دبلوماسي عماني: العلاقات الاقتصادية العمانية الصينية متميزة ويجب أن تمتد إلى مجالات أخرى

الوقت:2018-06-04 11:53:19المصدر: شبكة شينخوا

رأي سفير سلطنة عمان لدى الصين الأسبق الدكتور إبراهيم بن حمود الصبحي، أن ما وصلت إليه العلاقات الاقتصادية بين بلاده والصين له وضع متميز جدا يمكن الاحتذاء به في الكثير من المجالات والقطاعات الأخرى.

واستشهد الصبحي في هذا التميز بحجم الاستثمارات الصينية في السلطنة والمتمثلة في المدينة الصينية - العمانية بمنطقة الدقم الاقتصادية الخاصة التي تقيمها شركة ((وانغ فانغ)) الصينية ويأتي تحت مظلتها العديد من الشركات الصينية، وكذلك على الطرف الأخر فإن الصين هي المستورد الأول والأكبر للنفط العُماني.

وأكد الصبحي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم السبت، أن هذا المستوى المتميز من العلاقات الاقتصادية بين البلدين ما كان ليصل إلى هذه الدرجة، ما لم يكن قد توج برعاية خاصة من قيادتي البلدين الصديقين.

غير أنه أشار إلى أن تلك العلاقات على المستوى الرسمي أي على مستوى القيادة والحكومات قد قطعت أشواطا كبيرة وخطت خطوات طويلة نحو التعاون، ولكنها تحتاج الآن إلى تعاون على مستوى القطاع الخاص أي من حيث رجال الأعمال والمستثمرين والشركات وحتى الأفراد.

كما قال الصبحي إن مستوى العلاقات الاقتصادية التجارية المتميز يجب أن يوازيه وبنفس التميز علاقات في قطاعات ومجالات أخرى، وطرح منها قطاع السياحة حيث رأي أن الصين هي الدولة الأولى المصدرة للسياح في العالم بأكثر من 20 مليون سائح سنويا.

وأضاف إن السائح الصيني ليس من عشاق الطبيعة فحسب، وإنما يعشق التراث والثقافة وهذا كله متوفر في السلطنة ولذا ينبغي على السلطنة أن تركز على سوق السياحة الصيني، كما أن كثير من العمانيين يسافرون إلى الصين الآن لدرجة أن البعض يسافرون لشراء مستلزمات مواد البناء والديكور بأنفسهم من هناك عند الحاجة إلى كميات كبيرة.

وأشاد الصبحي بالخطوة التي اتخذتها بلاده بفتح المجال للمواطنتين الصينيين للحصول على تأشيرة الدخول عند الوصول وبدون كفيل عماني، وطالب بأن تعطى مدة تأشيرة الدخول للمستثمرين ورجال الأعمال الصينيين بفترات أطول مما يمكنهم من البحث ودراسة فرص الاستثمار بالسلطنة وهذا يساعد على زيادة الاستثمارات الصينية أكثر بالسلطنة.

من ناحية أخرى، رأي أن بلاده وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكنها أن تستفيد من الخبرات الصينية في مجال الزراعة حيث إن الصين من الدول المتقدمة جدا في الزراعة وخاصة في استخدام الطرق الزراعية والتكنولوجية الحديثة وهذا ما تحتاج إليه عمان وبقوة حيث قله المياه.

كما رأى أنه يمكن أن تستفيد بلاده أيضا من الصين بتجربتها في شق الطرق، خاصة وأن الصين لديها تجارب متقدمة جدا في شق الكثير من الطرق وفي أماكن وعرة وجبلية وهذا يشابه السلطنة تماما، حيث إن كثير من طرق السلطنة في مناطق وعرة وجبلية.

وقال إبراهيم الصبحي - والذي عمل كأول سفير عماني معتمد لسلطنة عمان لدى الصين بداية من منتصف العام 1978، إنه يعتز بأنه كان أول سفير لبلاده لدى الصين وأن يكون أول ممثل لبلاده في بناء علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين والتي تمتد ويحتفل هذا العام بمناسبة مرور 40 عاما عليها، وذلك بعد علاقات شعبية وتاريخية بينهما امتدت لأكثر من 1000 عام.

أشار إلى أنه حينما كان سفيرا بالصين زار مناطق مختلفة في الصين واستمع إلى شروحات من الأخوة الصينيين تؤكد ذلك وقد كتبت وذكرت هناك، حيث كان ذات مرة في ذاك الوقت في زيارة لإحدى المناطق التاريخية وكان منها مقابر قديمة واستمع إلى شروحات من مرشدين سياحيين ومتخصصين إلى أن هناك بحارة صينيين قد وصلوا إلى عمان والعكس قبل ألف عام، وأن تلك المقابر منها لبعض من هؤلاء البحارة الذين وصلوا إلى عام قبل الف عام.

وأشاد أول سفير عماني معتمد لدى الصين قبل 40 عاما بمدى ما تزخر به الصين من حريات واحترام للاخر والإثنيات والديانات المختلفة بها، وضرب أمثله بأنه خلال زياراته المختلفة لمقاطعات ومدن مختلفة هناك كان يرى مستويات متقدمة من الحرية وحريات الأديان ومنها ما رأه في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي ومستوى ما تلقاه قومية هوي المسلمة من حسن التعامل والاحترام والتقدير والحريات.

وتابع ان الصين لا تتعامل مع المواطنين على أساس قومية ولا ديانة ولا إثنية وإنما انه مواطن صيني ولذا فالجميع ينالون كافة حقوق المواطنة والواجبات هناك وهذا ينطبق على جميع ارجاء ومناطق الصين.

يذكر أن وكالة الأنباء العمانية (الحكومية) كانت قد أجرت مقابلة خاصة مع السفير الأسبق إبراهيم الصبحي ونشرتها يوم السبت على موقعها الرسمي، واسترجع من خلاله ذكرياته في الصين وقت أن كان سفيرا وما هي أوجه الدعم التي تلقاها من الجانب الصيني، كما تحدث عن التطور الذي حدث في العلاقات بين البلدين على مدى 40 عاما وخاصة في ظل علاقات تاريخية ورغبة كبيرة لدى الدولتين لتطوير هذه العلاقات.

والخطوة التاريخية التي إتخذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بافتتاح السفارة العمانية في بكين، وما تلاها من تبادل الوفود بين البلدين والذي أوصل البلدين إلى ما فيه من علاقات متطورة ومتميزة إلى اليوم.

ويشار إلى أن الصين تستثمر في المدينة الصينية العمانية بالدقم بإجمالي استثمارات تصل إلى 10.7 مليار دولار وذلك على مساحة تصل إلى 11 هكتار، كما ان الصين تستورد ما نسبته أكثر ما بين 75 و 80 % من النفط العُماني وفقا لإحصائيات وزارة النفط والغاز العمانية.

تحرير: تشي هونغ