عصام شرف: التعاون الصيني – العربي زاد بعد مبادرة "الحزام والطريق"

الوقت:2018-07-16 11:25:29المصدر: شبكة شينخوا بقلم : عماد الأزرق

أكد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصري الأسبق، زيادة التعاون الصيني - العربي بشكل كبير بعد طرح مبادرة "الحزام والطريق"، وأن العلاقات بين الجانبين ستشهد طفرة هائلة في السنوات المقبلة.

وقال شرف في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) إن منتدى التعاون الصيني - العربي الذي مر على تأسيسه 14 عاما، شهد في السنوات الأخيرة وخاصة بعد اطلاق مبادرة "الحزام والطريق" زيادة فعالية المنتدى بشكل كبير، وتضاعف حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بشكل لافت للغاية.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية عام 2004 عند تأسيس المنتدى 37 مليار دولار، فيما وصل إلى أكثر من 190 مليار دولا عام 2017.

وأضاف شرف، والذي يشغل أيضا عضوية اللجنة القيادية الدولية لشبكة التعاون بين المنظمات غير الحكومية لدول طريق الحرير، أن الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني – العربي، الذي عقد أول امس الثلاثاء والاجتماعات القادمة سيكون لها مردود مختلف جدا، مشيرا إلى أن الاجتماع أوضح أن هناك رؤية استراتيجية للتعاون، وأنه ركز على برنامج العمل المبني على مبادرة الحزام والطريق.

وأوضح أن "أهمية المنتدى تكمن في وضعه لسياسات واستراتيجيات لتعزيز التعاون بين الجانبين"، متوقعا أن تكون هناك طفرة كبيرة جدا في العلاقات العربية - الصينية خلال الفترة المقبلة.

وعزا توقعه إلى أنه " في ظل التوترات الموجودة والهيمنة القائمة، أصبح هناك حلم لعالم جديد أفضل، عالم يرتكز على قيم حضارية وأخلاقية، وهذه القيم موجودة بقوة في الحضارات العريقة والعميقة مثل الحضارة الصينية والحضارة المصرية، وبعض الحضارات الأخرى".

وتابع "أن هذا العالم الجديد من منظور الدول العربية والأفريقية وفي ظل الضغوط التي تتعرض لها، يصبح التعاون مع الصين له قيمة عالية جدا لديها".

وأوضح رئيس الوزراء المصري الأسبق أن "الصين لها مصداقية كبيرة في المنطقة العربية والقارة الأفريقية"، مشيرا إلى أنه من المبادئ الحاكمة في الصين عدم "التدخل في الشئون الداخلية".

ولفت إلى أن الصين لا تعطي منح وهبات فقط وانما تقيم شراكة وفقا لمبدأ "نفكر سويا، نعمل سويا، نجني الثمار سويا"، مشيرا إلى أن الصين تمارس الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية لتحقيق التنمية المشتركة النابعة من مبدأ "المصير المشترك".

وأعرب شرف عن اعتقاده بأن "كل دول المنطقة بدأت تستوعب كل هذه القيم بعمق، مشددا على ضرورة أن يتسع مجال التعاون، وأن يكون هناك منظور أخر للتعاون الدولي مبني على أسس من الشراكة وليس الهيمنة، على أسس أخلاقية وليست استعمارية.

وشدد على أن "التجارة في حد ذاتها ليست الهدف من التعاون بين الجانبين العربي والصيني، وانما التنمية المشتركة هي الهدف، لتحقيق مستوى أعلى من الرفاهية للجميع والقضاء على الفقر في مختلف البلاد، وهو ما يحدث حاليا تحت مظلة مفاهيم مبادرة الحزام والطريق، وهي نقلة نوعية سيكون لها اثارها الايجابية في الفترة المقبلة".

ونبه إلى أن هناك زيادة مطردة في تواجد الشركات الصينية في الكثير من المشروعات في مختلف المجالات بمصر والدول العربية المختلفة.

مبادرة "الحزام والطريق"

وأكد رئيس وزراء مصر الاسبق أنه "على الرغم من مبادرة الحزام والطريق التي طرحت من قبل الرئيس شي جين بينغ منذ 5 سنوات، لكن جذورها تمتد لأكثر من ألفين سنة، لأن المرجعية التاريخية لطريق الحرير الجديد هي طريق الحرير القديم".

