النص الكامل لخطاب الرئيس الصيني في منتدى أعمال بريكس في جنوب افريقيا

الوقت:2018-07-26 15:34:56المصدر: شبكة شينخوا

ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأربعاء خطابا بعنوان " مواكبة اتجاه العصر لتحقيق التنمية المشتركة"، خلال منتدى أعمال مجموعة بريكس في مدينة جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا.

فيما يلي النص الكامل للخطاب:

خطاب الرئيس شي جين بينغ

رئيس جمهورية الصين الشعبية

في منتدى أعمال مجموعة البريكس

جوهانسبرج، 25 يوليو 2018

صاحب السعادة الرئيس سيريل رامافوسا رئيس جنوب افريقيا.

صاحب السعادة الرئيس فوري جناسينجبي رئيس توجو.

صاحب السعادة نائب رئيس جنوب افريقيا ديفيد مابوزا.

السادة الوزراء،

الأصدقاء من مجتمع الأعمال.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

مساء الخير، انني مسرور لزيارة جنوب افريقيا " أمة قوس قزح " مرة أخرى، وأن التقاكم هنا في مدينة جوهانسبرج الجميلة. والقمة الخامسة لمجموعة بريكس في مدينة دوربان هي أول قمة دولية حضرتها بعد أن توليت منصبي الرئيس الصيني منذ خمس سنوات. ومنذ ثلاث سنوات وفي نفس مركز المؤتمرات حضرت قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في جوهانسبرج مع زعماء أفريقيا.

وبعد مرور ثلاث سنوات، وبمجرد أن وطأت قدماي القارة الافريقية، اندهشت من النمو القوي والحيوية القوية.

بفضل الدعم القوي من كل الأطراف المشاركة، استضافت الصين بنجاح قمة بريكس في مدينة شيامن الصينية في سبتمبر الماضي، واتفقنا بالإجماع كقادة لدول مجموعة بريكس على تعزيز شراكتنا الاستراتيجية، وتوطيد منظومة التعاون بمحركاتها الثلاثة الرئيسية وهي التعاون الاقتصادي والتعاون السياسي والأمني والتبادلات الشعبية.وهكذا وضعنا رؤيتنا لتعاون بريكس+ وقمنا بالدخول سويا إلى العقد الذهبي الثاني للتعاون بين دول بريكس.

انني افهم انه في لغة الناجوني، تعني جوهانسبرج " مكان الذهب". نحن لن نعثر على مكان أفضل من مدينة الذهب هذه لرسم مسار عقدنا الذهبي. هنا في جوهانسبرج، أتطلع للعمل مع قادة بريكس من أجل بدء رحلة جديدة لتعاون مجموعة بريكس وانجاز مهمتنا الجديدة.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

ان آلية بريكس يعود الفضل في ميلادها ونموها إلى تطور الاقتصاد العالمي والمشهد الدولي. ففي عقدها الأول انطلق تعاون مجموعة بريكس وحقق ثمارا وفيرة. نحن الدول الخمس الأعضاء في مجموعة بريكس، كنا نسترشد بروح بريكس التي تتسم بالإنفتاح والشمولة والتعاون الذي يحقق الربح للجميع، وقمنا بتعميق تعاوننا وتعزيز تضامننا وثقتنا المتبادلة وتحسين معيشة شعوبنا وجعلنا روابطنا للمصالح والصداقة اقرب. وبالفعل ساهم تعاوننا بالكثير في التعافي والنمو الاقتصادي العالمي.

إننا نشهد تغيرات كبرى تتكشف في عالمنا، وهو شىء لم يره أحد على مدار قرن. إن هذا عالم لديه فرص وتحديات على السواء بالنسبة لنا كأسواق صاعدة وكدول نامية. علينا ان نسعى وراء التعاون بين دول بريكس في إطار العملية التاريخية للتحول العالمي، وعلينا ان نشجع التنمية في دولنا في المسار التاريخي لتعزيز التنمية المشتركة لكل من دول بريكس والدول الأخرى في العالم، وهكذا نحقق تقدما في العقد الذهبي المقبل.

