شركات صينية تفرض نفسها في افريقيا وتوفر مزيدا من الوظائف للسكان المحليين

الوقت:2018-02-05 11:18:25المصدر: بوابة الحزام والطريق

أظهرت إحصاءات غير مكتملة صادرة عن وكالة أنباء شينخوا حول مشاريع التعاون المنجزة والمشاريع قيد الإنشاء بين الصين والدول الإفريقية جنوب الصحراء، بلوغ عدد مشاريع التعاون الضخمة 39 مشروعا، تشمل 17 مجالا، بينها السكك الحديدية والطرقات العامة والموانيء ومحطات توليد الطاقة الكهرومائية، وتتوزع على 21 دولة افريقية، منها كينيا وأوغندا ونيجيريا والكاميرون، إلخ.

ماهي آراء الأفارقة والأجانب في هذه المشاريع التعاونية بين الطرفين؟

أشاد عدد كبير من مستخدمي الإنترنت المحليين على حسابيْ وكالة شينخوا في موقعيْ تويتر وفيسبوك بهذه المشاريع، فلماذا تحظى هذه المشاريع بتثمين الأفارقة والأجانب؟ اعتبر مسؤولون وخبراء ومواطنون محليون أن مشاريع التعاون الضخمة التي تشارك فيها الشركات الصينية، تتمتع بخاصيتين أساسيتين:

أولا، تأسيس نموذج تعاون خارجي جديد: تنمية "سلسلة صناعية متكاملة"

تتعدد وتتنوع طرق التعاون في المشاريع التي تشارك فيها الشركات الصينية بأفريقيا. مثلا، مشروع ميناء لامو الذي استثمرت فيه حكومة كينيا، ومشروع مدغشقر لإعادة ترميم وتوسيع الطريق الوطني رقم-9، بتمويل البنك الافريقي للتنمية ومنظمة الدول المصدرة للبترول(أوبك) وحكومة مدغشقر، والمشروع البلدي لتوسيع وإعادة ترميم الطرق في مدينة كيغالي عاصمة رواندا الممول من خلال قرض صيني. ودعم الصين لبناء مشروع حفر الآبار لإمداد المياه في غانا وغيرها من المشاريع.

تعد الجودة العالية وقصر فترة البناء، حافزيْن مهميْن لدى الشركات والمؤسسات الصينية الناشطة في مجال البنية، يحظيان بتثمين واسع من الدول الإفريقية.

مثلا، حصلت الشركة الصينية للمواصلات والإنشاء المحدودة على حقوق المقاولة لبناء ميناء لامو، بعد التنافس مع 16 شركة دولية مؤهلة. ونجحت الشركة الـ18 للمجموعة الصينية للسكك الحديدية في الفوز بمناقصة مشروع إعادة ترميم وتوسيع الطريق الوطني رقم -9 بمدغشقر.

مع دخول المزيد من الشركات والمؤسسات الصينية الى افريقيا، باتت "المعايير الصينية" تحوز على اعتراف عدد متزايد من الدول. إذ أشرفت الشركة الصينية المحدودة لإنشاء الطرقات والجسور على بناء مشروع خط السكك الحديدية مومباسا- نيروبي الرابط بين العاصمة الكينية نيروبيو ميناء مومباسا، والذي تم تشغيله بشكل رسمي في 31 مايو 2017. يذكر أن هذا المشروع قد أنجز وفقا للمعايير الصينية وأستخدمت فيه المعدات والتقنيات والأنماط الإدارية الصينية بشكل كامل. ما يمثل نموذجا جديدا في التعاون الخارجي لتنمية السلسلة الصناعية الكاملة لقطاع السكك الحديدية.

ثانيا، تحسين ظروف التوظيف في افريقيا

تشير العديد من مؤسسات الأبحاث ووسائل الإعلام الأجنبية أن الصين جلبت المزيد من فرص التوظيف للقارة الافريقية. وحسب ((تقرير جاذبية افريقيا للاستثمار)) الصادر في عام 2017 عن شركة إرنستويونغ لخدمة التدقيق والاستشارات الضريبية والاستشارات المالية، أن الصين قد استمثرت 293 مشروعا في افريقيا منذ عام 2005. ولم تجلب مشاريع التعاون الصينية الافريقية فرص التوظيف الى افريقيا فحسب، بل نجحت في نقل العلوم والتكنولوجيا ومشاركة المعلومات. حيث خلقت الشركة الصينية لإنشاء الطرقات والجسور المحدودة 46 ألف وظيفة أثناء بناء مشروع خط السكك الحديدية مومباسا- نيروبي، كما ساعدت الجامعات على إنشاء كلية هندسة السكك الحديدية، وإنشاء القاعدة التدريبية للعمال التقنيين في مواقع البناء، وقد قامت بتدريب 45 ألف شخص. كما أشرفت الشركة على تنظيم دروس خاصة لشباب كينيا لتعلم تجارب إدارة وتشغيل السكك الحديدية في الصين، ما جعل كينيا تمتلك أول فريق نسائي من سائقات القطارات في تاريخها.

 أسهمت مشاريع التعاون بين الصين والدول الإفريقية في تسريع نسق التنمية ببعض الدول. في هذا السياق، قال الرئيس الكيني أوورو كينياتا خلال زيارته الى مشروع خط السكك الحديدية، إن خط مومباسا- نيروبي سيسهم في دفع نمو اقتصاد كينيا بـ 1.5%. وأضاف بأن هذا المشروع سيقود كينيا لاطلاق عملية التصنيع وتحقيق التحول الاقتصادي. من جهة أخرى، سيتمكن مشروع "هوشان" لليورانيوم في ناميبيا البالغ اجمالي قيمته الاستثمارية 3 مليارات دولار أمريكي، من تحقيق زيادة  بـ 5% في الناتج المحلي الإجمالي سنويا. ما يمثل مشروعا بالغ الأهمية بالنسبة للإقتصاد الناميبي.

طرح الاتحاد الأفريقي في عام 2013 "رؤية 2063"، وصاغت عدة دول افريقية خططا للتنمية. بما في ذلك "رؤية كينيا 2030" و"خطة هارامبي للازدهار" بناميبيا. وتركّز هذه الخطط على إنشاء البنية التحتية والتصنيع، وهي خطط تتفق مع مبادرة الحزام والطريق و10 خطط تعاون كبرى بين الصين وافريقيا. وهو ما يجعل مشاريع التعاون الصينية الافريقية تصبح رافدا من روافد التنمية الاقتصادية الافريقية.

تحرير: وانغ بوه