السفير التونسي: قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي نقطة انطلاق جديدة للشراكة بين الصين والدول الإفريقية لتحقيق التنمية المشتركة

الوقت:2018-08-14 17:00:47المصدر: شبكة شينخوا

أجرى السفير ضياء خالد السفير التونسي لدى الصين مؤخرا مقابلة حصرية مع شينخوانت، وشارك آراءه حول العلاقات الصينية التونسية وقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي و"الحزام والطريق" وسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية وغيرها من المواضيع الأخرى.

وما يلي تفاصيل المقابلة مع السفير:

شينخوانت: تقام بين الصين وتونس أواصر صداقة مترسخة في التاريخ، وحقق الجانبان تعاونا ناجحا في الثقافة والسياحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها من المجالات، وخاصة افتتاح مركز القمر الصناعي بيدو الصيني-العربي في تونس يرفع التعاون الثنائي إلى مستوى الفضاء. ففي العصر الجديد، أين ترون احتمال العلاقات والتعاون بين البلدين؟ وما هي المجالات أو المشاريع الواعدة في المستقبل القريب؟

السفير: العلاقات تتطور باستمرار، كما أنها تتنوع بحيث نفتح مجالات جديدة للتعاون التونسي الصيني. ففي بداية هذه السنة، احتفلنا بالذكرى الـ54 لإقامة العلاقات الدبلوماسية التونسية الصينية، ولكن العلاقة بين الجانبين يمكن أن تعود إلى فترة طريق الحرير القديم، لأن تونس كما تعرفون، كانت نقطة مهمة في مسار طريق الحرير القديم بين الصين ومنطقة شمال إفريقيا.

هذه السنة هناك حدثان، افتتاح مكتب القمر الصناعي "بيدو" بتونس، ومكتب لتكوين الخبراء العرب في مجال استعمال تكنولوجيا الفضاء. إن استعمال "بيدو" يعتبر تكنولوجيا متقدمة تحقق نجاحا كبيرا وتتطور بسرعة، فالمكتب تم افتتاحه عام 2018 ونحن نعتقد أنه سيكون نقطة انطلاق لتعاون عميق وثابت بين الصين والدول العربية بشكل عام، وتونس بشكل خاص في مجال تكنولوجيا الفضاء. هذا إنجاز مهم يمثل نقطة انطلاق جديدة للتعاون التكنولوجي.

بقيت مجالات التعاون الأخرى، إنها تغطي في الحقيقة كافة الميادين، التعاون التجاري بين الجانبين يتطور بسرعة عن طريق دفع الاستثمارات المباشرة الصينية في تونس، والسياحة الصينية في تونس كذلك. هناك أيضا التعاون في مجال التعليم العالي وهو يتطور بسرعة. كما أن هناك حدثا آخر في شهر مايو حيث تم اكتشاف عشر مواقع أثرية قديمة تونسية تعود إلى فترة العصر الروماني وذلك باستعمال تكنولوجيا الفضاء والأقمار الاصطناعية الصينية بالتعاون مع الأكاديمية الصينية المختصة، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من التعاون. وهناك حدث مهم آخر تمثل بزيارة وزير الخارجية التونسية للصين ومشاركته في المنتدى الوزاري الصيني العربي ولقائه مع وانغ يي وزير الخارجية الصيني.

شينخوانت: شهد تونس عددا متزايدا من السياح الصينيين خلال السنتين الماضيتين منذ إعفاء تونس تأشيرة الدخول أمام المواطنين الصينيين في فبراير عام ٢٠١٧، فكيف ترون آفاق التعاون السياحي بين الصين وتونس؟ وماذا فعل تونس لتيسير الزوار الصينيين؟ ما هي الخطط لتعزيز التعاون الثنائي في قطاع السياحة؟

السفير: اهتمام تونس بالسياح الصينيين يمكن القول بأنه اهتمام جديد، لكنه الآن أصبح أولوية بالنسبة للحكومة التونسية ووزارة السياحة بتونس، ففي فبراير عام 2017 أعفت تونس المواطنين الصينيين من تأشيرة الدخول، فارتفع عدد السياح، وهذا الأمر متواصل، وفي نهاية يونيو عام 2018 سجلت تونس زيادة بنحو 17 ألف سائح صيني، وهذا تقريبا عدد السياح المسجل عام 2017، ونطمح في نهاية 2018 للوصول إلى ما بين 30-35 ألف سائح صيني. تونس ترى أن التصاعد سيتواصل وأن هناك إمكانية كبيرة في السوق الصينية. إن عدد السياح دون مستوى تطلعات تونس ودون الإمكانيات الحقيقية المتوافرة. وبالتالي، تعمل تونس هذه السنة على استضافة حوالي ثمانية ملايين سائح، وتطمح وتأمل بارتفاع تدفق الصينيين إلى تونس، وهناك عمل كبير من سلطات تونس لتكييف المنتوج التونسي السياحي مع رغبات السياح الصينيين، وتكوين أدلة سياحيين يتحدثون اللغة الصينية، والعمل على تحسين الوضع وفتح الباب أمام الأصدقاء الصينيين.

