مقالة خاصة: احتفاء بمرور 40 عاما على سياسة الإصلاح والانفتاح... سفراء عرب لدى الصين يثمنون التجربة الصينية

الوقت:2018-06-04 11:53:19المصدر: شبكة شينخوا

يوافق هذا العام حلول الذكرى الـ40 لبدء تطبيق الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح، ويرى سفراء عرب لدى بكين أن ما حققته الصين من إنجازات خلال العقود الأربعة الماضية وما جسدته خلالها من تجربة يحمل مغزى عميقا ليس للصين والدول العربية فحسب بل أيضا للعالم بأسره، مغزى يسترعى التوقف للدراسة والاستفادة.

وقد ذكر سفير الجمهورية اليمنية لدى الصين السيد محمد عثمان المخلافي في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) إن قرار الحزب الشيوعي الصيني بأن تنتهج البلاد سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978 كان بمثابة نقطة تاريخية مضيئة لتحول هام رسم خطة سياسة الصين الحديثة سعيا لبدء مرحلة جديدة، مضيفا أن هذا القرار فتح عصرا جديدا تمثل في تنفيذ سياسة الإصلاح ذات الخصائص الصينية في الداخل والانفتاح على الخارج بهدف تحقيق النمو والرخاء والعيش الرغيد للشعب الصيني، فقد ازداد دخل المواطن الصيني أضعافا كثيرة وتحسنت مستوياته المعيشية وارتقت إلى مستوى الحياة الرغيدة بشكل عام.

وتابع قائلا إن الاقتصاد الصيني قدم أيضا مساهمات كبيرة للاقتصاد العالمي وتمكنت الصين من تحويل نمط تنميتها الاقتصادية والاجتماعية اعتمادا على قوتها الذاتية، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ تأتي أيضا كمبادرة عالمية من أجل تعزيز التعاون والترابط الإقليمي والدولي والعمل على خلق مستقبل أفضل لهذه العلاقات وخصوصا فيما يتعلق بالشراكة الاقتصادية، وإزالة العوائق أمام التجارة، والتكامل المالي، والعلاقات بين الشعوب، وكذا إنشاء روابط اقتصادية وتنموية وتجارية تعود بالنفع على الجميع.

ومن جانبه أعرب سعادة سفير دولة الإمارات المتحدة العربية لدى الصين الدكتور علي عبيد الظاهري لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) عن أمله في استمرار انتهاج الصين لسياسة الإصلاح والانفتاح، لافتا إلى أن "هذا الأمر لا يهم الصين فحسب بل جميع الدول التي تحافظ على شراكة إستراتيجية مع الصين"، معبرا عن تفاؤله وثقته انطلاقا "مما حققته الصين من تقدم في الماضي والذي يعد حقا قصة نجاح كبيرة".

وقال سفير الإمارات إن هناك حاليا عدد كبير من المؤسسات الصينية تعمل في السوق الإماراتية فيما تتدفق أنشطة التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي في ظل مبادرة الحزام والطريق. وفي مجال الطاقة على وجه التحديد، تعد الصين الآن أكبر مستثمر في صناعة النفط والغاز الإماراتية، وهناك اتفاقيات كثيرة تنتظر التجديد.

أما بالنسبة للتبادلات الشعبية، فقد أعرب السفير عن تطلعه إلى مزيد من التفاعل بين الشعبين، قائلا إن الثقافة الصينية وجدت في الإمارات إقبالا، متوقعا أن تسهم خطوات مثل سياسة الإعفاء من تأشيرة الدخول في تعزيز التبادلات بين الشعبين إلى أقصى مدى.

في العام الجاري 2018، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن إجراءات جديدة لتوسيع الإصلاح والانفتاح مع احتفال الصين بالذكرى الـ40 لبدء انتهاج هذه السياسة، وهو ما يمثل "مرحلة جديدة للانفتاح " من أجل رخاء مشترك للصين والعالم. وقال شي في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي في 10 إبريل الماضي بمقاطعة هاينان جنوبي الصين إن "الإصلاح والانفتاح في الصين يلبى تطلعات الشعب الصيني إلى التنمية والابتكار وحياة أفضل، ويتوافق أيضا مع الاتجاه العالمي نحو التنمية والتعاون والسلام".

وفي هذا الصدد، أشاد سفير الجمهورية العربية السورية لدى بكين الدكتور عماد مصطفي في مقابلة خاصة مع ((شينخوا)) بالرؤية المستقبلية للقيادة الصينية تجاه اقتصاد الصين والمتمثلة في الانتقال إلى اقتصاد الإبداع والمعرفة، مشددا على أن كل تقدم تحرزه الصين هو تقدم لسدس سكان الكرة الأرضية وللإنسانية بأكملها، وأن الخير الذي يعود على الصين يعود أيضا على الجميع ويستشعره مواطن بسيط في آسيا وإفريقيا، كما يعد أيضا "خيرا للغربيين والأمريكان أنفسهم".

وأكد أن سياسة الإصلاح والانفتاح حققت للصين إنجازات عظيمة جدا على الصعيدين الاجتماعي والبشري وقدمت في الوقت ذاته للبلدان الأخرى منهجية للتنمية، قائلا "لسنا مضطرين للخضوع للنموذج الغربي في الإصلاح والتقدم. فثمة طرق أخرى قد تكون أفضل وأكثر ملائمة لنا وتقدم أيضا دروسا عظيمة جدا".

وثمن السفير مبادرة الحزام والطريق الصينية بقوله إن الصين تفكر انطلاقها من كونها جزءا من العالم ولديها نظرية تقوم على أن الإنسانية لها مستقبل مشترك، نظرية تقول إن "مساعدتنا للدول المجاورة لنا في الحزام والطريق ستحقق فائدة مشتركة والخير للجميع".

وأكد السفير عماد مصطفي إن الصين تعتبر أكبر شريك تجاري لكثير من دول العالم وإن الأثر الإيجابي والكبير الذي أحدثه تقدم الصين على كل المجتمعات الإنسانية ملحوظ، فكل تقدم اقتصادي تحققه الصين، يعني المزيد من تبادل الشراكات التجارية والاقتصادية مع دول العالم، ويعني استفادة دول العالم من تقدم الصين. وهي استفادة متبادلة. وهذا شيء جميل ورائع".

تحرير: تشي هونغ