مقالة خاصة: الصين وسنغافورة تستكشفان المزيد من فرص التعاون في إطار الحزام والطريق

الوقت:2018-11-12 12:26:36المصدر: شبكة شينخوا

تستكشف الصين وسنغافورة بشكل مشترك إمكانات تعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وسط إجراءات جرت مؤخرا لتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وعلى هامش معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي، أعلن نائب وزير التجارة الصيني فو تسي يينغ ووزير التجارة والصناعة في سنغافورة تشان تشون سينج عن اكتمال المفاوضات إزاء اتفاقية التجارة الحرة المحدّثة بين الصين وسنغافورة.

وقال تشان إن التحديث يشير إلى الالتزام المشترك من قبل البلدين ليس فقط بزيادة التعاون الاقتصادي بل وتحرير التجارة أيضا.

في الواقع، تحرير التجارة أمر مهم للبلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق. وقال نينغ جي تشه، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، خلال المنتدى الاستثماري الأول لمبادرة الحزام والطريق بين سنغافورة والصين في أكتوبر إن التجارة الحرة أصبحت سمة مميزة للتعاون الصيني-السنغافوري.

وأوضح خلال المنتدى أن الصين أصبحت أكبر شريكة تجارية لسنغافورة منذ 2013، وأصبحت سنغافورة أكبر مصدر للاستثمار في الصين لخمس سنوات متتالية.

وبنهاية عام 2017، بلغ الاستثمار التراكمي لسنغافورة لدى الصين أكثر من 90 مليار دولار، كما تجاوز الاستثمار التراكمي الصيني لدى سنغافورة 36.6 مليار دولار. وسجل البلدان قيمة تجارية ثنائية بلغت 79.2 مليار دولار في 2017، بزيادة 12.4 بالمئة على أساس سنوي.

وثمّة مكونات مهمة أخرى في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وسنغافورة في إطار المبادرة؛ وهي الارتباطية والتعاون المالي والتعاون في أسواق أطراف ثالثة، حيث يخلق البلدان من خلالها فرصا جديدة للتعاون.

وفيما يتعلق بالارتباطية، قامت الصين وسنغافورة بالفعل بتنفيذ ثلاثة مشروعات تعاون بين الحكومتين، وهما: منطقة سوتشو الصناعية ومدينة تيانجين الإيكولوجية ومبادرة تشونغتشينغ للارتباطية، مع مزيد من المشروعات مثل مدينة المعرفة الصينية السنغافورية قوانغتشو وممر النقل الجنوبي بين الصين وسنغافورة، وهما قيد التنفيذ.

ومن المتوقع تعزيز الصين وسنغافورة للتبادلات والتعاون بينهما في إطار الحزام والطريق وتقوية الارتباطية عبر الحدود وعبر المنطقة.

وفيما يتعلق بالتعاون المالي، تستفيد الصين وسنغافورة من إمكانات القطاع الخاص.

على سبيل المثال، أسست الشركات الصينية بورصة آسيا-الباسيفيك التي افتتحت رسميا في سنغافورة في مايو بهدف وضع مؤشر سعر آسيوي للسلع ولتصبح أيقونة جديدة في المبادرة.

كما تلعب البنوك التجارية الصينية دورا متزايد الأهمية في تعزيز التعاون المالي الثنائي مع سنغافورة. واذا أخذنا بنك الصين على سبيل المثال، سنجد أنه حتى أواخر يوليو جمع فرعه في سنغافورة أكثر من 16 مليار دولار لتمويل مشروعات الحزام والطريق.

أما بالنسبة للتعاون في أسواق أطراف ثالثة، فقد لفت نينغ خلال المنتدى الاستثماري لمبادرة الحزام والطريق بين سنغافورة والصين إلى توقيع الصين وسنغافورة وثيقة في أبريل، مضيفا أنها ستفيد التنمية الاقتصادية الإقليمية فضلا عن الاقتصاد العالمي المفتوح.

وفي المنتدى كذلك، نوّه تشان، الوزير السنغافوري، إلى أنه باعتبارها مركزا رئيسيا للتجارة والتمويل على مستوى العالم، يمكن لسنغافورة أن تكون منصة انطلاق للشركات الصينية للدخول في شراكات في أسواق أطراف ثالثة، لا سيما في جنوب شرق آسيا.

وفي حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، قال تيو سيونج سنج، رئيس اتحاد الأعمال السنغافوري، يوم الخميس إن الشركات الصينية والسنغافورية تتمتع بتوافق قوي بين بعضهما البعض فيما يتعلق بالمشاركة في مشروعات البنية التحتية على طول طريق الحزام والطريق.

وأوضح "تتمتع الصين بمزايا في القوة البشرية والمواد والموارد المالية، في حين تتمتع سنغافورة بخبرة غنية في العمل في العديد من البلدان على طول الحزام والطريق ليس فقط في جنوب شرق آسيا، بل أيضا في جنوب آسيا وأفريقيا."

وأشار إلى أن "الجمع بين الجانبين يمكن أن يلعب دورا تكميليا إزاء دفع شركات البلدين إلى الأمام نحو تنفيذ استراتيجياتها الخاصة "بالانطلاق عالميا" في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتجنب المنعطفات.

وتعكس روح الانطلاق عالميا معا بين الشركات الصينية والسنغافورية، بشكل كامل، حاجات العالم إلى التعاون متعدد الأطراف، والمنفعة المتبادلة، وليس الأحادية. 

تحرير: تشي هونغ