تحليل إخباري: النظرة الإيجابية للروس تجاه الصين تتزايد بفضل التعاون الاقتصادي

الوقت:2018-05-24 15:12:30المصدر: شبكة شينخوا

تتزايد أعداد المواطنين الروس الذين ينظرون بشكل إيجابي إلى الصين، لأنهم، وبسبب ضغوط العقوبات الغربية، يشهدون إمكانيات عظيمة للشراكة الاقتصادية بين البلدين، وفقا لرأي خبراء.

ووفقا لأحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة رأي عام روسية، فإن الصين التي حظيت بدعم 33% من المستطلعة آراؤهم، تتصدر قائمة الدول التي يراها الروس شريكا ضروريا وثمينا.

وأعرب نصف المستطلعة آراؤهم تقريبا عن إن التعاون مع الصين يعتبر حاليا الأهم بالنسبة للاقتصاد الروسي.

وقال إليكسي ماسلوف، رئيس قسم الدراسات الآسيوية في المعهد العالي الروسي للاقتصاد بالجامعة الوطنية للبحوث "عموما، من الطبيعي أن هناك توجها إيجابيا لدى المواطنين الروس العاديين تجاه الصين."

وهذا لا يعكس نتيجة استطلاع الرأي فحسب، بل الاهتمام الروسي المتزايد بثقافة الصين ولغتها، والعمليات التجارية المشتركة.

لقد أسهم التعاون الاقتصادي والتجاري المفيد مع الصين بشكل خاص في تعزيز الانطباع الإيجابي لدى المواطنين الروس العاديين، لأنهم يرون أن الصين يمكن أن تكون مشتريا كبيرا للمنتجات الزراعية الروسية ولمنتجات الطاقة، ومستثمرا مشتركا في مشاريع البنى التحتية الكبيرة في روسيا.

وأضاف ماسلوف "لذلك، الصين لا ينظر إليها كداعم للتغلب على المصاعب الاقتصادية فقط، بل كأكثر شريك تجاري موثوق به ومسئول."

وحسب رأيه، فإن مختلف المناطق في روسيا يمكنها الاستفادة بشكل أو بآخر من التعاون مع الصين.

ففي الشرق الأقصى الروسي، أصبحت معدات الإنشاءات والمواد الصينية الرخيصة الثمن والعالية الجودة، شائعة الاستخدام هناك. وفي وسط روسيا، يجد المزارعون ومربو المواشي، فرصا كبيرة لزيادة صادراتهم إلى الصين، الأمر الذي يزيد فرص العمل بهذه المنطقة.

أما سيرجي يواناييف، نائب مدير دراسات الشرق الأقصى بالأكاديمية الروسية للعلوم، فأعرب عن تفاؤله في هذا الصدد، قائلا إن انتعاش الاقتصاد الروسي والإصلاح الهيكلي للاقتصاد الصيني، سيسمحان للبلدين برفع مستوى التجارة الثنائية بالمستقبل القريب.

وأشار إلى المشاريع الرئيسية التي يعمل عليها البلدان بصورة مشتركة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، استكشاف الغاز الطبيعي في يامال، وبناء طائرات كبيرة ذات مقصورات واسعة ومزدوجة الممرات، ومروحيات مدنية ثقيلة، والتعاون الفضائي، وفي مجال البنى التحتية للنقل. ويؤكد "أن هذه القائمة يمكن أن تتوسع".

وأضاف ماسلوف أنه بعد فرض العقوبات الغربية على موسكو، بدأ المواطن الروسي العادي يدرك مدى اعتماد البلاد على التجارة الخارجية، وأخذ يركز على أهمية الشراكة مع الصين.

وأكد قائلا "المعرفة الاقتصادية عن الصين قد تغيرت أيضا بفضل الكثير من المطبوعات والندوات واللقاءات. ومعظم قطاعات الأعمال، الكبيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم، أضحت تفهم حاليا مدى الفرص الكبيرة بالصين، لمن يعرف لوائح وفرص التعامل فيها."

ويشير ماسلوف إلى أن هناك كمية متزايدة من المعلومات الإيجابية عن الصين تنتشر في روسيا، مثل الإنجازات العلمية والتنمية الاقتصادية والتحسن الكبير في مستوى حياة الصينيين.

وقال "هذا يعني، في أعين المواطنين الروس، أن الصين لم تعد على حالها، بل أصبحت بلدا يتمتع بصناعة متطورة وتكنولوجيا عالية."

تحرير: تشي هونغ