تحقيق إخباري: المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية تحقق فوائد ملموسة للموظفين المحليين

الوقت:2018-08-14 17:00:47المصدر: شبكة شينخوا

تستيقظ آنا أليوشينا، وهي خريجة جامعية بيلاروسية في العشرينات من عمرها، عند الساعة 6 من صباح كل يوم، وتغادر منزلها عند تمام الساعة 8، وتستقل حافلة للذهاب للعمل في المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية، التي تقع على بعد 20 كم من وسط مدينة مينسك.

وتستذكر آنا، التي تعمل حاليا كمترجمة لغة صينية، "عندما تخرجت في العام الماضي، أرادت شركات بيلاروسية أخرى لها علاقات تجارية مع الصين توظيفي لديها، لكنني في النهاية اخترت الانضمام إلى شركة تطوير المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية لأني رأيت أن هذه الشركة هي الأكثر جاذبية".

وتعد المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية، المعروفة باسم الصخرة العظمى (غريت ستون)، أكبر مشروع استثماري أجنبي في بيلاروس ومشروع تعاون مهم بين بكين ومينسك في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وكونها تقع مباشرة في نقطة تصل بين الاتحاد الجمركي الأوراسي والاتحاد الأوروبي، فإن بيلاروس مستعدة لإقامة علاقة أوثق بين السوقين النشطين، وتعد المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية مشروعا حيويا في هذا المسعى.

وحتى الآن، فإن المنطقة الصناعية سريعة النمو تعد موطنا لـ 36 شركة مقيمة، 20 منها من الصين. ومن بين الشركات الصينية البارزة هذه كل من شركة تصنيع محركات الديزل "ويتشاي"، وشركة الاتصالات العملاقة "هواوي"، ومجموعة الصين التجارية، وغيرها.

أما الشركات الـ 16 الأخرى فهي من دول تشمل النمسا وبيلاروس وألمانيا وإسرائيل وليتوانيا وروسيا والولايات المتحدة، مما يجعل المنطقة الصناعية مركزا تجاريا متعدد الجنسيات بحق.

وذكرت أليوشينا إن تدوين كلمات جديدة في كل مرة تصادفها فيها أصبحت عادة لديها.

وقالت "أعتبر كل عملية ترجمة فرصة للتعلم والتقدم. في كل مرة أصادف فيها عبارات جديدة أقوم بتدوينها على الفور، ثم أحفظها خلال الوقت المجتزأ، من قبيل التنقل أو العودة من العمل".

وبسبب اجتهادها، تحسنت مهارات الترجمة لدى أليوشينا بسرعة، وارتفع راتبها بمقدار النصف بعد عام واحد فقط من توظيفها.

وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مناسبات عدة على أهمية المنطقة الصناعية للاقتصاد البيلاروسي. وفي شهر مايو من عام 2017، أصدر مرسوما رئاسيا تضمن سياسات مواتية للشركات داخل المنطقة الصناعية.

وتشمل هذه السياسات الإعفاء الضريبي للشركات خلال السنوات العشر الأولى بعد بدئها في جني الأرباح، بالإضافة إلى إعفاء الشركات داخل المنطقة الصناعية لفترة تستمر 50 عاما من دفع ضريبة الأملاك أو ضريبة الأراضي.

ومع وجود هذه المعاملات التفضيلية، من المتوقع أن تشهد المنطقة الصناعية زيادة في عدد الشركات المشاركة إلى 70 شركة بحلول عام 2020، وتجاوز إجمالي الاستثمار حاجز الملياري دولار أمريكي بحلول العام نفسه، وفقا لما ذكره هو تشنغ، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير المنطقة الصناعية.

ومن خلال توظيف العاملين المحليين، أعادت المنطقة الصناعية أيضا الأمل في أن يعمل البيلاروسيون العاطلون عن العمل ليس فقط لإطعام عائلاتهم، وإنما أيضا لعيش حياة أكثر كرامة.

وسُرح أندريه تشيريبانوف، وهو أب لأربعة أطفال، قبل ثلاث سنوات من عمله كمحاسب في إحدى الوكالات الحكومية. والآن بعدما تم توظيفه من قبل شركة التجارة والخدمات اللوجستية الصينية-البيلاروسية -- وهي شركة تابعة لمجموعة الصين التجارية -- في منصب مدير مالي، فإن تشيريبانوف يقوم بتحويل حلمه إلى حقيقة.

واستذكر تشيريبانوف الوضع الذي كان عليه قبل ثلاث سنوات مضت، قائلا "كان لدي بالفعل ثلاثة أطفال حينذاك وكنت في حاجة ماسة إلى شقة أكثر اتساعا"، مضيفا أن الوكالة الحكومية، التي كان يعمل بها، كانت تمر في حالة من الإصلاح في ذلك الوقت، مما استلزم إجراء تعديلات في مناصب العمل.

ورغم الحواجز اللغوية، اتخذ تشيريبانوف قرار العمل لصالح الشركة الصينية، وسط تفاؤله إزاء مستقبل المنطقة الصناعية. ولفت إلى أنه فخور باكتساب المزيد من الخبرة مع الشركة.

وقال تشيريبانوف، البالغ من العمر 38 عاما، "بعد تولي هذا العمل الجديد، اشتريت شقة من غرفتي نوم في وسط مدينة مينسك، ومع مستوى الدخل الحالي، يمكنني سداد القرض في غضون ثلاث سنوات".

تحرير: تشي هونغ