سفير الإمارات لدى الصين: سرعة نمو العلاقات الإماراتية الصينية بعد زيارة الرئيس شي إلى الشرق الأوسط

الوقت:2018-02-23 09:46:31المصدر: شبكة شينخوا

قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين الدكتور علي عبيد الظاهري إن العلاقات الصينية العربية عموما والعلاقات الصينية الإماراتية خصوصا، شهدت نموا أسرع منذ تولي الرئيس الصيني شي جين بينغ منصبه في 2013 وخاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس شي إلى الشرق الأوسط في العام 2016.

وأشار السفير في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء شينخوا، إلى أن العلاقات الصينية الإماراتية متميزة وعلى قدر كبير من الثقة المتبادلة والشفافية في التعامل. واصفا إياها بـ" المتميزة وعلى مستوى عال"، مضيفا أنه لا شك أن الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من البلدين لعبت دورا كبيرا في دفع العلاقات السياسية بين الجانبين الإماراتي والصيني نحو مزيد من الشراكة الإستراتيجية وخاصة أن البلدين يشهدان نموا غير مسبوق على كافة الأصعدة.

وأشار إلى أن القطاع الذي شهد أكبر قدر من النمو في التعاون الثنائي هو قطاع الطاقة، لأن الشركات الصينية أصبحت حاليا هي أكبر شريك في قطاع النفط والغاز وكل ما يتعلق بهذا المجال، كما أن الصين أصبحت الآن أكبر مستورد في هذا القطاع من دولة الإمارات، غير أن التجارة ككل بين البلدين في نمو وتطور وازدهار كبير بشكل غير مسبوق.

وتابع السفير أن الاستثمار في النفط والغاز يتيح علاقات طويلة المدى ولا تتأثر بعوامل السوق في المدى القصير، فهي علاقة إستراتيجية مشيرا إلى أن التعاون الثنائي في مجالات أخرى في تطور كبير أيضا، وخاصة في مجال الموانئ والتكنولوجيا.

وأكد الظاهري أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر داعما رئيسيا لمبادرة الحزام والطريق، ونحن من أوائل الدول التي بادرت وانضمت لمبادرة الرئيس شي التي أُطلقت عام 2013، وتبلور عن هذه المبادرة انضمام الإمارات رسميا في عام 2015 كعضو مؤسس إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وننظر لمبادرة الحزام والطريق بتفاؤل وأمل، ونأمل أن تربط هذا المبادرة بين الدول ليس تجاريا فقط وإنما ثقافيا أيضا، وأن تكون هناك شراكة بين الجميع بما يحقق المصلحة الكلية.

ونوه بأن المبادرة تتيح مناخا ممتازا للاستثمار ونحن لدينا الأرض الخصبة والفرص الاستثمارية في الإمارات من خلال توفر مقومات وحوافز تجعل من الإمارات إحدى أبرز الدول المؤهلة لدعم هذه المبادرة وتفعيل المشاريع المتعلقة بها.

واستطرد قائلا إننا كدولة الإمارات ننظر لمبادرة الحزام والطريق على أنها مبادرة ممتازة، ومن هذا المنطلق كنا من أوائل الدول التي انضمت لهذه المبادرة المتميزة، ونظرا لأن علاقاتنا مع الصين علاقة إستراتيجية لذا كان من باب أولى أن نكون متقدمين على صعيد مبادرة الحزام والطريق.

وأضاف أن قادة الإمارات أكدوا مرارا دعمهم ومشاركتهم في مبادرة الحزام والطريق من البداية، فالإمارات ملتزمة بمهمة مركزية لترجمة رؤية الحزام والطريق إلى أسلوب حياة. وبلا شك نتشاطر الرؤية والقناعات والأفكار الجوهرية نفسها ذات الصلة الأساسية بالتجارة والسلام والازدهار، وبالنسبة لشعبنا فإن هذه القناعات تجاوزت المبادئ المذكورة إلى إجراءات ملموسة حتى تأتي قوة علاقاتنا التجارية كأفضل تعبير على هذا الشيء .

وبشأن الاستثمار الثنائي، أشار السفير إلى أن هناك تطور إيجابي للغاية وتوسع وازدهار مستمر في مجالات الاستثمار، حيث تم إطلاق صندوق الاستثمار المشترك بين الإمارات والصين في عام 2015، وهو ما مثل إضافة، وتمخضت عنه مشاريع كثيرة، وهناك مواصلة لاستكشاف فرص الاستثمار في مشاريع مهمة بالإضافة للعلاقات الإستراتيجية والتجارية بين البلدين.

وفي هذا الصدد، قال السفير إنه يوجد فريق فني مشترك يبحث مجالات وفرص الاستثمار بين البلدين ووجد الفريق الفني ما يقارب 100 فرصة استثمارية مشتركة وتم اختيار 4 مشاريع للاستثمار في مجال صناعة الطيران والصناعات المتقدمة والتكنولوجيا وهناك استثمارات في التطوير العقاري واستثمارات مالية أيضا. لذا فإن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين في تطور وازدهار وتمضى في طريق استراتيجي وتصب في مصلحة شعبي البلدين.