-- ان العقد المقبل سيكون عقدا مهما تحل فيه محركات نمو عالمي جديدة محل محركات نمو قديمة. وإن جولة جديدة من الثورة والتحول في العلوم والتكنولوجيا والصناعات التي تتسم بالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة ومعلومات الكم والتكنولوجيا الحيوية تكتسب قوة دافعة. إنها تمنح الميلاد لعدد كبير من الصناعات وأشكال الأعمال الجديدة وستغير بشكل جذري التنمية العالمية وطرق عمل الشعوب ومعيشتها. ويجب أن نغتنم هذه الفرصة المهمة لتمكين الأسواق الصاعدة والبلدان النامية من تحقيق قفز في التنمية.

- سيشهد العقد المقبل تغيرات أسرع في المشهد العالمي والاتساق الدولي للقوى. فالأسواق الصاعدة والبلدان النامية تساهم بالفعل بحوالي 80% من النمو الاقتصادي العالمي. وبناء على حساب سعر الصرف، تمثل هذه الدول 40% تقريبا من الناتج الاقتصادي العالمي. وبناء على معدلات نموها الحالية، فإن تلك الدول سترى اقتراب تشكيل اقتصاداتهات من حوالي نصف الناتج العالمي خلال عقد من الزمان، وإن الصعود الجماعي للأسواق الصاعدة والدول النامية مستمر دون توقف، وهذا سيجعل التنمية الدولية اكثر توازنا والسلام العالمي مرتكز إلى أساس اكثر قوة.

- سيشهد العقد المقبل إعادة تشكيل عميقة لنظام الحوكمة الدولية. فالعالم يتحرك صوب تعددية الأقطاب وعولمة اقتصادية اكبر وذلك وسط نكسات، ويتواصل ظهور المشكلات الجيوسياسية الساخنة، ولايزال الظل الاسود للإرهاب والصراعات المسلحة يطاردنا. كما أن الأحادية والحمائية تتنامى، وتوجه ضربة شديدة للتعددية ونظام التجارة متعدد الأطراف. وقد وصل المجتمع الدولي إلى مفترق طرق جديد، ونحن نواجه اختيارا بين التعاون والمواجهة، وبين الانفتاح وسياسة الباب المغلق، وبين المنفعة المتبادلة وبين أسلوب إفقار الجار. لذلك فإن تطور نظام الحوكمة الدولية سيكون له تأثير عميق على تنمية كل الدول وبشكل خاص الأسواق الصاعدة والدول النامية وبالتأكيد على الإزدهار والاستقرار للعالم بأسره.

علينا نحن دول أعضاء في بريكس أن نواكب سويا الاتجاه العالمي، وأن نغتنم فرص التنمية ونواجه التحديات سويا ونضطلع بدور ايجابي في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

أولا: يتعين علينا السعي لتعاون مربح للجميع من أجل بناء اقتصاد مفتوح. وإن الانفتاح والتعاون هما الطريق الأكيد لتحقيق التقدم في العلوم والتكنولوجيا ونمو الإنتاجية. وإنه ينبغي رفض الحرب التجارية، لأنه للن يكون هناك فائز فيها. والهيمنة الاقتصادية محل اعتراض أقوى، حيث من شأنها تقويض المصالح الجماعية للمجتمع الدولي، وإن الذين يمضون على هذا المسار سيلحقون الضرر بأنفسهم في النهاية.