ومبادرة "الحزام والطريق" تستهدف التعاون والتشارك بين الصين والدول الواقعة في نطاق المبادرة وفقا لمبدأ الجميع يكسب.

ولفت شرف إلى أن "الفكرة في مبادرة الحزام والطريق ليست المشاريع، وانما هناك تفاهمات تتعمق بين الدول أعضاء المبادرة، وهو أمر مهم فكلما زادت التفاهمات ستأتي المشاريع بكثرة وستكون سهلة التنفيذ ونجاحها مضمون".

واعتبر "مبادرة الحزام والطريق مبادرة تاريخية"، حيث لا يوجد مبادرة في التاريخ يشارك فيها نحو 70 بالمائة من البشر، مشيرا إلى أن هناك مبادرات كثيرة وتجمعات اقليمية ودولية مختلفة عدد أعضائها محدود للغاية، أما مبادرة الحزام والطريق فيشارك بها نحو 70 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية، 90 بالمائة منهم ارتبط ببرتوكولات تعاون مع الصين في اطار المبادرة.

وأكد على أن مبادرة "الحزام والطريق" تقود نحو عالم جديد وبأسلوب جديد، مختلف تماما عن أسلوب الهيمنة السائد، مستطردا "مبادرة الحزام والطريق يمكن أن تقييمها بسهولة جدا، من خلال عدد الدول والمنظمات الدولية المشاركة، والاهتمام الدولي والعالمي بالمبادرة".

وفيما يتعلق بالعلاقة بين قناة السويس ومبادرة الحزام والطريق، أكد أن قناة السويس تلعب دورا مهما وحيويا في الطريق البحري لمبادرة الحزام والطريق، لافتا إلى أهمية منطقة قناة السويس في تقديم الخدمات اللوجستية والبحرية للمرور.

وأردف قائلا "الطريق البحري للقرن الحادي والعشرين سيكون مروره الأساسي من قناة السويس، ونجاح منطقة قناة السويس، التي تسعى مصر لتنميتها، في تقديم الخدمات هو بكل تأكيد نجاح لطريق الحرير البحري بالكامل".

ولفت إلى أن فلسفة التنمية في مبادرة "الحزام والطريق" تعتمد على "الممرات الاقتصادية للتنمية"، منوها إلى أن هذه الممرات ليست مجرد مشاريع نقل، وانما هي ممرات تتحول لمناطق اقتصادية".

وتابع "في أحد المؤتمرات التي عقدناها حول المبادرة في عام 2016 حددنا سبعة أنواع من الصناعات التي يمكن التركيز عليها منها صناعة البنية الأساسية التي تضم قطاع النقل بالاضافة لشبكات المياه والكهرباء، بالاضافة للصناعات المعلوماتية، الطاقة والإسكان، المناطق الاقتصادية".

وأعرب عن اعتقاده بأن أهم صناعة والقاعدة التي تسهل كل الصناعات الأخرى تتمثل في "صناعة الثقافة"، لافتا إلى أنه عندما يبنى التعاون على تفاهمات ثقافية وعلى حوار حضاري تكون إقامة المشاريع أسهل وأكثر استدامة وهذا هو المهم وتستعصي العلاقات على التأثر بأي عوامل سلبية.

مستقبل الصين

وحول مستقبل الدور الصيني أكد رئيس وزراء مصر الأسبق أن "الصين دولة عظمى ناجحة، وهذا النجاح لا يرجع إلى انجازاتها الاقتصادية فحسب، وانما لأنها دولة لها نظامها الاقتصادي الخاص، ولها نظامها السياسي الخاص، ولها نظامها الثقافي والاجتماعي الخاص، ولذا صارت الانظار تتجه إليها بقوة، خاصة بعد تولي الرئيس شي جين بينغ قيادة الصين وحدوث طفرة كبيرة في العلاقات الدولية والانفتاح على العالم".

وتابع شرف "الفكر الصيني سينتشر خلال الفترة القليلة المقبلة في كثير من الدول حول العالم، ذلك الفكر القائم على التنمية ليس فقط اقتصاديا وانما سياسيا واجتماعيا وثقافيا".

تحرير: تشي هونغ