مساعد الرئيس السوداني: التنمية بالسودان يمكن أن تستفيد من تجربة الإصلاح والانفتاح بالصين

الوقت:2018-11-26 16:35:24المصدر: شبكة شينخوا

أجرى فيصل حسن إبراهيم، مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، مؤخرا مقابلة حصرية مع وكالة أنباء شينخوا، وشارك آراءه حول العلاقات الصينية السودانية وسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية وغيرها من المواضيع الأخرى.

وما يلي تفاصيل المقابلة مع المساعد:

شينخوا: حضرتم ندوة الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية (الدورة الثاني لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية) في مدينة هانغتشو يوم الخميس، فكيف ترون الندوة وما هي اكثر الاشياء التي لفتت انتباهكم خلالها؟

المساعد: في الحقيقة الندوة تعد مبادرة ممتازة حيث ان هذا هو اللقاء الثاني بين الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب العربية. وكانت هنالك مشاركة كبيرة من كافة الاحزاب العربية وهناك اكثر من حزب من البلدان المشاركة والندوة كانت موضوعاتها مرتبة وكانت جيدة حيث انها لمست القضايا الاساسية التي تهم التعاون بين الصين والبلدان العربية خاصة فيما يتعلق بالتنمية والتجربة الصينية في النمو والاستقرار، وفيما يتعلق بقضايا الامة الاساسية اشارت الندوة ايضا الى دعم القضية الفلسطينية وتثمين مواقف الصين في المنابر الدولية وتحقيق نظام عالمي يتمتع بقدر اكبر من العدالة وتمتعت الندوة ايضا بتكامل بين الحزب الشيوعي الصيني والاحزاب العربية. كما يلاحظ ان جميع القوى المشاركة في الندوة تتمتع بايدولوجيات مختلفة ولكن من طبيعة الصين عدم التدخل في الشؤون الداخلية ولذلك كان هناك توافق على القضايا التي طرحت بشكل رئيسي.

شينخوا: من المعروف أنكم تتمتعون بصداقة قديمة مع الصين، فكيف ترون التغيرات الكبيرة التي حققتها الصين خلال العقود الأربعة الماضية بعد تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح في عام 1978؟ وما هو السر الذي ادى الى هذا النجاح من وجهة نظركم؟ وكيف ترون دور حزب الشيوعي الصيني في ذلك؟

المساعد: واحدة من اهم اسرار هذا النجاح هو وضوح الرؤية حيث يتبنى الحزب الشيوعي الصيني الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وبالتالي توطين الافكار حسب ظروف الصين، كما ان احد اهم الاسباب هو المعرفة بالواقع الحقيقي وبمتطلبات التنمية في الصين. وإلى جانب ذلك ايضا تماسك الحزب الشيوعي الصيني وقيادته للبلد التي كانت احد اهم اسباب النجاح، علاوة على القيم والنزاهة ومكافحة الفساد التي لولاها ما تقدم هذا الشعب العظيم ونحن نقدر هذا عاليا. وهذه تجربة ايضا لكل المشاركين في المؤتمر والدول في العالم الثالث للتعلم من التجربة الصينية في رعاية القيم والاخلاق من اجل تحقيق النمو والتقدم.

شينخوا: يصادف العام الجاري الذكرى السنوية الـ40 لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح للصين، وتعد هذه السياسة سببا حاسما للتنمية الصينية الكبيرة والسريعة، ففي رأيكم، كيف يمكن للسودان الصديق ان يستفيد من إنجازات التنمية الصينية أو خبراتها في تحقيق تنميته الذاتية؟

المساعد: هذه التجربة هي تجربة صينية خالصة ولا تصلح بكلياتها لكل البلدان ولكن يمكن الاستفادة منها في عدة جوانب واعتقد انه الاستفادة من التقنية في الصين هي واحدة من اسباب النجاح الكبير وايضا سياسة الانفتاح هي واحدة من التجارب التي تعين الكثير من الدول وتعنينا في السودان ايضا للانفتاح على الاخر وقبول الاخر هذا يلاحظ في الصين بصورة كبيرة، كما ان التركيز على التعليم بصورة كبيرة يعد احد الملامح لهذة التجربة الصينية الكبيرة واعتقد ايضا ان الشراكات الاقتصادية والسودان لديها تجربة في الشراكة مع الصين في استخراج البترول وايضا مجال تطوير الصناعات الزراعية التي ارى ان السودان يمكن ان يستفيد منها بشكل كبير.

