقين.

ولفت إلى أن شركته التي تجمع بين الأثاث الذكي والمنتجات الالكترونية والتركيب الهندسي هي احدى نماذج التعاون القطري الصيني، إذ تأتي معظم واردات الشركة من الصين، كما فتحت نقاط شراء للمواد التي تحتاجها في مدن قوانغتشو وبكين وشانغهاي ونانجينغ وغيرها من المدن الصينية.

ويتوقع اليافعي أن تفتح زيارة الأمير للصين آفاقا واعدة لرجال الأعمال القطريين الذين يرون مستقبلا مشرقا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

تحرير: تشي هونغ