مقالة خاصة: فرص جديدة لتعميق العلاقات التجارية الصينية-الهندية

الوقت:2018-04-03 16:30:48المصدر: شبكة شينخوا

أسفر الاجتماع الـ11 للمجموعة الصينية-الهندية المشتركة للعلاقات الاقتصادية والتجارة والعلوم والتكنولوجيا الذي عقد هنا مؤخرا عن توفير فرص جديدة لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.

نمت التجارة بين البلدين بشكل مطرد على مدى السنوات القليلة الماضية، ما عمل على توفير منافع متبادلة للبلدين.

فرص هائلة

تضم الصين والهند تعدادا سكانيا يبلغ نحو 2.6 مليار نسمة، ما يساوي أكثر من 35 بالمئة من سكان العالم، وبما يساهم بنحو 20 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وفي تناقض حاد مع تلك الحقائق، يبلغ حجم التجارة الثنائية قدرا ضئيلا من الإجمالي العالمي. لكن مجالات مثل التجارة والاستثمار والبنية الأساسية وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت والسياحة الثقافية والرعاية الصحية، والكثير من المجالات الأخرى، تتضمن فرصا عظيمة للتعاون.

والأكثر أهمية هو أن اقتصادي البلدين مكملان لبعضهما البعض بدرجة كبيرة.

فعلى سبيل المثال، تستطيع الصين توفيرالتكنولوجيا والدعم المالي للهند من أجل بناء بنيتها الأساسية وتحسينها، فيما تعد الهند دولة قوية في مجالي تكنولوجيا المعلومات والمستحضرات الدوائية.

ولقد نما الاستثمار الصيني الخاص في الهند بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة. ومع نقل بعض الصناعات كثيفة العمالة، وفرت المزيد من الوظائف في الهند.

ازدهار في التجارة

لقد شهد التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-الهندي تحقيق نتائج ملحوظة.

ولقد دعم البلدان بعضهما البعض من أجل ضمان بقاء تعددية التجارة العالمية في الوقت الذي تم فيه تعزيز تحقيق تكامل اقتصادي إقليمي أقوى. وقدمت الهند والصين معا اسهامات هامة في سبيل إقامة نظام اقتصادي دولي جديد فيما عملتا في الوقت ذاته على حماية مصالح الدول النامية.

ووفقا لأرقام رسمية صادرة عن وزارة التجارة الصينية، فقد شهد حجم تجارة الصين مع الهند ارتفاعا قياسيا وصل إلى 84.4 مليار دولار أمريكي في 2017، بارتفاع نسبته 20.3 بالمئة عن العام السابق.

وتبقى الصين أكبر شريك تجاري للهند.

استثمرت الشركات الصينية أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي في مجال الاستثمار الحقيقي، وزادت الشركات الهندية استثماراتها في الصين بمعدل بلغت نسبته 18.5 بالمئة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وبحسب سودهيندرا كولكارني، الرئيس السابق لمؤسسة أوبزيرفر للبحوث في مومباي، فإن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والهند ربما يبلغ قريبا 100 مليار دولار.

وحققت شركات تصنيع الهواتف الذكية الصينية نجاحا في السوق الهندية، ومن المتوقع أن يكون لشركات الانترنت الصينية دورا كبيرا تلعبه في المشروع الطموح لرئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي "الهند الرقمية".

تدعيم الثقة

ويشير المراقبون إلى أن الصين والهند تتفقان أكثر مما تختلفان حول عدد من القضايا، ما عمل على تعزيز الثقة بين هذين البلدين العملاقين.

وفي الوقت الراهن، يتعين التركيز على الفهم المتبادل أكثر من الشك المتبادل.

وفي الاجتماع ال11 للمجموعة الصينية-الهندية بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارة والعلوم التكنولوجيا الذي عقد يوم الاثنين، اتفق الجانبان على العمل معا في إطار كل من مبادرة الحزام والطريق وحركة "صنع في الهند" ومشروع "الهند الرقمية".

وقرر الجانبان معالجة الخلل في الميزان التجاري بينهما وتوسيع الاستثمار.

وفي الآونة الأخيرة، زار وفد تجاري صيني الهند. وخلال الزيارة، وقعت الشركات الصينية والهندية 101 اتفاقية تجارية بتعاقدات بلغت قيمتها الإجمالية 2.38 مليار دولار، شملت الشاي الأحمر وزيت الخروع وزيت النعناع وألياف جوز الهند وبذور القهوة وغير ذلك من المنتجات.

وهذه الاتفاقيات توضح ليس فقط عزم الصين على مزيد من الانفتاح على العالم، ولكن أيضا اهتمام الصين الكبير بالسوق الهندية.

تحرير: تشي هونغ