ومع مرور الاقتصاد العالمي بتحولات وانتقالات عميقة، فإن الدول امختلفة بانفتاحها فقط يمكنها أن تحقق منفعة متبادلة وأن تتقاسم الازدهار والتنمية المستدامة.وينبغي أن يكون هذا الاختيار الصحيح لجميع الدول. وينبغي علينا دول بريكس أن نشجع بشدة اقتصادا عالميا مفتوحا وأن نرفض بإصرار الأحادية والحمائية ونشجع تحرير وتيسير التجارة والاستثمار، ونوجه الاقتصاد العالمي سويا نحو المزيد من الانفتاح والشمول والنمو المتوازن والنتائج المربحة للجميع.علينا ان نضمن ان تقدم العولمة الاقتصادية المزيد من الفوائد، وعلينا ان نساعد الأسواق الصاعدة والبلدان النامية، والدول الافريقية وبشكل خاص البلدان الأقل تقدما، على الاشتراك الكامل في التقسيم الدولي للعمل وتقاسم الفوائد الناجمة عن العولمة الاقتصادية.

ثانيا، علينا ان نسعى نحو الابتكار واغتنام فرص التنمية. وقد وفرت العلوم والتكنولوجيا باعتبارها قوى الانتاج الأساسية قوة لا تنضب تقود تقدم الحضارة الإنسانية. وقد خطت الإنسانية خطى عملاقة، حيث تطورت من الحضارة الزراعية إلى الحضارة الصناعية، وهى عملية أثمرت مكاسب ضخمة في الإنتاجية الاجتماعية وآلام متنامية في نفس الوقت. وقد وصل عالم اليوم مرة أخرى لممعطف تاريخي حرج. ففي الجولة الجديدة التي تتكشف من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي، ستظهر حتما أشياء جديدة وتأخذ مكان أشياء قديمة. وفي الواقع ان ذلك سيكون عملية صعبة ومؤلمة. ولكن اذا نجحت الدول في اغتنام الفرص التي قدمت نفسها، فستكون قادرة على تحقيق نمو ديناميكي وتقديم معيشة افضل لمواطنيها.

وفي مواجهة الفرص الجديدة التي جلبتها العلوم والتكنولوجيا الجديدة، لكل الدولة الحق في التنمية. وإن الذين يفشلون في مواكبة اتجاه العصر سيتخلفون عن الركب ولن ستكون لهم أهمية. ما نستطيع بل ينبغي علينا فعله هو اغتنام الفرص وزيادة الإسهام في الابتكار والتركيز على خلق مجالات جديدة للنمو وإحلال محركات نمو جديدة محل المحركات القديمة. وعلينا ان نسعى جاهدين لتعزيز الاصلاح الهيكلي وازالة كافة العقبات المؤسسية أمام الابتكار واطلاق امكانيات الابتكار بشكل كامل وتنشيط السوق. علينا ان نبلور منظورا عالميا ونعزز التبادلات الدولية والتعاون في الابتكار ونستفيد استفادة كاملة من نقاط القوة النسبية والثروة الطبيعية لكل منا من أجل تمكين المزيد من الدول والشعوب من الاستفادة من أوجه التقدم العلمي والتكنولوجي. وفي نفس الوقت يتعين علينا تخفيف الأثر الناجم عن تطبيق تكنولوجيا المعلومات، والتشغيل الآلي والتكنولوجيا الذكية على الصناعات التقليدية وعلينا أن نخلق فرص عمل جديدة في عملية تعزيز الصناعات الجديدة.

ثالثا: يجب علينا أن نسعى إلى تحقيق النمو الشامل لجلب المنافع لشعوب كل البلدان. وإن التنمية غير المتكافئة وغير الكافية تمثل تحديا مشتركا لكل البلدان. والفجوة بين الشمال والجنوب، أي بين البلدان المتقدمة من ناحية والأسواق الصاعدة والبلدان النامية من ناحية أخرى، لاتزال ضخمة، كما أن هناك فجوات تنموية بدرجات متفاوتة في داخل تلك البلدان.

