مقالة خاصة: التغيير في الصين...مصدر إلهام لأمريكا اللاتينية

الوقت:2018-07-02 12:25:24المصدر: شبكة شينخوا

متي سافر غويليرمو دانينو إلى الخارج، يتوجه إلى متاجر الكتب. ومتي زار متجرا للكتب، يقصد القسم الصيني بداخله بحثا عن كتب حول الثقافة الصينية.

ويمتلك الصينولوجي البيروفي مكتبة ذاخرة بكتب حول الصين بخمس لغات -- الأسبانية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية والصينية. فقد نمت معرفته باللغة الصينية وثقافتها عندما توجه إلى مدينة نانجينغ شرقي الصين في عام 1979 لتدريس الأسبانية.

وها هو اليوم قد أصبح مؤلفا لأكثر من 24 كتابا حول الصين بما فيها موسوعة رائعة للثقافة الصينية.

فهذا العالم الثمانيني رأى تحول الصين بأم عينه، حيث قال "لقد شهدت ما يمكن أن يكون عليه الحال عندما تزدهر دولة ما، وكيف تنهض من البؤس والجوع والبطالة... وكيف يمكن أن تغدو قوة حقا".

"يقولون إنه لم يحدث من قبل في تاريخ العالم أن شهدت دولة نموا وتطورا بهذا القدر الكبير في فترة زمنية قصيرة...(لقد أصبح ذلك ممكنا) لأن الجميع يعمل، والجميع يبذل كل ما في وسعه ليطور محيطه ومنزله ومجتمعه"، حسبما أشار دانينو.

ووصف دانينو، الذي مثل أيضا في أفلام صينية، الصينيين بأنهم يعملون بجد واجتهاد وبأنهم أيضا شغوفون للتعلم، مضيفا أنهم "يتوقون إلى التعلم والتعاون والتواصل". وقال "اعتقد أن أحد الأسباب وراء هذا التقدم يكمن في قدرتهم على العمل".

-- التعليم من أجل التحول

وكما يرى كارلوس روجاس ماغنون رئيس اللجنة المكسيكية - الصينية لأصحاب الأعمال التجارية، فإن الاستثمار في التعليم أصبح عاملا رئيسيا في تحول الصين من دولة منتجة بشكل شامل للمواد الأساسية إلى دولة رائدة في الابتكارات التكنولوجية.

"يمكن أن نتعلم الكثير (من الصين) مثل التفاني وأخلاقيات العمل والإحساس بالواجب والأهمية الكبرى التي توليها الصين والصينيون للتعليم"، هكذا ذكر ماغنون الذي يعد أيضا خبيرا في الشؤون الصينية بمجلس الأعمال المكسيكي للتجارة الخارجية والاستثمار والتكنولوجيا. وقال إن "ما يثير الدهشة هو السرعة المذهلة التي حدث بها (التحول في الصين)...اعتقد أن كل شيء بدأ مع الاهتمام الهائل بالتعليم".

وأوضح ماريو سيمولي نائب السكرتير التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إن أمريكا اللاتينية تعاني اليوم من العديد من المشكلات التنموية التي واجهتها الصين يوما ما.

وقال سيمولي، الذي ألف كتابا بعنوان "الابتكار والتنمية الاقتصادية ،إن الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقته الصين في عام 1978 دعا إلى زيادة حرية السوق، وزيادة سبل الوصول إلى التجارة العالمية، وزيادة فرص الوصول إلى أسواق الصادرات والواردات، وزيادة فرص الوصول إلى التكنولوجيات الخارجية.

وأشار إلى أن التطور الناشئ في الصين له تأثير إيجابي على علاقاتها مع أمريكا اللاتينية، حيث "يسهم في تغييرات في البنية الإنتاجية لأمريكا اللاتينية من خلال التجارة والاستثمار والتعاون العلمي والتكنولوجي".

ففي عام 2017، زادت التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية بنسبة 18.8 في المائة لتصل إلى قرابة 260 مليار دولار أمريكي، ما جعل الصين ثاني أكبر شريك تجاري للمنطقة. وبلغت صادرات الصين إلى المنطقة 130.8 مليار دولار، فيما بلغت قيمة وارداتها من المنطقة 127 مليار دولار.

وأضاف سيمولي أنه بالنسبة لأمريكا اللاتينية ، يتمثل أفضل سبيل للمضى قدما في توسيع التعاون والشراكات مع الصين في مجالات متنوعة، ومن بينها العلوم والتكنولوجيا، والتمويل، والاستثمار.

-- فرص التعاون

توفر مبادرة الحزام والطريق مجموعة واسعة من الفرص للتعاون. فقد وقعت بنما والصين، على سبيل المثال، مذكرة تفاهم لتعزيز المبادرة، ما جعل بنما أول بلد في أمريكا اللاتينية يقوم بذلك.

وباعتبارها موطنا لقناة بنما الإستراتيجية التي تختصر عمليات الشحن بين المحيطين الهادئ والأطلسي، فإن هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى يقع في مكان مثالي للمساعدة في توسيع التجارة مع بقية المنطقة.

وتدرس الدولتان حاليا جدوى بناء خط سكك حديدية يربط بين مدينة بنما ومقاطعة شيريكي الساحلية الغربية لتسهيل عمليات شحن البضائع.

وفي أمريكا الجنوبية، تنخرط الأرجنتين في القيام بمشروعات تعاون واسعة النطاق مع الصين منذ سنوات، وتم التخطيط لتنفيذ المزيد في المستقبل، هكذا قالت الخبيرة الاقتصادية الأرجنتينية ماريا سيسيليا بيرالتا في مقابلة سابقة معها.

وذكرت بيرالتا أن "غالبية هذه المشروعات هي مشروعات بنية تحتية مثل بناء السدود في جنوب البلاد ونفق أغواس نيغراس الذي يربط بين الأرجنتين وشيلي، وهو مبادرة مفيدة للغاية للتجارة الإقليمية".

كما يدعو خبير التجارة المكسيكي ماجنون إلى أن تعمل الصين وأمريكا اللاتينية إلى معرفة المزيد عن بعضهما البعض، قائلا إنه ينبغي على الصين توسيع شبكة معاهد كونفوشيوس لزيادة التبادلات الأكاديمية والثقافية.

في السنوات الأخيرة، أصبح لدى شعوب أمريكا اللاتينية فهما أكبر للصين عبر التبادلات الثقافية والشعبية التي جرت من خلال التعليم والرياضة والسياحة.

تحرير: تشي هونغ