شينخوا: هل تخطر ببالكم الآن أي المجالات الواعدة التي يمكن ان تعززها الدولتان في المستقبل القريب؟

المساعد: اعتقد ان المجالات التي نتطلع للتعاون فيها هي مجالات التصنيع الزراعي وايضا مجال البترول والصناعات البترولية وصناعة التعدين، حيث يتمتع السودان بالكثير من الثروات المعدنية على رأسها الذهب علاوة على مجال التعليم والتعليم العالي.

شينخوا: كما تعرفون، اختتم معرض الواردات الدولي الأول في الصين في الشهر الماضي، وهو أول معرض دولي صيني يختص بالواردات ويهدف لمشاركة أرباح السوق الصينية مع دول العالم. فكيف ترون المعرض؟ وما هي فرص السودان وما هي المنتجات المميزة التي يود السودان ان يصدرها إلى الصين؟

المساعد: اعتقد ان المعرض كان فرصة كبيرة للترويج وخلق فرص جديدة للتعاون التجاري ومن المعروف ان السودان بلد زراعي بها الكثير من الصادرات مثل القطن والصمغ العربي والسمسم والفول السوداني والزيوت وكل هذه مواد تحتاج الى قيمة مضافة ويمكن ان يتم التبادل التجاري فيها وتصديرها الى الصين ودول الجوار.

شينخوا: كما يصادف العام الجاري الذكرى الخامسة لطرح مبادرة الحزام والطريق، فكيف ترون الفرص الكامنة في المبادرة بالنسبة للسودان وخططه التنموية الوطنية؟

المساعد: اولا نحن نحيي القيادة الصينية وفخامة الرئيس شي جين بينغ على طرحه لمبادرة الحزام والطريق التي لها أهمية بالغة، حيث يقع السودان على البحر الاحمر ضمن نطاق هذا الطريق ولدينا اثنين من الموانئ الهامة يمكن ان تكون اكثر من ذلك عندنا ميناء سواكن وميناء بورسودان وهو واحد من اعمق الموانئ على البحر الاحمر ولهذا فان استفادة السودان من هذه المبادرة ستكون استفادة كبيرة، ونحن نتطلع الى تعزيز وبناء الكثير من البنية التحتية في اطار التعاون الصيني الافريقي الذي طرح بأكثر من ٦٠ مليار دولار للتعاون، والسودان يربط بين القارة الآسيوية واوروبا باعتباره يقع على البحر الاحمر وبالتالي هذه فرصة كبيرة لتبادل المنافع بين بلدينا.

شينخوا: كيف ترون آفاق التعاون بين المؤتمر الوطني السوداني والحزب الشيوعي الصيني؟

المساعد: نحن سعدنا باللقاء الخامس للحوار بين حزب المؤتمر الوطني في السودان والحزب الشيوعي الصيني، ضمن اللقاءات التي تجرى بالتناوب في البلدين. وفي هذا اللقاء طرحنا بعضا من القضايا المهمة تتعلق بالتدريب والتكوين وتنشيط العمل الطوعي وعمل المنظمات سواء كان في السودان خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب ثم بعد ذلك ننطلق الى افريقيا حيث ان هناك بعض الدول هناك تحتاج الى العمل الطوعي الذي اصبح واحدا من الوسائل الدبلوماسية المطلوبة، فضلا عن الوفود الاستطلاعية السودانية التي بلغت ٣٥ وفدا تأتي الى الصين في ثلاث دورات للتدريب وتبادل التجارب. ايضا وجهنا الدعوة لاصدقائنا في الحزب الشيوعي الصيني للحضور ومشاركتنا في المؤتمر العام الخامس للمؤتمر الوطني الذي ينعقد في ١٨-١٩-٢٠ ابريل القادم ونحن سعداء بهذا التعاون والتقدم بين الحزبين في البلدين.

شينخوا: كيف وجدتم مفتاح حوكمة الحزب الشيوعي الصيني للصين باعتبارها دولة كبيرة مع عدد سكان كبير؟

المساعد: طبعا الحوكمة واضحة في الترتيب والتنسيق الجيد في الحزب الشيوعي الصيني وكما قلت وضوح الافكار والرؤى، كما ان مفتاح النجاح يكمن في الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي ساعدت كثيرا في التنمية؛علاوة على برامج الاصلاح المستمرة سواء كان في اصلاح الدولة او في اصلاح الحزب. ونحن في السودان في حزب المؤتمر ايضا طرحنا برامج للحوار الوطني بهدف الاصلاح في الحزب واصلاح الخدمة المدنية وهذه فرصة جيدة لتبادل التجارب وقصص النجاح بين الحزبين.

تحرير: تشي هونغ