إن أجندة 2030 للتنمية المستدامة توفر خطة عمل شاملة للمجتمع الدولي. ونحن، بلدان بريكس، ينبغي أن نتبع توجيهات أجندة 2030 في سبيل سعينا إلى تحقيق استراتيجيات التنمية الخاصة بنا استنادا إلى ظروفنا الوطنية الواقعية. ويجب علينا أن نضع الشعب أولا، وضمان تنمية اقتصادية واجتماعية منسقة، وحماية البيئة، وهكذا نمنح شعوبنا إحساسا أقوى بالإنجاز والسعادة. يجب أن نضمن تحقيق التناغم بين الإنسان والطبيعة وأن نحث المجتمع الدولي على تنفيذ اتفاقية باريس على نحو كامل. ويجب أن نتعامل مع الطبيعة بحذر وأن نبذل المزيد من الجهود لتعزيز نظام إيكولوجي يؤدي إلى تحقيق التنمية الخضراء. ومن الضروري أن نعزز التعاون في مجال التنمية الدولية وأن نحث البلدان المتقدمة على الوفاء بوعودها فيما يخص مساعدات التنمية الرسمية وزيادة الدعم للبلدان النامية.

ورغم أن أفريقيا تضم بلدانا نامية أكثر من أي قارة أخرى، فإنها تملك إمكانيات للتنمية أكثر من أي منطقة في العالم. ويتعين علينا تعزيز التعاون مع أفريقيا، ودعم التنمية فيها وجعل التعاون بين بريكس وأفريقيا نموذجا لتعاون الجنوب - الجنوب. يجب علينا أن نعمل بنشاط في تنفيذ التعاون مع البلدان الأفريقية في مجالات تخفيف حدة الفقر والأمن الغذائي والابتكار وتطوير البنية الأساسية والتصنيع، على نحو متوافق مع الظروف الوطنية لكل بلد. ويجب علينا مساعدة البلدان الأفريقية في تطوير هيكلها الاقتصادي والمساهمة في تنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وهكذا نساعد أفريقيا، كقارة قديمة، لتكتسب حيوية قوية.

رابعا: يجب علينا التمسك بالتعددية وتحسين الحوكمة العالمية. إن توفير بيئة خارجية مواتية ومستقرة يمثل أمرا حاسما لتحقيق التنمية في كل البلدان، وبخاصة في الأسواق الصاعدة والبلدان النامية. ومن الواضح أن النظام الدولي الراهن ليس مثاليا. ولكن ما دام هذا النظام يقوم على قواعد، ويهدف إلى أن يكون عادلا ويحقق نتائج مربحة لكل الأطراف، فلا يجب التخلص من النظام الدولي متى شئنا، ناهيك عن أنه لا يجب تفكيكه كله وإعادة بنائه من جديد.

يجب علينا نحن بلدان بريكس، أن نتمسك بالتعددية. وينبغي أن نحث كل الأطراف على مراعاة القواعد الدولية التى اعتمدت على نحو جماعي، ويجب أن نتعامل مع كل البلدان على قدم المساواة بصرف النظر عن حجمها، وأن نحل كافة القضايا التي تهم الجميع عبر التشاور وأن نعارض الهيمنة وسياسات القوة. كما ينبغي أن نعزز الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وأن نشارك مشاركة فعالة في جهود الوساطة لحل القضايا الجيوسياسية الساخنة. ومن المهم لنا أن ندعم بقوة نظاماً تجارياً متعدد الأطراف، ودفع إصلاح الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعزيز صوت وتمثيل الأسواق الصاعدة والبلدان النامية . وعندما توضع قواعد جديدة حول قضايا الابتكار والتجارة والاستثمار وحماية حقوق الملكية الفكرية، أو فيما يتعلق بمجالات ذات آفاق جديدة مثل الفضاء السيبراني والفضاء الخارجي والأقاليم القطبية، يجب علينا أن نتأكد من أن وجهات نظر الأسواق الصاعدة والبلدان النامية تجد آذانا صاغية، وأن مصالحها ومطالبها تؤخذ في الحسبان، وأن هناك فرصا كافية للتنمية في هذه البلدان.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

