سفير صيني: الصين وأوروبا شريكتان في مبادرة الحزام والطريق

الوقت:2018-03-19 09:41:26المصدر: شبكة شينخوا

 قال تشانغ مينغ، رئيس بعثة جمهورية الصين الشعبية بالاتحاد الأوروبي، إن الصين وأوروبا، بوقوع كل منهما في إحدى نهايتي طريق الحرير، شريكتان طبيعيتان في مبادرة الحزام والطريق، مضيفا أنه عبر الجهود المشتركة ستساعد المبادرة واستراتيجيات التنمية في أوروبا في خلق الترابط.

الترابط الصيني-الأوروبي

في مقال نُشر على الموقع الالكتروني (يوراكتيف) أمس الخميس، استحضر تشانغ احتفاله بأول عيد ربيع صيني له في بروكسل الشهر الماضي.

وقال تشانغ في مقاله "لا يمكن نسيان الفوانيس الصينية وهي تضيء ميدان (جراند بليس)، وهو الميدان الاجمل في العالم حسبما وصفه الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو. وكان من المثير أن أرى جاليري سان هوبير مزينا بالفوانيس الصينية الحمراء، ما أضفى لحظة من السعادة لأصدقائي الأوروبيين. ومن جديد، فُتنت أنا بالامتزاج التام بين الثقافتين الأوروبية والصينية."

منذ أكثر من 700 عام، أثارت رحلات ماركو بولو شغف الأوروبيين بالشرق. وبذل العديد من الرواد جهودا شاقة في ربط أوروبا بآسيا، ما أدى في النهاية إلى افتتاح طريق الحرير القديمة.

وتابع تشانغ "اليوم، ترتبط الصين وأوروبا معا عبر وسائل نقل أسرع وعلاقات تجارية أوثق وتبادلات ثقافية أكثر تنوعا. ورغم تاريخها الطويل، فإن روح طريق الحرير القديمة، التي تعني بالضبط احترام التنوع والسعي إلى تحقيق الرخاء المشترك، لا تزال حية وذات صلة بالحاضر."

مبادرة متنامية

منذ إطلاقها قبل أكثر من 4 أعوام، حظيت مبادرة الحزام والطريق بدعم واسع من أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية، وأكثر من 80 منها وقعت اتفاقيات مع الصين. وقد أسفر منتدى التعاون الدولي للحزام والطريق الأول الذي عقد العام الماضي في بكين عن نتائج مثمرة، وساهم في تحقيق توافق عالمي حول التعاون في إطار المبادرة.

وتابع تشانغ "وقعت حكومات 11 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وثائق تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع الحكومة الصينية"، مشيرا إلى أن التجارة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستزيد بنسبة 6 بالمئة بفضل المبادرة، وذلك بحسب مركز (برويجل) للبحوث الاقتصادية في بروكسل.

واستطرد تشانغ "قطارات الشحن الصينية-الأوروبية فائقة السرعة تسافر طوال الوقت عبر القارة الأوراسية. في عام 2017، بلغ إجمالي الرحلات 3673 رحلة، بزيادة بلغت نسبتها 116 بالمئة مقارنة بعام 2016، حيث تجاوزت إجمالي الرحلات التي تمت في السنوات الست السابقة مجتمعة. إن خدمات النقل عبر السكك الحديد تصل إلى 36 مدينة أوروبية في 13 بلدا وتجعل وصول البضائع الأوروبية إلى السوق الصينية أسهل كثيرا."

ثم تابع بقوله "بالإضافة إلى ذلك، يجري في الوقت الحالي تنفيذ عدد كبير من المشروعات في مجالات البنية الأساسية واللوجيستيات والموانئ والتجارة الالكترونية والمالية. وعلى سبيل المثال، في صربيا، قامت شركة صينية بشراء مصنع صلب معطل واستطاعت تشغيله في أقل من عام. وفي اليونان، استعاد ميناء بيرايوس مكانته كأحد أكبر الموانئ في أوروبا. وفي المملكة المتحدة، تقوم شراكة بين الصين وفرنسا في بناء محطة طاقة نووية، وهو مثال بارز على التعاون الثلاثي في إطار الحزام والطريق."

لكن تشانغ يرى أن إمكانيات مبادرة الحزام والطريق ستستغل على نحو كامل فقط حينما تدرك كافة الأطراف أهميتها وتشارك فيها.

تعزيز البنية الأساسية

من أجل تحقيق هذا الهدف، أكد تشانغ على ثلاث حقائق أساسية.

أولا، المبادرة ليست بالتأكيد استراتيجية أحادية أو "خطة مارشال" صينية كما يدعوها البعض. على العكس من ذلك، فقد تمت صياغتها لتعزيز تعاون مفتوح أمام الجميع.

وقال تشانغ "تهدف المبادرة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي عبر الارتباطية من خلال البنية الأساسية، وإلى تحقيق التنمية المشتركة من خلال رفع القوى النسبية لكافة المشاركين. وفي إطار سعيها لتحقيق المصلحة العامة، تتبع المبادرة القاعدة الذهبية الخاصة بالمشاورات المكثفة والاسهام المشترك والمنافع المشتركة. فكل الأطراف تشارك وتحصل على مكاسب بشكل متساو."

ثانيا، المبادرة ليست طريقا أحادي الاتجاه يسمح للصين وحدها بتصدير مواردها وفرص السوق والتكنولوجيات والمشروعات والقوة العاملة. لكنها قائمة على التشاور والتواصل الواسعين.

وتابع تشانغ "يجب أن تخضع كافة مشروعات الحزام والطريق لدراسات جدوى شاملة وقائمة على المعرفة الجيدة تقوم بها الأطراف المعنية، وكذلك يجب على المبادرة أن تتبع مبادئ السوق والقواعد الدولية. يجب أن تكون كافة المشروعات موجهة للحصول على نتائج إيجابية وأن تكون هذه المشروعات مستدامة وذات معايير عالية. هدفنا ليس فقط هو تعزيز الارتباطية المادية للبنية الأساسية، ولكن أيضا تعزيز الارتباطية المؤسسية للقواعد والمعايير."

ثالثا، تهدف مبادرة الحزام والطريق إلى إقامة منصة تعاون اقتصادي إقليمية تقوم على الشمول والتوازن والنفع للجميع. فالهدف ليس هو إعادة اختراع العجلة، ولكنه السعي نحو تحقيق التكامل بين آليات التعاون الثنائية والاقليمية القائمة.

واستطرد تشانغ "روما لم تبن في يوم واحد. المبادرة هي مشروع كبير يجب أن يضم الكثير من المشاركين، من بينهم شركاء من أوروبا. وفي الوقت الذي ينحدر فيه كل طرف مشارك من خلفيات مختلفة وله حاجات مختلفة، نحترم هذا التنوع ونثمن المرونة في تعاوننا بدلا من الإصرار على التماثل."

وتابع يقول "في عالم اليوم، لا يزال هناك تأثير للحمائية والانعزالية. لكن الصين بعد 40 عاما من الانفتاح والإصلاح أوضحت موقفها، وهو أن الانفتاح يصنع التقدم فيما يؤدي الانعزال الذاتي إلى التأخر."

واختتم مقاله بقوله "نحن لا نزال متمسكين بالشراكة مع أصدقائنا الأوروبيين بروح مفتوحة. دعونا نتشاور ونتشارك ونساهم معا في إنجاح مبادرة الحزام والطريق."

وتهدف مبادرة الحزام والطريق إلى بناء شكبة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بكل من أوروبا وأفريقيا على طول طرق طريق الحرير القديمة. وتشمل المبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن ال21 .

تحرير: وانغ بوه