شينخوانت: تستهدف قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي إلى تعزيز التحويل والارتقاء لتعاون الصيني الإفريقي في مجال الاقتصاد والتجارة، فما رأيكم في المسئلة أو المسائل الأولية التي تواجه الطرفين؟ وما هي خطط تونس تجاه ذلك؟

السفير: قمة بكين ستكون نقطة انطلاق جديدة للشراكة بين الصين والدول الإفريقية لتحقيق التنمية المشتركة وستفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي. وتنتظر الدول الإفريقية بما فيها تونس ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية لأنها ستخدم الشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية وكذلك تخدم النظرة الصينية التي دائما ما تدافع عن فكرة الشراكة التي تعود بالمنفعة المشتركة للجميع. ومشاركة الدول الإفريقية في القمة، وهذا يعكس اهتماما قويا من إفريقيا بالصداقة التاريخية الصينية الإفريقية وبالعلاقات الودية بين الجانبين. وأتمنى أن تشكل القمة نقطة انطلاق حقيقية فعلية للتعاون الإفريقي الصيني. وأدعو الأطراف إلى استخدام هذه المنصة الهامة المتمثلة بقمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي للتقدم سويا في التعاون الإفريقي الصيني بما يخدم مصلحة الجانبين وبما يعود بالمنافع على الشعوب الإفريقية وعلى الشعب الصيني.

شينخوانت: سعادة السفير... ننتقل لشأن آخر وهو يتعلق بمبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013، هذه المبادرة الهامة التي تتناول كل مفاصل الحياة وتمتد على كافة الاصعدة الإقليمية والدولية، وتدخل أيضاً في صلب التبادلات الشعبية تمهيدا لبناء مجتمع المصير المشترك. وفي هذه النقطة ربما تكون تونس من أولى الدول الداعمة والمرحبة بالمبادرة وقد زادت من مستوى الاتصالات والتنسيق لزيادة وتوسيع آفاق المبادرة.

كيف تنظرون إلى آفاق استفادة الصين وتونس من تعزيز التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق وما أبرز المشاريع التي يمكن للجانبين إقامتها بين الجانبين للنهوض بواقع المبادرة وتعزيز انتشارها وبما ينعكس بشكل إيجابي على المستويين الثنائي والدولي؟

السفير: كما قلت قبل قليل لقد ساندت تونس هذه المبادرة الهامة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013، لأنها كانت طرفا فاعلا وأساسيا في طريق الحرير تاريخيا، وبحسب الإثباتات التاريخية، كان طريق الحرير يمر بتونس. ولقد ساندتنا المبادرة منذ البداية لأنها كانت تغطي كافة المجالات التعاونية وتمثل الإطار لكافة برامج التعاون الدولي الصيني مع الخارج.

لقد وقع معالي وزير الخارجية على مذكرة انضمام تونس رسميا للمبادرة في العام 2018، وهذا ما مضى بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أرفع وأعلى، وهو ما سيفتح آفاقا جديدة للارتقاء بالعلاقات التونسية الصينية إلى مجالات أرحب.

المبادرة تغطي كافة الميادين من السياحة والاستثمار والتبادلات الشعبية والنقل وتطوير البنية التحتية والتعاون في المجالات المالية والتكنولوجية والتعليمية وغيرها، إنها مبادرة شاملة واستراتيجية وذات رؤية واضحة وتهدف لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية كما ذكرنا قبل قليل.

وبالتالي فإن تونس ستكون طرفا فاعلا في المبادرة وستعمل بشكل جاد لدعم المبادرة، وبما يعود بالخير والنفع على الجانبين الصيني والتونسي. وبعد الانضمام الرسمي، شرعت تونس بتعزيز الاتصالات مع الجانب الصيني لتحديد المشاريع التي يمكن إنجازها بصفة مشتركة لتعود بالخير والمنفعة المشتركة على الجانبين.

شينخوانت: يصادف العام الجاري الذكرى الـ٤٠ لإصلاح الصين وانفتاحها، فبما تشعرون لتغيرات الصين خلال العقود الأربعة الماضية؟ وهل وجدتم أية خبرات أو دراسة يمكن ان يتعلم تونس منها؟

السفير: الصين حققت تطورات بارزة في مجالات عديدة وهو ما عاد بالخير والنفع على الصين، وحتى على برامج تعاونها مع الخارج، وما تقوم به الصين الآن مع العالم العربي، وما تقوم به الآن مع إفريقيا من خلال المنتدى يعتبر من النتائج المباشرة والإيجابية لسياسة الإصلاح والانفتاح. أتمنى للصين المزيد من النجاح والتوفيق في المضي بتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح. وهناك العديد من التجارب والدروس الناجحة التي تولدت عن سياسة الإصلاح والانفتاح، والتي يمكن للدول الإفريقية والنامية الاستفادة منها في تطبيق سياساتها الإصلاحية وبما يتماشى مع النهج التنموي والسياسات الوطنية الخاصة بها.

تحرير: تشي هونغ