يواكب هذا العام الذكرى ال40 لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية. إن النجاح يتحقق فقط عبر العمل الجاد. وخلال ال40 عاما الماضية، قطعت الصين شوطا طويلا. وبالجهود الشاقة، شقت الصين طريقا لبناء الاشتراكية ذات خصائص صينية. وانطلاقا من واقع الصين وحقائقها وبوضع رؤية عالمية، فنحن في الصين اكتسبنا القوة من حكمة الحضارة الصينية القديمة، وتعلمنا أيضا من البلدان الأخرى، الشرقية والغربية. لقد احتضنا العالم ودمجنا بلادنا معه بشكل كامل. وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين لتحقيق تنميتها الخاصة، فإنها أيضا قدمت إسهامات هامة لتحقيق السلام والتنمية للبشرية.

وكأكبر دولة نامية في العالم، فإن الصين تواكب اتجاه العصر وسوف تسعى نحو تحقيق تنمية مدفوعة بالابتكار ومنسقة وخضراء ومفتوحة للجميع. سوف نعزز جهود تحقيق تنمية مدفوعة بالابتكار وسوف ننخرط بشكل كامل في التعاون الدولي في الابتكار والتكنولوجيات. وسوف نشارك بفعالية في تعاون الجنوب - الجنوب من أجل تعزيز فرص أكبر للتنمية المشتركة في الأسواق الصاعدة والبلدان النامية.

سوف تستمر الصين في تطوير نفسها عبر فتح بابها واسعا. وخلال المؤتمر السنوي لمنتدي بوآو الآسيوي الذي عقد في أبريل الماضي، أعلنتُ عن عدد من المبادرات الجديدة لجعل الصين أكثر انفتاحا، وهذه المبادرات يتم تنفيذها بسرعة. سوف تبني الصين بيئة أكثر ملاءمة للاستثمار، بما يتفق مع المعايير الدولية، وأكثر شفافية ومستندة إلى القانون، وسوف تشجع المنافسة وتعارض الاحتكار. وسوف تتخذ الصين إجراءات صارمة في إنفاذ القانون من أجل تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وسوف تفرض تكاليف باهظة على انتهاك حقوق الملكية الفكرية. نحن نحث الشركات على الإبقاء على التبادلات والتعاون في مجال التكنولوجيا، وسوف نحرص على أن تكون حقوق الملكية الفكرية، محمية في إطار القانون. وسوف تعمل الصين على زيادة الواردات لتعزيز توازن ميزان المدفوعات وفق الحساب الجاري.

وسوف تقيم الصين الدورة الأولى من المعرض الصيني الدولي للواردات في شانغهاي في نوفمبر من العام الجاري، وهي خطوة كبيرة من أجل تعزيز تحرير التجارة وفتح أسواق الصين بقوة. وسوف يمثل المعرض منصة جديدة للعالم للوصول إلى السوق الصينية. وحتى الآن، أكد أكثر من 130 دولة ومنطقة، وأكثر من 2800 شركة مشاركتها في المعرض، كما أنه من المتوقع أن يحضر المعرض أكثر من 150 ألف مشتر من الصين وخارجها. وإني أرحب بقادة الأعمال من بلدان بريكس والبلدان الأفريقية الأخرى في حضور المعرض.

وسوف تستمر الصين بقوة في بناء مبادرة الحزام والطريق لخلق فرص جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان المشاركة، ومن أجل تمكين تلك البلدان من تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة. إن مبادرة الحزام والطريق التي يوجهها مبدأ السعي إلى تحقيق المنافع المشتركة عبر التشاور المكثف والمساهمات المشتركة، قد نشأت في الصين لكنها تخص العالم كله. إننا نأمل بصدق أن البلدان الأخرى من مجموعة بريكس والبلدان الأفريقية والأسواق الصاعدة، سوف تقيم شراكات قوية مع هذه المبادرة حتى تصل المكاسب والمنافع إلى المزيد من البلدان والشعوب.