وفيما يتعلق بمجتمع المصير المشترك للبشرية، أكد السفير أن المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ حول بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية تربط أحلام الشعب الصيني بأحلام الشعوب الأخرى حول العالم بشكل وثيق، فالمبادرات الصينية الأخيرة متميزة ويحسب للصين الأخذ بزمام المبادرة حاليا نظرا لعاملها المشترك بين الشعوب والدول.

وبشأن مكافحة الإرهاب، قال السفير إن دولة الإمارات تعتبر الإرهاب آفة عالمية تتجاوز الحدود الوطنية وتتسبب في انتشار التطرف وتفاقم الأزمات الأمنية والإنسانية في المنطقة والعالم، وتشدد الإمارات على أهمية القضاء على هذه الآفة عبر تعزيز الجهود الدولية في إطار الركائز الأربع الإستراتيجية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. وهو ما تتفق الإمارات فيه مع الصين.

في معرض التعليق على أداء الاقتصاد الصيني، قال السفير إن الاقتصاد الصيني نما في حدود 7 في المئة عام 2017 ولا يزال يفوق التوقعات ولا يزال منتعشا مقارنة بالاقتصاد العالمي الذي ينمو في حدود 3 بالمئة، ومما لا شك فيه أن الاقتصاد الصيني يدفع عجلة نمو الاقتصاد العالمي، وساهم في نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 30 بالمئة وهذا شيء ملموس، وهناك توقعات أن يزيد في السنوات القادمة، وربما يكون الاقتصاد الصيني بعد ذلك هو الاقتصاد الأول في العالم، وتلك الأمور ما جعلت الاقتصاد الصيني مستمرا ومتواصلا بشكل أساسي و سلس وإيجابي مما يساعد على استقرار الاقتصاد العالمي، وليس من مصلحة العالم أن يتأثر الاقتصاد الصيني.

وأوضح الظاهري أنه على العكس ما يهم العالم أن يرى الاقتصاد الصيني مزدهر دوما، لافتا إلى تأكده من أن الاقتصاد الصيني سيكون دوما في ازدهار خاصة حسب الخطة الموضوعة والنمط الاقتصادي الموجود والتطورات في التكنولوجيا والأعمال الذكية والذكاء الاصطناعي وهي قوى داعمة جديدة للاقتصاد الصيني.

وأضاف أن تبني الصين إستراتيجية جديدة لتنمية اقتصادها خلال المرحلة المقبلة جنبها المخاطر الرئيسية لمواصلة دعمها للاستقرار الاقتصادي العالمي، وهذا ما نلمسه حاليا لأن الاقتصاد الصيني داعم للاقتصاد العالمي والعربي أيضا.

وتابع السفير أن الصين حققت إنجازات ضخمة في مجالات مختلفة وخاصة في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي وأصبحت الصين دولة رائدة في مجال التكنولوجيا وانتقلت إلى مصاف الدول المتقدمة في مجالات البحوث العلمية والتكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي وإطلاق الأقمار الصناعية وصناعة حاملات الطائرات وصناعة الطائرة وصناعة القطارات فائقة السرعة والسيارات والمركبات العامة ذات الدفع الآلي وغيرها ، ونذكر منها قطار الرصاصة الذي أصبح أسرع قطار في العالم بعد زيادة سرعته إلى 350 كيلومترا في الساعة، فكل هذه التكنولوجيا تجعل من بلد عريق مثل الصين بلدا متقدما في التكنولوجيا.

وقال السفير إن الصين تساعد دولا كثيرة في هذه الأمور المتطورة بعد كل ما بذلته من بحوث وتجارب واستثمارات في هذه المجالات. ودولة الإمارات شريك استراتيجي للصين في هذه المجالات وتنظر لهذه التطورات نظرة إستراتيجية وتتابعها، وبدأنا الحديث في أن نكون شريكا استراتيجيا في هذه التجارب والبحوث مع الصين.

وكشف الظاهري عن التعاون الكبير بين البلدين في تلك المجالات البحثية المتطورة، فهناك تعاون عن طريق الجامعات والمؤسسات التعليمية والتركيز على ما يسمى تبادل المعرفة وهذا يهم دولة الإمارات كثيرا، فنحن لا نهتم فقط بالحصول على التكنولوجيا ولكن نحرص كذلك على المشاركة في تطوير التكنولوجيا. وأشار إلى أن هناك تطورات ملموسة وفي المستقبل القريب سيكون التطور التكنولوجي ملموسا من قبل الشعب الإماراتي في شتى المجالات.

وقال السفير نتطلع بحماس كبير لمتابعة الحدثين السياسيين المرتقبين في شهر مارس، وهما افتتاح فعاليات الدورة السنوية الأولى للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في الدولة، وافتتاح فعاليات الدورة السنوية الأولى للمجلس الوطني الـ13 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى هيئة استشارية سياسية، ونتمنى أن يتكلل هذين الحدثين السياسيين بالنجاح والتوفيق وأن يجلبا مزيدا من الازدهار والرقي للصين وشعبها الصديق.

وأنهى سفير دولة الإمارات حواره بتهنئة الشعب الصيني الصديق بمناسبة السنة القمرية الصينية الجديدة وتمنى لهم دائما الازدهار والأمن والأمان، وتحقيق كل الأهداف الموضوعة لسنوات طويلة قادمة.


تحرير: وانغ بوه