سفير الصين لدى لبنان: مبادرة الحزام والطريق مشروع منصة لتعاون دول العالم

الوقت:2018-10-10 17:37:03المصدر: شبكة شينخوا

أكد سفير الصين لدى لبنان وانغ كه جيان يوم الثلاثاء، أن مبادرة الحزام والطريق هي مشروع يقدم منصة تعاون بين دول العالم.

جاء ذلك خلال ندوة أقامها مركز الدراسات اللبنانية القانونية والسياسية والإدارية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية تحت عنوان مبادرة "حزام واحد.. طريق واحد : طريق الحرير".

وأشار السفير وانغ في كلمة خلال الندوة، إلى مرور خمس سنوات على طرح المبادرة التي قال انها تحولت من فكرة ومفهوم إلى واقع وعمل حيث تم تحقيق العديد من الانجازات في المجالات الثقافية والإقتصادية والمالية والتجارية.

ولفت على مستوى تناسق السياسات، الى حصول تقدم كبير بتعزيز الثقة المتبادلة بين الصين والدول المشاركة في المبادرة التي أدخل مفهومها في الكثير من الفعاليات واجتماعات الأمم المتحدة والآليات الإقليمية والدولية حيث تم توقيع 118 اتفاقية بين الصين و113 دولة وعدد من المنظمات الدولية بشأن التعاون في إطار المبادرة.

وبالنسبة للمشاريع الملموسة التي تم الاتفاق عليها بين الصين ودول العالم، أوضح وانغ أن هناك مشاريع كثيرة تتعلق بممرات إقتصادية رئيسية تم التقدم كثيرا في بناء مشاريع البنى التحتية فيها.

ولفت الى أنه على صعيد التعاون المالي والمصرفي تم توقيع 17 اتفاقية في الإرشادية المالية مع 7 دول في المنطقة وتم انشاء 71 فرعا للمؤسسات المالية الصينية في هذه الدول.

وفي مجال التعاون الإنساني والتبادل الثقافي، قال انه تم وضع برامج كثيرة من أجل التعاون التعليمي والتكنولوجي والمالي والزراعي والحجر الصحي.

وذكر أنه في العام 2017 وصل عدد الطلبة المبعوثين من الدول المشاركة في المبادرة إلى الصين 300 ألف طالب في حين بلغ عدد الطلبة الصينيين المتوجهين إلى هذه الدول 60 ألف طالب.

وتوقع أن يصل عدد السياح من هذه الدول إلى الصين 85 مليون سائح عند عام 2020 وسوف يصل حجم استهلاك هؤلاء السياح نحو 110 مليارات دولار.

ولفت السفير وانغ الى أن المبادرة أصبحت مشروعا صينيا يقدم لدول العالم ومشروعا لمنصة للتعاون بين الدول يقوم على ثلاث ركائز هي تنسيق السياسات والعمل المشترك لبناء وتنفيذ المشاريع وتقاسم الفائدة بثمرات هذه النتائج.

وشدد على ان من أهم صفات المبادرة كمنصة للتعاون الدولي هو الكسب للجميع على أساس المنفعة المتبادلة والمساواة والتكافؤ بين الأطراف المشاركة.

وفي شأن العلاقات مع لبنان، قدر السفير وانغ جهود الجانب اللبناني في استضافة اللاجئين والنازحين السوريين والفلسطينيين معبرا عن التعاطف مع معاناة هؤلاء ومع الصعوبات التي تواجهها الحكومة اللبنانية في استضافة كم كبير من النازحين.

وأشار الى تقديم الصين دفعات من المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين والمجتمع الحاضن تضمنت الغذاء والخيم والأجهزة الطبية ومواد الحياة اليومية لتخفيف معاناة النازحين السوريين وأعباء المجتمع اللبناني.

وفي مجال تنمية الموارد البشرية في العلاقة مع لبنان، أشار إلى زيادة كبيرة في أعداد اللبنانيين الذين يتوجهون إلى الصين للمشاركة في دورات وزيارات مما أدى إلى زيادة المعرفة بين الجانبين.

وبالنسبة للتعاون التعليمي بين الصين ولبنان وبشكل أساسي مع الجامعة اللبنانية، قال وانغ ان هناك تبادل للطلبة والباحثين والأساتذة بين البلدين.

وتطلع وانغ إلى مزيد من التشاور والبحث المعمق مع الحكومة اللبنانية بعد تشكيلها لتنسيق السياسات التنموية بين الصين ولبنان ومعرفة أساسيات وأولويات هذه الحكومة وخططها التنموية حتى يمكن الاتفاق على مشاريع وعلى برنامج للتعاون المشترك.

من جهته، أشاد راعي الندوة عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية كميل حبيب بالمبادرة وقال انها "تعتمد التعاون الاقتصادي كأساس والتواصل الانساني والثقافي كدعامة رئيسية".

وشدد على أن المبادرة "تلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وبعدم السعي وراء انتزاع الدور القيادي في الشؤون الاقليمية أو تحديد نطاق النفوذ في المنطقة".

وقال ان "الصين في سياستها الخارجية هي الدولة الوحيدة التي زاوجت بين الثابت والمتحرك دون تغليب المصالح الإقتصادية على قيمها ومبادئها الرافضة لسياسات الاستغلال والاستعمار والتدخل في شؤون الدول الأخرى".

وأشار الى أن "الصين تسعى إلى المشاركة في صنع عالم الغد على قواعد العدالة والمساواة وحل النزاعات بالطرق السلمية".

بدوره، أشار مدير مركز الدراسات اللبنانية القانونية والسياسية والإدارية أحمد ملي في كلمته الى أن "بين الصين والعالم العربي علاقات قديمة تمتد عميقا في التاريخ وهي ذات جوانب متعددة إقتصادية وتجارية وإجتماعية ودينية وثقافية".

ولاحظ أن "هذه العلاقات تتميز بأنها لم تحكمها هيمنة أو تسلط من طرف على حساب طرف آخر وليس لها خلفيات تاريخية سلبية كما أنها لم تشهد تصادما أو نزاعا بين الجانبين".

وحضر الندوة حشد من الأكاديميين والدبلوماسيين والطلاب الجامعيين وممثلين عن شخصيات سياسية وعسكرية واقتصادية واعلامية .

تحرير: تشي هونغ