إنه كان لامحالة أن تقوم بين الصين والبلدان الأفريقية علاقة جيدة من الصداقة والأخوة والشراكة. ويبدو التعاون الصيني - الأفريقي مثالا جيدا لتعاون الجنوب - الجنوب. وسوف يشهد سبتمبر القادم إعادة تجمع الصين والدول الأفريقية في قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في بكين. ولأنها تحمل عنوان " الصين وأفريقيا : نحو مجتمع أقوى ذي مصير مشترك عبر التعاون المربح للجانبين"، فإن قمة بكين تهدف إلى تعزيز التكامل بين الجهود الصينية - الأفريقية المشتركة في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وأجندة 2030 وأجندة 2063، من ناحية، فضلا عن تنفيذ استراتيجيات التنمية الخاصة بالبلدان الأفريقية، من ناحية أخرى. وهذا سوف يمكِّن الصين وأفريقيا من تحقيق تعاون عالي الجودة ورفيع المعايير للمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

إن التعاون في مجال الأعمال هو أهم أوجه التعاون في إطار بريكس وأنجعها. وبفضل جهودنا المشتركة، حققنا تطورات جديدة في إطار التعاون خلال هذا العام. نحن بلدان بريكس، سوف نصوغ شراكة قائمة على الثورة الصناعية الجديدة، تتضمن تنسيقا أكثر بين سياسات الاقتصاد الكلي، وتعاونا أوثق في الابتكار والتصنيع، وجهودا مشتركة من أجل تسريع وتيرة الارتقاء الاقتصادي وإحلال محركات نمو جديدة محل المحركات الحالية. لقد أحرزت بلدان بريكس الخمسة أيضا تقدما جيدا على صعيد التعاون في مجالات تيسير التجارة وتجارة الخدمات والتجارة الألكترونية وحقوق الملكية الفكرية، وغيرها من المجالات. وهذه الخطوات سوف تمكننا من اغتنام الفرص ومواجهة التحديات في عالم متغير وسوف تعمل على إثراء استراتيجية الشراكة الاقتصادية لمجموعة بريكس.

إن مجتمع الأعمال هو الدعامة الأساسية للتعاون الاقتصادي في إطار بريكس وهو القوة الديناميكية التي تدفع هذا التعاون. وكقادة أعمال، فأنتم يجب أن تلعبوا دورا كبيرا في تشكيل العقد الذهبي الثاني للتعاون في إطار بريكس. وآمل أن تستغلوا تماما قوتكم لتعزيز التعاون المربح للجميع من أجل تحقيق التنمية المشتركة لبلدان مجموعتنا الخمسة. وكقادة أعمال، يجب عليكم أن تتخذوا خطوات جريئة لاستكشاف أرضية جديدة في السعي وراء الإصلاح والابتكار. ومن خلال العمل معا، سوف تستطيعون بالتأكيد فتح أفق جديد للتنمية لبلداننا الخمسة وغيرها من الأسواق الصاعدة والبلدان النامية.آمل أيضا أن تضعوا في الأذهان احتياجات الشعوب وأن تسعوا إلى تحقيق عوائد التنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من أجل زيادة الدعم الشعبي للتعاون في إطار مجموعة بريكس.

السيدات والسادة،

الأصدقاء،

يوافق هذا العام الذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا. ودعوني أستشهد بإحدى مقولاته الشهيرة " بعد تسلق تل كبير، لا يكتشف المرء سوى أن هناك الكثير من التلال التي عليه تسلقها" . والواقع أن تاريخ التعاون في إطار بريكس هو رحلة تضم بلداننا الخمسة وهي تتسلق تلالا كبيرة، لكي تصل إلى مرتفعات أخرى. وإني على قناعة بأنه حينما تمضي قدما بلداننا الخمسة معا، فإننا سوف نقدم إسهامات أكبر لسلام البشرية وتنميتها.

شكرا لكم.

تحرير: تشي هونغ